ملخص
هذه المرة الأولى التي يذكر فيها أن القوات الأميركية داخل العراق ردت على هجوم تعرضت له على رغم تعرضها لعشرات الهجمات هناك خلال الآونة الأخيرة.
أدانت الحكومة العراقية في بيان اليوم الأربعاء الضربات الأميركية على جرف الصخر جنوب بغداد، موضحةً أن تلك الضربات نُفذت دون علم السلطات العراقية وتشكل "انتهاكاً واضحاً لسيادة" البلاد ولمهمة التحالف المناهض لتنظيم داعش في العراق.
وكان الجيش الأميركي قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة شنت ضربات على منشأتين في العراق، ما أدى إلى مقتل 8 عناصر من مجموعات موالية لإيران وفق مصدر أمني. وأضاف الجيش في بيان "نفذت قوات القيادة المركزية الأميركية ضربات منفصلة ودقيقة على منشأتين في العراق".
وتابع البيان أن "الضربات كانت رداً مباشراً على الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المدعومة من إيران".
في المقابل، قالت "كتائب حزب الله بالعراق" في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء إن خمسة من عناصرها قتلوا في الضربات الأميركية على منطقة جرف الصخر جنوب بغداد.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى "سنتكوم" في منشور على موقع "إكس" إن القوات الأميركية "نفذت ضربات منفصلة ودقيقة ضد منشأتين في العراق"، مؤكدة أن هذه الضربات هي "رد مباشر على الهجمات شنتها على القوات الأميركية وقوات التحالف إيران وجماعات مدعومة من إيران".
وقال مسؤولون أميركيون، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة نفذت سلسلتين من الضربات في العراق ضد مسلحين تدعمهم إيران، وذلك في أول رد أميركي علني في العراق على عشرات الهجمات الأخيرة ضد القوات في المنطقة.
وحتى هذا الأسبوع كانت الولايات المتحدة مترددة في الرد في العراق بسبب الوضع السياسي الحساس هناك. وسيطرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني محدودة على الفصائل المدعومة من إيران، وهي الفصائل التي كان يحتاج إلى دعمها للفوز بالسلطة قبل عام، التي تشكل الآن كتلة قوية في ائتلافه الحاكم.
وقال مسؤول عسكري أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الغارة التي شنتها الطائرات المقاتلة استهدفت ودمرت مركزاً لعمليات كتائب "حزب الله" ومركزاً للقيادة والسيطرة تابعاً لها بالقرب من الأنبار وجرف الصقر جنوبي بغداد.
وكتائب "حزب الله" العراقية هي فصيل مسلح قوي له علاقات وثيقة مع إيران. وقال المسؤول، إن أفراداً من كتائب "حزب الله" كانوا في الموقعين لكن تقييماً يجري حول الخسائر البشرية، وفقاً لوكالة "رويترز".
وفي وقت سابق، أكد متحدث باسم البنتاغون، الثلاثاء، أن ضربة أميركية في العراق نفذت رداً على هجوم استهدف عسكريين أميركيين في المنطقة، أسفرت عن مقتل عديد من المسلحين في ميليشيات موالية لإيران.
وقال المتحدث بات رايدر في بيان، إنه بعد تعرض قاعدة عين الأسد العراقية التي تضم جنوداً أميركيين لهجوم بـ"صاروخ باليستي قصير المدى" من دون أن يسفر عن قتلى، شن الجيش الأميركي ضربة "على آلية لميليشيات تدعمها إيران وعدد من المسلحين المدعومين من إيران والضالعين في هذا الهجوم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد مسؤول عسكري أميركي أن القوات الأميركية في العراق "ردت دفاعاً عن النفس" بعد تعرضها لهجوم في قاعدة عين الأسد الواقعة في غرب البلاد أسفر عن "إصابات طفيفة" بين الجنود.
رداً على سؤال حول الهجوم الذي استهدف فصيلاً مسلحاً في منطقة أبو غريب، قال المسؤول العسكري الأميركي طالباً عدم ذكر اسمه "في أعقاب الهجوم على القاعدة، ردت القوات الأميركية دفاعاً عن النفس ضد أولئك الذين نفذوا الهجوم".
استهداف مركبة للحشد الشعبي
وفجر الثلاثاء، استهدف قصف بطائرة من دون طيار مركبة تابعة لفصيل ضمن قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران غرب بغداد، وفق ما أفاد مصدران أمنيان وكالة الصحافة الفرنسية من دون أن يتمكنا من التعرف على منفذي الهجوم.
وأكد المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما نظراً لحساسية الموضوع، أن قصف المسيرة وقع قبيل الفجر في منطقة أبو غريب على بعد نحو 30 كيلومتراً غرب العاصمة.
وقال مسؤول أمني من وزارة الداخلية، الثلاثاء، إن "مركبة للحشد الشعبي استهدفت بطائرة من دون طيار على الطريق السريع في أبو غريب".
وكانت السيارة ضمن رتل مكون من أربع سيارات، بحسب المصدر ذاته الذي أفاد عن "إصابة شخص وأضرار" في السيارة. وأكد المسؤول الثاني المنتمي إلى الحشد الشعبي أن الهجوم نُفّذ بطائرة من دون طيار.
61 هجوماً
وتعرضت قوات أميركية متمركزة في العراق وسوريا لنحو 61 هجوماً منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، مما أدى إلى إصابة عشرات الجنود الأميركيين بجروح طفيفة، بحسب ما أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون.
وتبنت معظم تلك الهجمات مجموعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" في بيانات على حسابات على تطبيق "تيليغرام" تابعة لفصائل عراقية مسلحة موالية لإيران.
ويرتبط ارتفاع وتيرة الهجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط بالحرب الدائرة بين إسرائيل و"حماس" التي اندلعت عقب تنفيذ الحركة هجوماً مباغتاً عبر الحدود انطلاقاً من غزة في السابع من أكتوبر، أوقع بحسب السلطات الإسرائيلية نحو 1200 قتيل.
مسيرة فوق المنطقة الخضراء
من جانب آخر، قالت الشرطة والجيش العراقيان، إن قوات الأمن فتحت النار على طائرة مسيرة فوق المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد، الثلاثاء.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الطائرة المسيرة مسلحة، لكن عسكرياً عراقياً قال، إن التقييم الأولي يشير إلى أن الطائرة المسيرة كانت في مهمة مراقبة.
وقالت المصادر، إن الطائرة المسيرة حلقت بعيداً وسط إطلاق نار كثيف لإسقاطها. وتضم المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية السفارة الأميركية والبعثات الأخرى والمقار الحكومية.