أفسحت السعودية مكانة واضحة لرياضة "السومو" غير أولمبية ضمن منافسات النسخة الثالثة من دورة الألعاب القتالية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض بعد 10 أعوام من التوقف، للمنافسة في 16 لعبة قتالية في ملعب الأرينا بجامعة الملك سعود، حيث السعة والقدرة على احتضان 1657 مشاركاً، تنافس من خلالها 913 لاعباً و744 لاعبة من 80 دولة على ميداليات 16 لعبة في مكان واحد.
حلبة "الدوهيو"
وشهدت حلبة "الدوهيو" لرياضة "السومو" مشاركين من عواصم أوروبية مختلفة، إذ تم استيراد تسعة أطنان من الطين من مجرى نهر ياباني، وأنشئ في الأرينا من خلال ضغط وترطيب ومزج الرمل والطين يدوياً، إضافة إلى مكوناتها التقليدية أضيفت لمسة سعودية إلى "الدوهيو" المصنوعة يدوياً في الالعاب القتالية، فالطوارة، وهي المحيط الدائري المحيط بـ"الدوهيو"، والذي يصنع تاريخياً من رزم الرز، تحوي الرمال السعودية لتمتزج المكونات اليابانية والسعودية، وتكون من "الدوهيو"، وهي المرة الأولى التي تنشأ فيها على مستوى الشرق الأوسط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الذهب أوكراني
يبلغ عدد المشاركين في رياضة "السومو" نحو 80 لاعباً من أوزان متنوعة، الإناث منهم نحو 45 مصارعة تسابقن على الفوز على مدار ثلاثة أيام متتالية ضمن مواجهات شديدة ومحتدمة للفوز باللقب الذي انتزعته المصارعة الأوكرانية سفيتلانا يارومكا لتضع بلدها في صدارة ترتيب ميداليات "السومو".
"السومو" بلا عربيات
ومنحت السعودية رياضة "السومو" بحضورها دورة الألعاب القتالية الـ16 الضوء الأخضر لاستقبال أصحاب الموهبة ذكوراً وإناثاً، وهي الخالية من المشاركات النسائية العربيات تماماً.
ووصف رئيس منظمة "سبورت أكورد" إيفو فرياني تجربة السعودية في تنظيم دورة الألعاب القتالية بالرائعة بكل المقاييس. وتابع "نجحنا في العمل مع اللجنة المنظمة في تهيئة بيئة احتفالية تضمن أن تكون تجربة الجمهور والرياضيين حافلة بالتنوع والإثارة، إضافة إلى الروح الرياضية السائدة بين الجميع".
"السومو" والمطارحة
وكشف عضو الاتحاد الأميركي لـ"السومو" المدرب الدولي وحكم دوري في الدورة رامي الجزار عن جهود حثيثة ومساعٍ رامية لفرض اللعبة إلى جانب باقي الرياضات في السعودية والشرق الأوسط باعتبارها رياضة تاريخية موجودة منذ أعوام طويلة في الخليج من خلال لعبة شعبية تحت مسمى "المطارحة"، كما يقول. كما شهدت المنافسة استخدام تقنية الفيديو التي يتم من خلالها التأكد من قرارات الحكام.
وأشار الجزار إلى أهمية وجود النساء في اللعبة ودورهن في إحداث تغيير إيجابي، إضافة إلى المساهمة في اتساعها وانتشارها.
القوة الانفجارية
ولفت الحكم الدولي إلى أهمية خوض تجربة "السومو" من نواحٍ كثيرة بالنسبة إلى المرأة، من ضمنها "تمرينها على سرعة اتخاذ القرار، مما يعودها على الثقة بالنفس في كل مرة، ويتضح ذلك بصورة جلية في الوقت القصير بمقدار لحظ العين أثناء القوة الانفجارية التي تتطلب السرعة للسيطرة على الخصم، وهذا ما تحتاج إليه المرأة في الحياة عامة في حالة تعرضها للخطر".
النساء والأولمبياد
وأبدى الجزار ثقته بجدارة النساء في التسعينيات على رغم رفض مشاركتهن في اللعبة، قائلاً "حالت جمعية (السومو) اليابانية دون مشاركة السيدات في اللعبة آنذاك، لكن المرأة بطبيعتها صاحبة إرادة قوية، كسرت القالب وأثبتت جدارتها على مستوى عالمي، بخاصة أن وجودها بات أساساً لوضعها على خريطة الألعاب الأولمبية، إضافة إلى أهمية انتشار اللعبة وتوسعها على مستوى عالمي أسوة بباقي الألعاب الرياضية الأخرى".
ترحيل الميداليات
في جانب الميداليات ذكر مدير اللجنة السعودية المكلف للمنشطات خضير الخضير أن ترحيل الميداليات عقب تتويج اللاعبين أمر وارد. وأضاف "تقوم اللجنة المتخصصة بالفحص الدوري عقب انتهاء المنافسات، مما يستغرق نحو ثلاثة أيام من خلال مختبرات الفحص في الدوحة بقطر بالتنسيق مع اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، وبناءً على النتائج ترحل الميدالية في حال ثبت انتهاك من اللاعب".