صرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن فريقاً متكاملاً من السعودية شارك في مفاوضات "كوب-28".
وأضاف أنه "تمت مراجعة نص البيان الختامي لقمة المناخ"، مشيراً إلى أن الاتفاق لم ينص على التخلص الفوري أو المتدرج عن الوقود الأحفوري بل "عملية تحوّل".
وقال في حوار مع قناة "العربية" إنه "يجب النظر بطريقة متكاملة إلى النصوص ضمن اتفاق كوب-28، إذ أعطى لكل دولة الحق في اختيار المنهجية التي تحافظ على مصالحها"، مضيفاً أن "برامج السعودية تعمل على خفض البصمة الكربونية لمنتجاتنا"
وأوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن تحول الطاقة يمكن بلاده من الموازنة بين خفض الانبعاثات ونشاطها النفطي، مضيفاً أننا "لسنا غريبين عن منهجية تحول الطاقة ونحن رائدون فيها".
ورحب مندوب للسعودية في قمة "كوب-28" بالاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم الأربعاء، لكنه كرر موقف الدولة المنتجة للنفط بأن مواجهة تغير المناخ تتعلق بخفض الانبعاثات عبر استخدام جميع التقنيات.
وأشاد المندوب بنتائج المحادثات، قائلاً إنها "أظهرت مسارات مختلفة ستسمح لنا بتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية بما يتماشى مع خصائص كل دولة وفي سياق التنمية المستدامة".
في تلك الأثناء واصلت أسعار النفط خسائرها اليوم الأربعاء في التعاملات الآسيوية، بعد أن هبطت أكثر من ثلاثة في المئة إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر في الجلسة الماضية، بفعل مخاوف في شأن الطلب وفائض المعروض.
إلى ذلك انخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر فبراير (شباط) المقبل 33 سنتاً أو 0.45 في المئة إلى 72.91 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يناير (كانون الثاني) المقبل، بنحو 29 سنتاً، أو ما يعادل 0.42 في المئة إلى 68.32 دولار للبرميل.
وتعثرت السوق في التعاملات خلال الليل، إذ عززت قراءات التضخم الأميركية التي جاءت أقوى من المتوقع لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وجهة النظر التي ترجح ألا يخفض مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في أوائل العام المقبل، الأمر الذي سيؤثر في الاستهلاك.
في الوقت نفسه قال محللو "إيه إن زد" إن المتوسط الأسبوعي لصادرات الخام الروسي قفز إلى أعلى مستوى منذ يوليو (تموز) 2023، مما أدى إلى تفاقم المخاوف حيال زيادة المعروض وإثارة مزيد من الشكوك حول أحدث اتفاق لخفض الإنتاج توصلت إليه منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، فيما يعرف بتحالف "أوبك+".
وفي أحدث تقرير لها عن توقعات الطاقة على المدى القصير رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها للإمدادات في 2023 بمقدار 300 ألف برميل يومياً إلى 12.93 مليون برميل يومياً مقارنة مع تقريرها السابق.
وتضع التوقعات بالهبوط النفط على المسار نحو الانخفاض خلال الأسبوع مواصلاً التراجع المستمر منذ سبعة أسابيع متتالية.
اجتماع "الفيدرالي" سيحدد المسار
وعن ذلك قالت محللة السوق لدى "سي إم سي ماركتس" تينا تنغ، إن اجتماع السياسة لـ"المركزي الأميركي" الذي يختتم في وقت لاحق اليوم الأربعاء سيحدد اتجاه الأسواق.
وأضافت "الموقف الأكثر تشدداً المتوقع من الفيدرالي قد يتسبب في مزيد من الانخفاض في أسعار النفط الخام".
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي "الفيدرالي" أسعار الفائدة من دون تغيير.
ومع ذلك سيركز المستثمرون على آراء مسؤولي البنك المركزي في شأن الاقتصاد وتوقعاتهم لأسعار الفائدة في الفترة المقبلة.
في غضون ذلك قالت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني إن ضعف نمو الاقتصاد العالمي في عام 2024، قد يدفع تحالف "أوبك+" إلى مزيد من خفض الإنتاج، إذا تحولت سوق النفط بصورة قاطعة إلى تحقيق فائض.
وانخفضت أسعار النفط خلال الأسابيع السبعة الماضية، وهي أطول فترة من نوعها منذ عام 2018، وانخفضت بنحو الخمس منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي بالنسبة إلى الطلب، من المتوقع أن يتباطأ نمو الاستهلاك الصيني في العام المقبل، وهناك فرصة لحدوث ركود في الولايات المتحدة.
توقعات صندوق النقد
إلى ذلك يتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العالمي ثلاثة في المئة في 2023 و2.9 في المئة في 2024، وفق آخر تحديث للتوقعات صادر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
أوضحت "فيتش" في بيان حديث أن اتفاق "أوبك+" الأخير المبرم في نهاية نوفمبر 2023، سلط الضوء على الإحجام عن خفض الإنتاج بكميات كبيرة.
وبلغ إجمالي الخفض الطوعي لإنتاج النفط الذي أعلنته الدول الأعضاء في التحالف النفطي 2.2 مليون برميل يومياً خلال الربع الأول من 2024.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رؤية "فيتش" للسوق النفطية متقاربة مع تلك الصادرة عن بنوك الاستثمار، إذ قالت مجموعة "سيتي غروب" في تقرير إن على تحالف "أوبك+" المحافظة على خفض الإمدادات الذي أقر في الآونة الأخيرة، على مدار العام المقبل، وذلك للحفاظ على توازن السوق العالمية.
بينما قال المدير العالمي لأبحاث السلع في المجموعة ماكس لايتون إلى تلفزيون "بلومبيرغ" هذا الأسبوع، إنه "يجب مواصلة الحفاظ على ذلك الخفض لتحقيق توازن السوق خلال العام المقبل، وإبقاء الأسعار ما بين 70 و80 دولاراً للبرميل، إذا توافرت العوامل المناسبة".
ومع ذلك فإن نطاق سعر 70 إلى 80 دولاراً للبرميل ليس مرتفعاً بالقدر الكافي لأعضاء التحالف لتغطية الإنفاق الحكومي، فقد تحتاج السعودية إلى سعر يقارب 100 دولار للبرميل، بحسب "بلومبيرغ إيكونوميكس".
في الآونة الأخيرة قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن التحالف الذي يضم 23 دولة يمكنه "بالتأكيد" تمديد الإجراءات إلى ما بعد الربع الأول من العام المقبل، في حين قدم نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك اقتراحاً مماثلاً.
نمو أقوى لمصدري النفط
قالت "فيتش" إنه "من شأن عام آخر من أسعار النفط القوية أن يدعم مقاييس الائتمان في الدول المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بناء على افتراض بأن متوسط سعر خام برنت يبلغ 80 دولاراً أميركياً للبرميل".
وتوقعت "فيتش" أن تسجل البلدان المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معدل نمو أقوى في عام 2024، بفضل الزخم في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي واستقرار إنتاج النفط على نطاق واسع بعد خفض الإنتاج في عام 2023.
وقدر البنك الدولي أن اقتصادات منطقة مجلس التعاون الخليجي ستنمو بنسبة واحد في المئة في العام الحالي، قبل أن تعاود ارتفاعها لتسجل 3.6 في المئة و3.7 في المئة في عامي 2024 و2025 على التوالي، متوقعاً أن تنمو القطاعات غير النفطية بمنطقة الخليج 3.9 في المئة في عام 2023، و3.4 في المئة على المدى المتوسط بدعم من الاستهلاك الخاص المستدام والاستثمارات الاستراتيجية الثابتة والسياسة المالية التيسيرية.
وأشارت "فيتش" إلى أن الحرب بين إسرائيل و"حماس" لا تزال تشكل خطر التصعيد الإقليمي، ولها "آثار سلبية في البلدان المجاورة، ولا سيما مصر ولبنان والأردن".
ولفتت إلى أن الحرب بين إسرائيل و"حماس" تشكل خطراً على السياحة والمعنويات، في الأقل في المدى القريب.