ملخص
دانت الحكومة العراقية في وقت سابق، التصعيد الخطير خلال اليومين الماضيين من الجانب الأميركي، مؤكدة أنه "تجاوز مرفوض على السيادة"
جددت الأحداث الساخنة التي يشهدها قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الصراع ما بين "المقاومة الإسلامية في العراق" والقوات الأميركية المتمركزة في البلاد، وذلك عبر شن ضربات تجاه القواعد العسكرية في عدد من المحافظات العراقية فضلاً عن تلك الموجودة في سوريا.
وشنت طائرات مسيرة أميركية فجر الأربعاء 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، هجوماً استهدف مواقع عسكرية تابعة لقوات "الحشد الشعبي" في ناحية جرف الصخر جنوب العاصمة بغداد ما أسفر عن مقتل 8 وإصابة 4 من عناصر من الحشد، في حين أعلن الجيش الأميركي أن مقاتلاته استهدفت منشأتين في العراق لمن قال إنهم "مسلحون مدعومون من إيران"، رداً على الهجمات التي تعرضت لها القواعد الأميركية في كل من سوريا والعراق خلال الأسابيع الماضية.
توسيع دائرة الأهداف
في المقابل، هددت "كتائب حزب الله العراق" بالرد على القصف الأميركي لمقرات الحشد الشعبي، مشددةً على "توسيع دائرة الأهداف". وقالت الكتائب في بيان، إن "العراق على أعتاب الذكرى السنوية الرابعة للجريمة الأميركية باستهداف مقاتلي الحشد الشعبي في القائم، وما زالت قوات الاحتلال الأميركي على نهجها... لتستهدف مرة أخرى مقرات الحشد في قاطع جرف النصر شمال بابل". وأضاف البيان أن "عجز آلتهم العسكرية عن حماية قواعدهم من هجمات المقاومة الإسلامية زاد من تخبط العدو فأقدم على ارتكاب الجرائم بحق من حموا العراق، وأمنوا مناطقه، وحرروا أرضه، من شر صنيعتهم داعش".
ونوه البيان بأن "جريمة القصف الأميركي لمقرات الحشد والتي أسفرت عن مقتل 8 من منتسبي الحشد لن تمر من دون عقاب، وهو ما يستدعي توسيع دائرة الأهداف إذا ما استمر العدو بنهجه الإجرامي".
لكن الأمين العام لـ"منظمة بدر" هادي العامري طالب بإنهاء الوجود الأميركي في العراق عبر إخراج القوات الأجنبية من البلاد. وقال العامري في بيان، إن "هذا العمل الجبان يُعتبر انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، واعتداء آثماً على كرامة العراقيين، ودليلاً مضافاً واضحاً لا يقبل الشك على كذب الادعاءات الأميركية بحصر وجود قواتهم في العراق بالمستشارين والمدربين، بل هو دليل قطعي على أن وجودهم هذا، هو قتالي صَرف، سواء في قاعدتي عين الأسد وحرير، أم في القواعد الأخرى". وشدد العامري على "ضرورة إخراج القوات الأميركية، وكل قوات التحالف الدولي من العراق فوراً، إذ إن بقاءهم سيؤدي إلى مزيدٍ من إراقة الدماء العراقية، ويسبب إرباكاً للوضع الأمني، وإعادة العراق إلى المربع الأول من عدم الاستقرار"، مبيناً أن "وجودهم ليس له أي غطاء دستوري أو قانوني".
ودانت الحكومة العراقية في وقت سابق، التصعيد الخطير خلال اليومين الماضيين من الجانب الأميركي، مؤكدة أنه "تجاوز مرفوض على السيادة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صراع عسكري
من ناحية أخرى، لا يوافق الباحث في المجال الأمني، عماد علو، على استخدام مصطلح حرب بالوكالة "بل هي صراعات عسكرية نهج على تنفيذها محور المقاومة سواء في الساحة العراقية أو الساحة السورية. ومنذ عام 2020 ظهر مصطلح وحدة الساحات الذي يجمع فصائل المقاومة أو فصائل محور المقاومة المدعوم من قبل إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وأيضاً في غزة بالنسبة لحركة حماس".
وتابع أن "ما يحصل في هذه المرحلة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر هو محاولة لتنفيذ هذه الاستراتيجية أو تطبيق لهذه الاستراتيجية التي تسمى وحدة الساحات بين هذه الفصائل التي شرعت بشن عمليات عسكرية ضد القوات الإسرائيلية ومن يشاركها، وهي بحسب رؤيتهم الولايات المتحدة التي أعلنت صراحةً أنها تدعم إسرائيل في كل النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية". وأوضح علو أن "ألفي جندي من قوات دلتا الأميركية شاركت في عمليات اقتحام في مدينة غزة منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية، لذلك فإن هذه الفصائل تقصف القواعد العسكرية التي تضم قوات أميركية". وأضاف أنه "من الممكن لو استمر التصعيد أن يؤدي إلى خلل كبير في الأمن والاستقرار بالداخل العراقي. وقد تحدث أزمات سياسية تتعلق باستمرار وجود القوات الأميركية على الأراضي العراقية ودور الفصائل المقاومة".
تداعيات الحرب
في المقابل، رأى الباحث السياسي، رافد العطواني، أن "تداعيات المواجهة الأميركية مع الفصائل، لا سيما تلك التي تقترب في الأيديولوجية مع إيران، ستسفر عن توجيه الولايات المتحدة ضربات وتستهدف شخصيات وقادة عسكريين ممن أعلنوا صراحةً استهداف القواعد الأميركية، وهذه الضربات ستوجَه حتى إلى بعض المراكز المدنية". وبحسب العطواني، "هناك أكثر من بارجة حربية أميركية موجودة في البحار ودائرة الحرب لن تتوقف عند موضوع غزة، هناك أكثر من طرف سيشترك في هذه المعركة". وأضاف أنه "ربما في الليالي السابقة حلقت طائرة مسيرة أميركية فوق مركز قيادة الحشد الشعبي في المنطقة الخضراء وهي مؤسسة رسمية موجودة في العراق، لكن الولايات المتحدة ربما تدرج هيئة الحشد تحت قائمة العقوبات الخاصة بها، وهذا الأمر سيؤدي إلى فتح جبهة جديدة". ونوه بأن "الوضع خطر جداً، إذ إن الدولة العراقية ستقع في حرج كبير، حتى قواتنا الأمنية ستقع في حرج كبير"، لافتاً إلى أنه "من الممكن أن تقرر الولايات المتحدة أن تبدأ حملة عسكرية كبيرة جداً في المنطقة".