ملخص
لم يكن أمام أصحاب الهواتف النقالة إلا اختصار الاتصالات والحديث عند الحاجة فحسب
اختصر السوريون أحاديثهم عبر هواتفهم النقالة، والسبب ارتفاع جديد طرأ على تعرفة أجور مكالمات الهواتف الثابتة والخلوية، ما أثار استياء المواطنين الذين يرزحون تحت أزمات اقتصادية ومعيشية متفاقمة في موازاة انهيار العملة المحلية وتدهور الاقتصاد الوطني.
ومن المؤكد أن رفع فاتورة الاتصالات سينعكس سلباً على ظروف عمل السوريين وحياتهم اليومية في وقت يعانون من تردي جودة هذه الخدمة لجهة الانقطاعات المتكررة في شبكات الإنترنت والاتصالات بحجة أعطال تقنية في غالب الأحيان، وأيضاً توفر خدمة غير منتظمة بخاصة في المناطق الريفية.
"خدمة" خارج التغطية!
وفي ظل هذا الواقع، لم يكن أمام أصحاب الهواتف النقالة إلا الاختصار الشديد في الاتصالات، والحديث الهاتفي عند الحاجة فحسب، بينما كانت الأسعار قبل عام بمتناول مختلف الشرائح الاجتماعية لا سيما الشباب والطلاب.
وتقول الطالبة الجامعية بسمة "لم يبق سوى إلغاء كلمة (ألو) لتوفير أجور المكالمات المرتفعة، لقد عكفت على إجراء معظم مكالماتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتخفيض الأجور، وبشكل سريع ومقتضب لأن باقة الإنترنت التي أحتاجها لمتابعة اللغة الإنجليزية ودروسها بشكل مباشر لم تعد تكفي، إنني أحتاج إلى الضعف لأتمكن من متابعة دراستي".
القطع الأجنبي
وكانت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد في حكومة دمشق قد أعلنت تطبيق رفع التعرفة لخدمات الاتصالات الثابتة والخليوية منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وكذلك رفعت شركتا الاتصالات الخلوية في سوريا "سيرتيل" و"أم تي أن"، وهما الشركتان اللتان تحتكران قطاع الاتصالات الخليوية، أسعار المكالمات وكذلك تعرفة خدمة الإنترنت.
وجاءت هذه الزيادة بنسبة وصلت لـ 35 في المئة عن التعرفة الأساسية، بينما زادت تعرفة الاتصالات الثابتة 30 في المئة، وتعد هذه الزيادة الثانية من نوعها بعدما رفعت وزارة الاتصالات، في أبريل (نيسان) الماضي، التعرفة ما بين 30 إلى 35 في المئة.
وبررت الهيئة السورية الناظمة للاتصالات والبريد، في بيان، ارتفاع التعرقات الأساسية في قطاع الاتصالات لجميع المشتركين "لإتاحة الفرصة أمام الشركات لتغطية النفقات المترتبة على الخدمات المقدمة نتيجة تأثرها بشكل مباشر بالأوضاع الاقتصادية الراهنة، وما شهدته الأسواق من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وسعر الصرف للقطع الأجنبي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الأخصائي في شبكات الاتصال المهندس مراد السلوم، إن هذه الزيادة تندرج بشكل طبيعي ضمن إجراءات شركات الاتصالات الرسمية أو حتى شركتي الاتصال الخلوي اللتين تحتكران العمل في مجال الاتصالات لتدهور العملة السورية منذ ما يقارب عاماً تقريباً إلى مستويات قياسية وغير مسبوقة، بالتالي كل التقنيات تستوردها شركات الاتصال بالعملة الأجنبية، بينما تحصل على أسعار الخدمات بالعملة الوطنية، وهذا ما خلق بالفعل تفاوتاً كبيراً في الأسعار.
أضاف "وفق معرفتي، لا يمكن أن تستمر شركات الاتصال بهذا المردود المنخفض جداً، من الواضح أنها كانت أمام خيارات عدة، إما خفض ميزات الخدمة أو رفع التعرفة لتبقى على مستوى الجودة وتحسينها في الوقت نفسه".
الاختصار والإيجاز
ورفع تعرفة الاتصالات ترك بصماته على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال بعض رواده "إن كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، وكتب آخرون "عليك أن تتذكر أثناء الاتصال أن خير الكلام ما قل ودل".
إزاء هذا الواقع لم يعد أمام المشتركين بهذه الخدمات سوى الاختصار والإيجاز في الحديث.
واكد سعد الدين جبور، موظف ورب أسرة توقفه بشكل نهائي عن شراء باقات الإنترنت وقال، "هل من المعقول أن تنفق راتبك الشهري ثمن هواء فحسب؟".