ملخص
"الذكاء الاصطناعي يساعد الإرهابيين في صنع أسلحة بيولوجية"، يقول رئيس الوزراء البريطاني في خطبة مهمة عن الفوائد والأخطار التي تطرحها هذه التكنولوجيا: سوناك يحذر من أن الذكاء الاصطناعي يتهدد البشرية بالفناء
في المملكة المتحدة قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن الحد من خطر فناء الإنسان بسبب الذكاء الاصطناعي لا بد من أن يشكل أولوية عالمية إلى جانب الجوائح والحرب النووية.
وحذر تحليل جديد نهضت به حكومة سوناك من أن الذكاء الاصطناعي سيطرح أخطاراً أمنية كبيرة على المملكة المتحدة في غضون سنتين، أضف إلى ذلك مقدرته على "تعزيز" القدرات الإرهابية.
تخدم هذه التكنولوجيا قدرات الجماعات الإرهابية، من بينها الدعاية والأسلحة البيولوجية والتخطيط للهجمات، على ما يرد في تقرير صدر في وقت ألقى فيه رئيس الوزراء خطبة مهمة عن وتيرة التغيير "الفائقة" التي يمر بها العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك حذر التقرير الصادر عن "المكتب البريطاني الحكومي للعلوم" من أنه بحلول عام 2025، يتوقع أن يزيد الذكاء الاصطناعي من تواتر وتطور أساليب الهجمات السيبرانية وعمليات الخداع والاحتيال والتزوير، وغيرها من الجرائم.
وفي حديثه أمام "الجمعية الملكية" صباح الخميس قال سوناك إن من شأن التغييرات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي أن تكون "بعيدة المدى" على شاكلة الثورة الصناعية، أو ابتكار الكهرباء أو الإنترنت.
وقال رئيس الوزراء إنه يتفق في الرأي مع الخبراء الذين يعتقدون أنه لا بد من التعامل مع التهديد بانقراض الإنسان الذي يطرحه الذكاء الاصطناعي تماماً كما نتعامل مع تهديد الجوائح والحرب النووية، ودعا إلى تشكيل لجنة خبراء عالمية لمعالجة هذه المشكلة.
وقال سوناك في مؤتمر صحافي إن الذكاء الاصطناعي سيجلب "الفرصة لحل مشكلات كنا نظنها في السابق أكبر من قدراتنا، ولكنه يجلب معه أيضاً أخطاراً ومخاوف جديدة".
رئيس الوزراء زعم كذلك أن المملكة المتحدة تبذل مجهوداً "أكثر بأشواط من أي بلد آخر للحفاظ على سلامتك"، معلناً أن الحكومة ستنشئ في المملكة المتحدة أول معهد للسلامة في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم.
ونقلاً عن تصريح أدلى به مئات من خبراء الذكاء الاصطناعي في وقت سابق من العام الحالي، قال سوناك "إن الحد من خطر فناء الإنسان بسبب الذكاء الاصطناعي لا بد من أن يكون أولوية عالمية إلى جانب الأخطار الأخرى على المستوى المجتمعي من قبيل الجوائح والحرب النووية".
وعن الأخطار الرئيسة المقبلة، قال رئيس الوزراء إن "التصرف على نحو خاطئ سيسمح للذكاء الاصطناعي بتسهيل تطوير أسلحة كيماوية أو بيولوجية. وتستطيع الجماعات الإرهابية استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر الخوف والدمار على نطاق أوسع".
وأضاف سوناك أن "المجرمين في يدهم استغلال الذكاء الاصطناعي في تنفيذ هجمات إلكترونية أو عمليات احتيال أو حتى الاعتداء الجنسي على الأطفال، بل يلوح خطر أن تفقد البشرية تماماً سيطرتها على الذكاء الاصطناعي بوجود نوع من الذكاء الاصطناعي يشار إليه أحياناً بالذكاء الخارق".
وأوضح سوناك أنه لا يريد أن يكون "متشائماً" ويثير القلق في النفوس فسلط الضوء على الفوائد التي قد يجلبها الذكاء الاصطناعي، مشيداً باستخدامه المحتمل في "هيئة خدمات الصحة الوطنية" ("أن أتش أس" NHS) لتشخيص السكتات الدماغية والنوبات القلبية ومنع الإصابة بها، كذلك أعلن عن تخصيص 100 مليون جنيه استرليني إضافية للعلاجات بالذكاء الاصطناعي تستهدف أمراضاً تعذر علاجها سابقاً.
كذلك أكد رئيس الوزراء أنه دعا الصين إلى حضور "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي" في "بلتشلي بارك" [المكان الذي شهد فك الشفرة التي أنهت الحرب العالمية الثانية] الأسبوع المقبل، قائلاً إنه "الفعل الصائب" لأن على القوى الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم أن تتناقش في شأن التهديدات والفرص.
وقال زعيم حزب المحافظين في المملكة المتحدة إن دعوة المسؤولين الصينيين "ليس قراراً سهلاً"، مقراً بأنه لا يستطيع أن يؤكد بنسبة 100 في المئة أنهم سيحضرون.
وقال نائب رئيس الوزراء أوليفر دودن إن الصين قبلت الدعوة، مضيفاً في برنامج "توداي" الذي تبثه إذاعة "بي بي سي 4"، "صحيح أنهم قبلوا الدعوة ولكن... في هذه الحالة علينا أن تنتظر لنرى من سيحضر هذه الفعاليات. نتوقع منهم أن يأتوا".
وأثار قرار دعوة بكين جدلاً في بعض الأوساط، بما في ذلك بين أعضاء البرلمان من حزب المحافظين.
من بين هؤلاء رئيسة الوزراء السابقة لسوناك، ليز تراس، التي سارعت إلى انتقاد هذه الخطوة، قائلة إنها "منزعجة جداً"، ودعت رئيس الوزراء إلى إلغاء الدعوة. كذلك انتقدت الدولة الصينية قائلة إنها "استخدمت وأساءت استخدام التكنولوجيا للمساعدة في قمع الملايين من السكان والاعتداء على الحرية والديمقراطية".
ويجيء ذلك في وقت كشف فيه البيت الأبيض عن أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ستحضر قمة المملكة المتحدة في "بلتشلي بارك".
وقبل أن تحضر القمة، ستلقي نائبة الرئيس الأميركي خطاباً يوضح النهج الذي تتبعه إدارتها تجاه الذكاء الاصطناعي، وذلك يوم الأربعاء المقبل أي قبل يوم واحد من بدء الحدث.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إدارة بايدن ستصرف بذلك الانتباه عن مؤتمر المملكة المتحدة، أجاب المتحدث الرسمي باسم سوناك أنهم "يعملون على نحو تعاوني مع الولايات المتحدة في هذا الشأن... وهذا صحيح تماماً".
وفي الوقت نفسه يحذر التقرير الجديد الصادر عن حكومة المملكة المتحدة من أن الذكاء الاصطناعي سيجعل الهجمات السيبرانية، على الأرجح، أكثر سرعة وفاعلية وواسعة النطاق. وسيحقق ذلك من طريق أساليب تصيدية احتيالية أكثر تخصيصاً، أو من طريق استنساخ برمجيات خبيثة. كذلك يحمل معه الذكاء الاصطناعي خطراً آخر يتمثل في ما يسمى "تبدد الثقة في المعلومات".
"التزييف العميق" Deepfakes الذي يسمح بإنشاء مقاطع فيديو مزيفة باستخدام صورة شخص ما، وما يسمى "الروبوتات الشديدة الواقعية"، وهو شكل من أشكال الملفات الشخصية المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، ينطويان على خطر "توليد أخبار مزيفة، ومعلومات مضللة شخصية، والتلاعب بالأسواق المالية وتقويض نظام العدالة الجنائية"، وفق ما يحذر التقرير.
وفي الوثائق التي جمعها "المكتب الحكومي للعلوم" باستخدام مصادر عدة، من بينها الاستخبارات البريطانية، يرد أنه لا يمكن استبعاد التهديد الأوسع الذي يطرحه الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشرية.
ويرد في إحدى الوثائق تحذير يقول إنه "ليس في جعبتنا أدلة كافية تستبعد ظهور تهديد وجودي تطرحه أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية ذات القدرة العالية، في حال عدم ضبطها أو التحكم فيها على نحو كافٍ". كذلك تحذر من قدرة الذكاء الاصطناعي على تعطيل سوق العمل من طريق الحلول محل العمال من البشر. وتشير إلى ما يسمى "ضريبة الروبوتات"، وهي ضريبة على الشركات التي تستفيد من استبدال العمال بالذكاء الاصطناعي، ربما تكون ضرورية لحماية الاقتصاد.
وحث وزير العلوم في حكومة الظل العمالية بيتر كايل، سوناك، على "ترجمة أقواله إلى أفعال" بعد الخطاب، وقال "ما زلنا في حاجة إلى رؤية مقترحات ملموسة حول الطريقة التي ستصوغ فيها الحكومة البريطانية قوانين تنظم النماذج الأقوى من الذكاء الاصطناعي".
وقالت وزيرة التكنولوجيا ميشيل دونيلان إن المملكة المتحدة، من خلال نشر التقرير، تعد "البلد الأول في العالم الذي يقدم وعلى نحو رسمي مختصراً للأخطار التي تمثلها هذه التكنولوجيا القوية". وأضافت، "لن نستفيد من فوائدها من دون استكشاف حلول للأخطار أيضاً".
© The Independent