بدأ الأمر كمزحة في منشورٍ على فيسبوك أرسله رون تويكوك، وقد انتابه الملل بعد ظهر يوم أحد، معتبراً أنّه قد يهمّ بعض الأصدقاء.
حمل المنشور اقتراحاً بإقامة حفلة على الشاطئ احتفاءً بيوم بريكست في بلدةٍ ساحلية هولندي قرب مكان سكنه. ويقول رون الرجل الذي كان يتحدث من بلدته في بيفرويك، "لم أكن جاداً. أحببت فكرة النظر عبر بحر الشمال والتلويح بالوداع لصديق عزيز متمنياً له حظاً سعيداً معرباً عن الأمل أن يعود يوماً ما".
ذهب الشاب إلى سريره في نهاية ذلك اليوم وقد نسي المنشور. وفي اليوم التالي، حضر جنازة، ولم يتسنّ له الإطلاع على حسابه الفيسبوكي بشكلٍ صحيح حتّى وقتٍ متأخر من ظهر الاثنين. وعندما ألقى نظرة على الحساب، صُعق لرؤية ما كان ينتظره. فقد عبّر أكثر من 40 ألف شخصاً من أنحاء القارة الاوروبية عن رغبتهم بحضور الحفلة. وأكد خمسة آلاف شخص أنّهم سيحضرونها. وامتلأ صندوق رسائله الواردة بآلاف المراسلات التي سأل أصحابها عن كيفية شراء البطاقات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذا الشان، يعترف رون لـ "اندبندنت" أنه فوجئ بالردود موضحاً "لم أتوقّع ذلك. كنت أتساءل ماذا سأفعل الآن. ومن ثمّ فكرت أنه يتوجّب عليّ أن أنظم تلك الحفلة بالطبع." وفي الايام الخمسة التي تلت ذلك، بدأ منتج الأفلام والبرامج التلفزيونية البالغ 52 عاماً عمليّة لوجستية تشتمل فعلياً على إجراءات تنظيم مهرجانه العفوي ليومٍ واحد من الألف إلى الياء.
ولهذا الغرض، استعان بمحافظ المدينة ومجلسها البلدي وحدّد موقعاً على الشاطىء في بلدة ويجك آن زي ثم حصل على الإذن لاستخدامه، وباشر بالاتصال ببناة المسارح والفرق الموسيقية وحافلات الأطعمة. وفي هذا السياق، يقول المنظم إنّ الرعاة يبادرون سلفاً إلى تقديم ما التزموا به. وكما ورد في المنشور الأساسي، يودّ أن تكون المناسبة أوروبية تعددية بامتياز، إذ سيُقدم فيها نبيذ فرنسي وجعة ألمانية والكثير من الطعام البريطاني.
ويضيف "أفكّر بالسمك وشرائح البطاطا والشطائر وهذه الأمور. ومن ثمّ، عندما تغيب الشمس، ستنطلق الألعاب النارية وسيتمكّن الناس ربما من مشاهدتها من انجلترا".
وفيما تحدثنا معه، كان رون يهمّ بإنشاء موقع الكتروني ويدرس خيارات البطاقات، التي تقرر إصدار ألفين منها". واشار إلى أن الحفلة "قد تكون مجانية أو مقابل سعرٍ زهيد. لا يتعلّق الأمر بجني الأموال بل التأكّد من عدد الأشخاص الذين نتوقّع حضورهم." ويقرّ أنّه لن يكون أمراً سهلاً تنظيم كلّ ذلك قبل 31 أكتوبر (تشرين الأول)، "ولكن لن يكون بريكست سهلاً أيضاً". أحسن القول!
ويوضح رون الذي يعمل مع صديقه مارسيل كوردر، 51 عاماً، على تنظيم الحدث "لا أقول أنّه سيكون احتفالاً، لأنّه أمر محزن جداً. أنا في الواقع حزين بشأن بريكست. ولكن المملكة المتحدة هي دولة صديقة ويجب أن تحظى بحفلة وداعية. لقد اتّخذتم قراراً ما كنّا ربّما لنتّخذه نحن، وقد لا يمكننا فهم هذا القرار، ولكن من حقّكم أن تتخذوه والآن، بصفتنا أصدقاء، نتمنّى لكم التوفيق."
تجدر الإشارة إلى أنّه هذه لن تكون الحفلة الوحيدة بيوم بريكست في القارة الأوروبية التي ستقام بالتزامن معه. فقد أخذ آخرون يستعدون لتنظيم حفلات من هذا النوع في أماكن أخرى، إذ "ستُقام حفلة في لوكسمبورغ"، كما يشير رون. ويردف "ولكنني أعتقد أننا نحظى بالموقع المثالي. ما الذي سيلوّحون له في لوكسمبورغ؟ الحدود البلجيكية؟"
أمّا بالنسبة إلى رون شخصياً، فكيف سينتهي بريكست برأيه؟ صمت لبرهة في تصرف يدلّ على لباقة هولندية ظاهرة قبل أن يجيب "أعتقد أنّه بوسعنا وصف ذلك بالقرار الجريء. في هولندا، نحن نحبّ الثقافة البريطانية. لقد تربينا على موسيقاكم وبرامجكم التلفزيونية وكرة قدمكم. من المؤلم أنّكم تغادرون." قبل أن يضيف بشكلٍ دبلوماسيّ "ولكن ريما ليس بالقدر الذي سيؤلمكم ذلك."
© The Independent