شكّل اختراق طائرات إسرائيلية مسيّرة الأجواء اللبنانية، ليل الأربعاء 28 أغسطس (آب)، وإطلاق الجيش اللبناني النيران عليها، تصعيداً في الأوضاع الأمنية عند الحدود بين إسرائيل ولبنان، في اختراقٍ إسرائيليّ هو الثاني في أقلّ من أسبوع للقرار 1701. لكن تل أبيب تعتبر عملية الضاحية (سقوط طائرة مسيرة وانفجار أخرى) واختراق الأجواء اللبنانية، خطوة ضرورية لضمان أمنها. وتوجهت إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، بالتنسبق مع الولايات المتحدة الأميركية، للمطالبة بإجراء تعديلات على وجود قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في المناطق الحدودية مع لبنان. وعبّرت عن قلقها من اختراق حزب الله والجيش اللبناني القرار الدولي 1701.
ومع سماع إطلاق النيران من الطرف اللبناني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يواصل الحفاظ على أقصى درجات التأهب والاستعداد.
يأتي اختراق الطائرات المسيّرة الأجواء اللبنانية ضمن الخطة التي أقرتها الأجهزة الأمنية، بالتنسيق مع المؤسستين السياسية والعسكرية، باستمرار متابعة المناطق القريبة من الحدود وجمع المعلومات الاستخبارية ومراقبتها لمنع اقتراب عناصر تخطط لتنفيذ عمليات أو للتسلّل بهدف خطف جنود أو مدنيين.
طلب إسرائيلي
واستغلّت إسرائيل عقد مجلس الأمن الدولي في أعقاب التصعيد، فتقدمت بطلب لاتخاذ قرار يتيح التمديد لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وتضمّن الطلب الإسرائيلي إشارة إلى أن لبنان وحزب الله يخرقان القرار 1701، من دون الإشارة إلى الخروقات الإسرائيلية بهذا القرار، فيما سيُصوّت على المطلب الجمعة.
ومما تضمّنه الطلب الإسرائيلي التشديد على حرية نشاط وتنقل مراقبي اليونيفيل وإلزام عناصرها تقديم تقارير حول الأحداث التي تشهدها منطقة الجنوب والانتهاكات من جانب عناصر حزب الله.
ووفق إسرائيل، فان التفويض الحالي لليونيفيل محدود ولا يتيح للمراقبين دخول مناطق معينة تشتبه إسرائيل في إعداد أعمال "إرهابية" فيها، تشكّل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول مطلع على الطلب الإسرائيلي أن "عناصر حزب الله يمنعون بطرق عنيفة مراقبي اليونيفيل من دخول تلك المناطق، وأحياناً بادعاءات كاذبة، كأن تكون الذريعة أنها أراض خاصة"، وفق تعبير المسؤول، الذي أضاف أن "حزب الله يخفي في تلك المناطق ما لا يريد أن تكتشفه قوات اليونيفيل، كي لا تقدم تقارير بذلك إلى الأمم المتحدة والعالم".
مشروع الصواريخ
تعتبر إسرائيل مشروع صواريخ حزب الله خطراً استراتيجياً عليها. وتحت هذه الذريعة، نفّذت عملية الضاحية. وأصدر الجيش الإسرائيلي شريط فيديو يشرح مراحل صناعة هذه الصواريخ والقائمين عليها، بينهم محمد حسين زادة حجازي، الذي تقول إسرائيل إنه قائد مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان، وفؤاد شكر وعلي أصغر نوروزي ومجيد نواب، مرجّحةً أنّ هؤلاء يعملون تحت إشراف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيراني. ونشر الجيش الإسرائيلي صوراً ذكر أنها تظهر ما جمعه من معلومات استخبارية عن صناعة الصواريخ الدقيقة.
سلاح الطائرات المسيرة
وكشفت إسرائيل عن أن الطائرات المسيرة شكّلت عنصراً مركزياً في نشاطها الاستخباري خلال السنتين الماضيتين. وأفاد تقرير عن الموضوع بأنه تم خلال الفترة الماضية، تطوير منظومة دفاعية تتيح السيطرة على الطائرات المسيّرة وتمكّن مشغليها من إعادتها إلى موقعها في أي مكان يختارونه، من دون وقوع أضرار، بما يتيح استخدامها في عملية تجسس أخرى، واستخراج معطيات مما جمعته في المرة الأولى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونُقل عن مدير التطوير في شركة "Skylock" آساف ليبوفيتش، قوله إنّ "المنظومة التي جرى تطويرها قادرة على استيعاب طائرات مسيّرة معادية لمسافات تصل إلى 3.5 كيلومتراً، والسيطرة على نحو 200 طائرة مسيّرة، بشكل مواز". وأضاف ليبوفيتش أن المنظومة تمتلك القدرة على تشويش الاتصال بين الطائرة المسيّرة ومن يشغّلها، وعندها يُصار إلى السيطرة عليها عن بعد.
الطائرات المعادية
وهناك منظومة أخرى يجري تطويرها هذه الأيام، من جانب شركة "البيت للصناعات العسكرية". ووفق المشرفين عليها، فإنها ستكون في مواجهة الطائرات المسيّرة، ويمكن تثبيتها في موقع معين، أو وضعها على مركبة، أو يمكن لجندي أن يحملها.
ووفق الشركة، فإن هذه المنظومة "قادرة على السيطرة على الطائرات المعادية، وإسقاطها من دون حصول أي ضرر لها"، باعتبار أن ذلك مهم جداً في حال كانت الطائرة مفخخة.