تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، إلى إلغاء الوجود الفلسطيني بشكل كامل وخلق جيل "جاهل" بتاريخه وهويته وثقافته، ومحاولة ترسيخ "القومية اليهودية" في عقول الطلبة وسلخهم عن هويتهم.
وفي سبيل ذلك، تستخدم السلطات أساليب "الترهيب والترغيب" من خلال زيادة دعمها للمدارس الإسرائيلية، مقابل عدم سماحها ببناء مدارس فلسطينية جديدة وابتزازها للمدارس القائمة.
ويتوجه أكثر من 85 ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم في القدس، موزعين مناصفة بين المدارس الفلسطينية التابعة للأوقاف والخاصة، وبين تلك المدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية.
وفي حين تتولى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية دفع تكاليف مدارس الأوقاف من رسوم ورواتب لمدرسيها، فإنها بدأت بدعم المدارس الخاصة، لتجنبها الابتزاز الإسرائيلي الذي يشترط دعمها تدريس المناهج التعليمية الإسرائيلية.
ولا تزيد نسبة مدارس الأوقاف في القدس التي تدعمها السلطة الفلسطينية على 14 في المئة، في حين تبلغ نسبة المدارس الخاصة نحو 34 في المئة.
وزارة المعارف الإسرائيلية
ويتوجه نحو نصف الطلاب المقدسيين إلى مدارس تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية التي تعمل على إلغاء المنهج التعليمي الفلسطيني، وحذف بعض مواده المتعلقة بالتاريخ والقضية.
ويشكو الفلسطينيون من حاجتهم إلى 2400 غرفة جديدة حيث تمنعهم سلطات الاحتلال من بناء مدارس أو توسيع القديمة.
وعلى الرغم من أن المنهج الإسرائيلي يوفر إمكانات لوجستية ووسائل تعليمية حديثة وإعفاء من الرسوم ومواصلات للطلبة، فإن أقل من 10 في المئة من الطلبة المقدسيين وافقوا على المشاركة فيه.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بأنها تخطط لفرض منهجها التعليمي على نحو 90 في المئة من الطلبة الفلسطينيين مع حلول عام 2022 من طلبة القدس، وتجفيف التعليم في البلدة القديمة للقدس، والاستيلاء على المدارس التاريخية فيها وتهويديها.
وتسجل نسبة تسرب الطلبة من مدارسهم في القدس رقماً قياسياً، إذ تبلغ نحو 50 في المئة في المرحلة الثانوية، بخاصة في مدارس وزارة المعارف الإسرائيلية، بحسب ما أبلغت مصادر فلسطينية "اندبندنت عربية".
وتتهم تلك المصادر إسرائيل بالعمل على تجهيل الطلبة ودفعهم لترك مدارسهم، والعمل في المصالح الإسرائيلية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة للفلسطينيين في القدس.
المنهج التعليمي
وتقول ديما السمان مديرة وحدة القدس في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لــ"اندبندنت عربية"، إن سلطات الاحتلال تستهدف العناصر الرئيسية للعملية التعليمية في القدس، التي تتكون من الطلبة والمعلمين والمدارس والمنهج التعليمي.
وتضيف أن الوزارة تدفع علاوة مالية خاصة للمدرسين الفلسطينيين في القدس، كما تمنح المدارس الخاصة دعماً مالياً كي لا تتعرض إلى الابتزاز المالي الإسرائيلي.
وتوضح السمان أن إسرائيل تسعى إلى التضييق على المدارس الفلسطينية مقابل افتتاحها مدارس إسرائيلية جديدة تدرس المنهج الإسرائيلي.
وتحذر من وجود 11 مركزاً شبابياً إسرائيلياً في القدس ينفذ 520 برنامجاً ثقافياً ورياضياً واجتماعياً، مشيرة الى أن تلك المراكز تعمل على غسل أدمغة الطلبة لدمجهم بالإسرائيليين.
في المقابل، يرى حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح بالقدس في حوار مع "اندبندنت عربية"، أن سلطات الاحتلال تعمل على طمس كافة الرموز والمعالم الفلسطينية في القدس ومنها قطاع التعليم، لـ "كي وعي" الجيل الجديد للفلسطينيين وطمس انتمائهم الوطني.
قلة الدعم الرسمي
ويشكو عبد القادر من قلة الدعم الرسمي الفلسطيني لقطاع التعليم في القدس، مشيراً إلى أن المسؤولين الفلسطينيين تعهدوا بزيادة ملموسة في رواتب المدرسين بعد ترك جزء منهم المدارس الفلسطينية والالتحاق بالمدارس الإسرائيلية لأن رواتبها ضعف المدارس الفلسطينية.
ويقول رئيس اتحاد أولياء أمور الطلبة في القدس المحتلة زياد الشمالي لـ"اندبندنت عربية"، إن المقدسيين يرفضون التجاوب مع كل الإغراءات الإسرائيلية.
لكن الشمالي يحذر من إمكانية فرض المنهج الإسرائيلي بالقوة خلال السنوات المقبلة، موضحاً أن ذلك غير مستبعد على سلطات الاحتلا