ملخص
إذا كنت من المعتادين على الاستيقاظ المبكر، فلعلك تحمل أحد الجينات التي تسربت إلى البشر من نوع نياندرتال المنقرض
يشير بحث صدر، أخيراً، إلى أن الأشخاص الذين يأوون إلى الفراش مبكراً ويستيقظون بنشاط في ساعات الصباح المبكرة يحملون، على الأرجح، الحمض النووي الوراثي الـ"دي أن أي" DNA [الذي يحتوي التركيبة الكاملة لجينات الإنسان] نفسه الموجود لدى أفراد نوع الـ"نياندرتال" البدائي [يعتبره العلماء شديد الشبه بالإنسان]، إضافة إلى نوع آخر منقرض قريب منه.
وعقدت الدراسة التي نهضت بها "جامعة كاليفورنيا" في سان فرانسيسكو مقارنة بين الجينات الوراثية المتصلة بالاستيقاظ المبكر لدى الناس في يومنا هذا، والـ"دي أن أي" لدى النياندرتاليين وإنسان "دينيسوفا" Denisovan [أحد الأنواع المنقرضة من الأجناس الشبيهة بالبشر] كي يحددوا هذا النمط.
وعبر الاستعانة بقاعدة بيانات مقرها المملكة المتحدة تحوي معلومات متعلقة بالجينات والحالات الصحية وأسلوب العيش لنصف مليون شخص، وجدت الدراسة أن الأفراد الذين يحملون المتحورات الجينية المتصلة بالاستيقاظ المبكر، على غرار ما دأب النياندرتاليون فعله، قد أبلغوا بأنفسهم عن أنهم يؤثرون النهوض من السرير في وقت مبكر صباحاً.
ووفق توني كابرا، العالم في الوراثة التطورية في "جامعة كاليفورنيا" في سان فرانسيسكو، "لقد وجدنا متحورات عدة موجودة لدى إنسان نياندرتال، وترتبط بالميل إلى أن يحوز المرء مقداراً من الطاقة في الصباح [أكثر من غيرهم]".
وأوضح الدكتور كابرا أن كثيراً من البشر المعاصرين ربما يحملون جيناً من نوع نياندرتال لأنه ساعد أسلافهم على التكيف مع العيش على ارتفاعات شاهقة في شمال أوروبا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف كابرا، "لا نعتقد أن الفائدة تأتت من كونه كائناً صباحياً. بالأحرى، نعتقد أنها إشارة إلى وجود ساعة تشغيل بيولوجية أسرع وأكثر قدرة على التكيف مع التغير الموسمي في مستويات الضوء".
وأضاف العالم نفسه، "في خطوط العرض المرتفعة، من المفيد أن تمتلك ساعة بيولوجية أكثر مرونة وأكثر قدرة على التغيير كي تتناسب مع مستويات الضوء الموسمية المتغيرة".
وفي حديث إلى صحيفة "غارديان"، أورد البروفيسور مارك ماسلين، من "كلية لندن الجامعية"، علماً أنه لم يشارك في الدراسة، "بين أيدينا الآن أدلة وراثية على أن البعض منا يعتبرون بالفعل أشخاصاً صباحيين يستيقظون مبكراً بنشاط".
ووفق رأي البروفيسور ماسلين، "حينما تطور البشر في أفريقيا الاستوائية، كان طول النهار في المتوسط 12 ساعة. الآن يمضي الناس الذين يعيشون على الصيد وجمع الثمار 30 في المئة من وقت استيقاظهم في جمع الطعام، لذا تعتبر 12 ساعة وقتاً طويلاً. ولكن، كلما اتجهت نحو الشمال، تتقاصر الأيام في الشتاء حينما يندر الغذاء تماماً. من ثم من المنطقي أن يبدأ نوعا نياندرتال والبشر في جمع الطعام بمجرد وجود أي ضوء يسمح بالعمل".
وتذكيراً، هاجر الإنسان العاقل من أفريقيا إلى أوراسيا منذ نحو 70 ألف سنة حيث صادفوا نوع نياندرتال المتكيف بالفعل مع العيش في مناخ بارد.
وكذلك عاش نوعا نياندرتال ودينيسوفان طوال مئات الآلاف من السنين، على صيد الطرائد وجمع النباتات والثمار، قبل أن يختفوا من السجل الأحفوري منذ نحو 40 ألف عام.
© The Independent