ملخص
مسعف من عرب إسرائيل لم ينج من هجوم "حماس"
كشفت عائلة مسعف عربي إسرائيلي ساعد في علاج الناجين من مجزرة مهرجان الموسيقى في الصحراء أن هذا الأخير لقي مصرعه بعد أن أصيب برصاص مقاتلي حركة "حماس".
وكان عوض دراوشة، البالغ من العمر 22 سنة، يشرف على خيمة الإسعاف الأولي في مهرجان "سوبرنوفا" Supernova، عندما شنت حركة "حماس" هجومها القاتل، في الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي حوار مع صحيفة "اندبندنت"، كشف ابن عمته كاظم خليلة أن المقاتلين استولوا على سيارة الإسعاف التي كان مسؤولاً عنها واقتادوها إلى غزة وبداخلها رهائن.
وقد شوهد دراوشة، الذي يعود أصله إلى قرية إكسال ذات الغالبية العربية، وتقع على مقربة من الناصرة، وهو يعالج الجرحى المصابين بطلقات نارية، قبل لحظات قليلة من سيطرة المقاتلين بالكامل على حفلة الرقص التي استمرت طوال الليل.
وقد أصر [دراوشة] على البقاء لمعالجة المصابين، وبالتالي، حكم على نفسه بالموت المحتم، كونه أصيب بطلقات نارية في صدره وبطنه.
وقال كاظم: "لقد رفض عوض الفرار عندما دوت صفارات الإنذار، وفضل البقاء وإسعاف المصابين".
وتابع قائلاً: "إن الهروب رد فعل طبيعي، لكن عوض فضل البقاء، ففي تلك اللحظات، بدأ عدد كبير من الأشخاص الذين تأذوا خلال [هجوم] حماس يتوافدون إلى خيمته".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"والحال أن ابن عمتي المسلم لم يهرب، بل لم يغادر لمساعدة الجميع، واكتفى عناصر "حماس" بإطلاق النار عليه. وقد علمت لاحقاً بأنه كان يختبئ تحت منصة الدي جاي. وبالتالي، كان بطلاً".
وروى كاظم أن شقيقه هو من قام بالتعرف إلى الجثة، بعد أن طُلب من أم عوض إجراء فحص للحمض النووي.
وأردف قائلاً: "لن تعود عائلتي يوماً إلى سابق عهدها"، قبل أن يضيف: "لا أتمنى لأي أم في الدنيا أن تختبر المشاعر التي تختلج عمتي اليوم".
لقد عاش كاظم حالة من الصدمة عندما شاهد صوراً تلفزيونية لمقاتلي "حماس"، بينما كانوا يجوبون جنوب إسرائيل بأسلحتهم. "اعتقدت أنها أخبار زائفة"، وفق ما أفاد.
وبحسب تصريحات الجيش الإسرائيلي وإفادات الشهود العيان، اخترق مقاتلو "حماس" سياجاً حدودياً في 80 موقعاً، بعد أن عمدوا إلى إطلاق وابل من الصواريخ. فاقتحموا عدداً من البلدات والقرى، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص، بما في ذلك ما يصل إلى 260 شخصاً في مهرجان "سوبرنوفا". وتؤكد إسرائيل على أن 222 رهينة تم نقلهم إلى داخل غزة، بما في ذلك نساء وكبار في السن ومرضى.
وكشف كاظم أن أفراد عائلته شعروا بالهلع، بعد أن تعذر عليهم الاتصال بعوض هاتفياً. لكنهم شاهدوا لقطات فيديو تمت مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لـ"حماس"، وقد ظهرت فيها سيارة الإسعاف التي كان [عوض] مسؤولاً عنها، بينما كان يجري اقتيادها إلى داخل غزة.
والحال أن عوض كان مسعفاً وسائق سيارة إسعاف تابعة لخدمة "يوسي"، وبالتالي، "اعتقدنا أن عناصر حماس اقتادوه إلى غزة"، وفق ما أفاد كاظم.
وبعد أن غلبه اليأس، بدأ كاظم يبحث عن ابن عمته في المستشفيات، فصادف رجلاً كان كذلك في مهرجان الصحراء. "عرضت عليه صورة عوض وسألته إن كان قد رآه. فعلا الحزن وجه الرجل فجأة. ورحت أتوسله كي يخبرني بما يعرفه. فقال إنه رأى عوض، لكن عناصر "حماس| للأسف أطلقوا عليه النار مرتين، وهو رأى ذلك بأم عينه".
بيد أن كاظم انتظر حتى يتأكد الخبر رسمياً، قبل أن يذهب إلى أم عوض وينقل إليها الخبر.
وقد أعرب [كاظم] عن صدمته إزاء رد العالم العربي الذي لم تصدر عنه أي إدانة للعنف المروع الذي شهده يوم 7 أكتوبر.
"لقد كان ابن عمتي من بين عرب كثيرين قتلوا على يد عناصر حماس، وقد بلغ عدد هؤلاء 40 على ما أظن. بيد أن حركة حماس لم تكترث للموضوع. والواقع أنها لا تمثل حتى الإسلام الحقيقي. أما أنا، فمسلم حقيقي، وكذلك كان ابن عمتي عوض."
وأكد أنه "لا وجود لبلد مثالي، ونحن بالطبع نتجادل [حول مواضيع] سياسية، شأننا شأن معظم البلدان الأخرى. إلا أنني سئمت [سماع] الأشخاص الذين يخبروننا بوجهة نظرهم حول طريقة معاملة العرب في إسرائيل".
خلال مأتم جنازة عوض، توافد الآلاف من الإسرائيليين والعرب واليهود والدروز والمسيحيين، ونزلوا جميعاً إلى الشوارع لتكريمه.
"لم أعرف [في تلك اللحظات] إن كان عليّ أن أبكي أو أفرح، لكن جل ما أتمناه هو أن يبقى العالم يتذكر ابن عمتي عوض".
© The Independent