ملخص
ظهر العمال الهنود المحاصرون داخل النفق منهكين وقلقين فيما تتواصل أعمال إنقاذهم وإرشادهم عبر طبيب نفسي.
للمرة الأولى منذ 10 أيام نجحت آلة تصوير رصد العمال الهنود الـ41 المحاصرين في نفق منهار اليوم الثلاثاء، وأظهرت أنهم جميعاً على قيد الحياة، مع مواصلة عمال الإنقاذ محاولة شق طريق جديد لإخراجهم.
وبدا العمال المحاصرون منهكين وقلقين، وقد نمت لحاهم، وذلك وفق اللقطات التي بثتها كاميرا صغيرة تم إنزالها عبر أنبوب ضيق يتم من خلاله توفير الهواء والغذاء والمياه لهم.
وقال عمال الإنقاذ لزملائهم العالقين، "سنخرجكم إلى بر الأمان، لا تقلقوا". فيما حلق العمال العالقون الذين يضعون خوذات واقية على رؤوسهم، حول الكاميرا، وفق ما أظهرت لقطات وزعتها السلطات الهندية.
وقبل إنزال هذه الكاميرا، كان التواصل بين عمال الإنقاذ والمحاصرين يتم حصراً عبر أجهزة الراديو.
بدوره، قال الوزير الأول لولاية أوتاراخاند، بوشكار سينغ دامي، إن "كل العمال بخير... نحن نعمل بكل قوتنا من أجل إخراجهم بأمان قريباً".
طريق جديد للإنقاذ
ويسعى المنقذون إلى شق طريق جديد لإخراج العمال المحاصرين، وذلك بعدما علقت أعمال الحفر خوفاً من انهيارات جديدة، بحسب ما أفادت السلطات.
ويسعى العمال إلى إزالة الأنقاض من نفق طريق قيد الإنشاء في ولاية أوتاراخاند شمال جبال الهيمالايا، بعد انهيار جزء منه كان العمال يبنونه.
غير أن أعمال جرف أطنان من التربة والصخور للوصول إلى العمال، علقت في نهاية الأسبوع بعد حدوث صدع كبير في اليوم السابق، مما أثار مخاوف من احتمال انهيار السقف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويحاول المهندسون إدخال أنبوب أسطواني فولاذي يبلغ عرضه نحو 90 سنتيمتراً في الركام، ما يكفي لعبور الرجال العالقين من خلاله.
واستخدم رجال الإنقاذ أجهزة لاسلكية للتواصل مع العمال العالقين. وأدخل الطعام والمياه والأكسجين والأدوية إليهم عبر أنبوب بعرض 15 سنتمتراً. وذكرت وسائل الإعلام الهندية أن العمال عالقون في مكان مساحته 400 متر مربع.
الأسر بين الدعاء والأمل
منذ علق ابنه وراء أطنان من الركام بسبب انهيار نفق الطريق، بالكاد يستطيع مونيلال كيشكو النوم، وكل ما يمكنه فعله هو وأسر العمال المحاصرين الآخرين، الدعاء والأمل.
وقال كيشكو لوكالة الصحافة الفرنسية من قريته في بيهار، إحدى أفقر ولايات الهند "لم نكن نتخيل أن نعيش وضعاً مماثلاً". وأضاف أن أفراد عائلته يعانون "الأرق".
وتقوم حفارات بإزالة أطنان من التربة والإسمنت والركام من النفق الذي كان قيد الإنشاء في ولاية أوتاراخاند منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري عندما انهار جزء منه.
لكن جهود الإنقاذ تسير ببطء وتواجه تعقيدات بسبب انهيارات جديدة إضافة إلى تعطل آلات الحفر بشكل متكرر.
منذ انهيار النفق، لم يعرف كيشكو أي شيء عن ابنه فيريندرا العشريني وهو مثل معظم العمال المحاصرين، عامل مهاجر غادر دياره لإيجاد عمل في مكان آخر من البلاد.
وأضاف "إنه وقت صعب بالنسبة إلينا. نحن نصلي بانتظام من أجل البركات الإلهية. نحن نأمل في أن يعود سالماً".
يخيم بعض أفراد عائلات العمال المحاصرين قرب النفق، في انتظار أي خبر، وتوفر لهم سلطات الولاية الإقامة والنقل.
وقال أبهيشيك شارما، وهو طبيب نفسي عينته الحكومة للإشراف على الصحة النفسية للعمال المحاصرين، إنه يقدم النصائح لهم.
وأوضح شارما لصحيفة "إنديان إكسبريس"، "نحن على اتصال دائم ونقترح عليهم القيام بنشاطات مثل اليوغا والمشي ونشجع المحادثات بينهم للحفاظ على الروح المعنوية العالية".
وأعطت رؤية العمال على قيد الحياة دفعة معنوية كبيرة لأفراد عائلاتهم الذين يتنظرون إنقاذهم بفارغ الصبر.
وقال مونو فيشكارما، وهو شقيق سوشيل أحد الرجال المحاصرين ويتحدر أيضاً من ولاية بيهار "في البداية كنا يائسين بسبب قلة المعلومات". وأضاف "لكن الآن نأمل في أن تنتهي جهود الإنقاذ بنجاح قريباً".
وبعد مواجهتها مشكلات في النفق الرئيس، مع اصطدام حفارات بالصخور ومخاوف من حدوث انهيار آخر، تستعد فرق الإنقاذ الآن لمحاولة طريقتين جديدتين للوصول إلى العمال.
تتمثل الطريقة الأولى في محاولة الوصول إليهم عبر الدخول من الطرف الآخر للنفق، وهي طريق أقرب بنصف كيلومتر.
أما الثانية فهي عبارة عن الدخول عمودياً، إلا أن هذه الطريقة دونها تعقيدات لأنها تتضمن حفراً فوق العمال في منطقة شهدت انهياراً.
وأقام القرويون مزاراً دينياً هندوسياً عند مدخل النفق لإله محلي، قائلين إن المعبد الأصلي نقل أثناء أعمال البناء، وهو ما قال البعض إنه كان سبباً لانهيار النفق جزئياً.