ملخص
بلغت حصيلة الإدراجات في سوق الأسهم السعودية هذا العام 7 إدراجات سجلت بعضها ارتفاعات تجاوزت 90 في المئة
تتهيأ الأسهم السعودية للدخول في سوق صاعدة، إذ يطغى التفاؤل في شأن رهانات خفض أسعار الفائدة على تراجع أسعار النفط الذي لا يزال يشكل المصدر الرئيس للدخل لدى أكبر اقتصاد عربي.
إلى ذلك، ارتفع مؤشر السوق الرئيسة "تاسي"، اليوم الأحد، آخر جلسات 2023، بما يصل إلى 0.5 في المئة، معززاً مكاسبه لتصل إلى ما يزيد قليلاً على 20 في المئة، مقارنة بأدنى مستوى إغلاق يومي لعام 2023، والمسجل في مارس (آذار) الماضي.
وفي الأسبوع الماضي، واصل مؤشر الأسهم السعودية الرئيس مكاسبه وأنهى تداولات الأسبوع في المنطقة الخضراء، وأغلق مرتفعاً 42.57 نقطة بنسبة 0.4 في المئة ليقفل عند مستوى 11931.92 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 7.1 مليار ريال (1.89 مليار دولار)، لتسجل السوق أعلى إغلاق له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
وأنهى مؤشر السوق العام الماضي 2022 على تراجع بنسبة 7.1 في المئة ما يعادل 804 نقاط، مغلقاً عند 10478 نقطة مقارنة بإغلاقه عند 11282 نقطة بنهاية 2021، وتعد خسائر السوق في 2022 هي الأولى منذ سبعة أعوام أي منذ عام 2015 حين تراجع آنذاك بنسبة 17 في المئة.
أداء المؤشر في الربع الرابع
جاء ارتفاع مؤشر "تاسي" خلال الربع الأخير من العام مدفوعاً إلى حد كبير بالتفاؤل المتزايد بأن مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي سيتحول نحو خفض أسعار الفائدة في عام 2024، إذ تتبع بنوك مركزية في دول الخليج، مثل السعودية، إلى حد كبير قرارات لجنة السياسة النقدية الأميركية، لحماية ربط عملاتها بالدولار الأميركي.
توقعات إيجابية
أظهر استطلاع لمديري الصناديق أجرته شركة الوساطة المالية السعودية "الأهلي كابيتال"، أن المستثمرين تبنوا توقعات إيجابية في الربع الرابع، فيما انحسرت وجهات النظر الهبوطية إلى مستوى قياسي منخفض، في إشارة إلى تحول المعنويات من أوائل أكتوبر الماضي، عندما محا المؤشر مكاسبه لعام 2023 على خلفية حرب إسرائيل وحركة "حماس".
وقالت الشركة، إن المشاركين في الاستطلاع، مستمرون في توقعاتهم بأن تكون أسعار النفط وأسعار الفائدة والتضخم، هي المحركات الرئيسة للسوق، وفق تقرير وكالة "بلومبيرغ" الإخبارية.
أسعار النفط
كانت أسعار النفط الخام تراجعت في الربع الرابع، إذ أدى ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى، إلى الحد من تأثيرات جهود تحالف "أوبك+" لدعم السوق عبر خفض الإنتاج، وترافق ذلك أيضاً مع توقعات ضعيفة للطلب، إذ أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن نمو الطلب يتوقع أن يتباطأ بشكل حاد في عام 2024.
لكن، حتى مع خفض سهم شركة النفط العملاقة "أرامكو السعودية" بنسبة ستة في المئة تقريباً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023، فإن السهم لا يزال هو المسهم الأكبر في المكاسب التي حققها مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسة "تداول" خلال عام 2023، وكان سهما "بنك الراجحي" وشركة محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه "أكوا باور" من بين أكبر الرابحين في السوق.
إدراجات السوق
وبلغت حصيلة الإدراجات في سوق الأسهم السعودية هذا العام سبعة إدراجات في السوق الرئيسة، سجلت بعضها ارتفاعات تجاوزت 90 في المئة منذ إدراجها حتى الآن.
وبدأت تلك الإدراجات بطرح شركة "سال" بسعر طرح 106 ريالات (28.3 دولار) للسهم، وبلغت قيمة الطرح 2.54 مليار ريال (677.7 مليون دولار)، تلاها طرح شركة "الموارد للقوى البشرية"، بسعر 64 ريالاً (17 دولاراً) للسهم، فيما بلغت قيمة الطرح 288 مليون ريال (76.8 مليون دولار).
وشهد عام 2023، طرح مصنع "جمجوم للأدوية" بسعر طرح 60 ريالاً (16 دولاراً) للسهم، بقيمة طرح بلغت 1.26 مليار ريال (336 مليون دولار)، فيما بلغت سعر طرح شركة المرابحة المرنة 14.6 ريال (3.89 دولار) للسهم وبلغت قيمة الطرح 313 مليون ريال (83.5 مليون دولار).
وجرى أيضاً طرح شركة المطاحن الأولى بسعر 60 ريالاً (16 دولاراً) للسهم، فيما بلغت قيمة الطرح 999 مليون ريال (266.5 مليون دولار)، وطرحت شركة "لومي" للتأجير بسعر طرح 66 ريالاً (17.6 دولار) للسهم بقيمة طرح مليار ريال (266.8 مليون دولار).
وأدرجت شركة "أديس القابضة" في سوق الأسهم السعودية بسعر طرح 13.5 ريال (3.6 دولار) للسهم وبقيمة طرح 4.57 مليار ريال (1.2 مليار دولار).
تصاعد في عدد الاكتتابات
توقع الرئيس التنفيذي لشركة "تداول السعودية"، محمد الرميح، أن يكون هناك تصاعد في عدد الاكتتابات والطروحات في السوق الرئيسة والسوق الموازية، إضافة إلى سوق الصكوك والسندات.
وأفاد الرميح في تصريحات تلفزيونية، بأن عدد طلبات الإدراج لدى الشركة يتجاوز اليوم 50 طلباً، وذلك لجميع الأسواق بأنواع مختلفة عن الطرح في السوق الرئيسة.
وأضاف أن الشركة متفائلة بالمستقبل، إذ تشير لذلك كل الأرقام والمناخ الإيجابي الذي تعيشه السعودية والنمو الاقتصادي بخاصة غير النفطي، بحسب تصريحات لقناة "العربية".
وأوضح أن صافي مشتريات المستثمرين المؤهلين الأجانب منذ بداية العام الحالي بلغ نحو تسعة مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، فيما تجاوزت قيمة ملكيتهم أكثر من 320 مليار ريال (85.4 مليار دولار).
وذكر أن سبب خفض عدد الطروحات الأولية في السوق السعودية خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي يتمثل في وجود ترقب لدى الشركات الحاصلة على الموافقة للطرح وتخوف من الأحداث العالمية خلال الربع الأول من العام الحالي. وأوضح أن المخاوف تضمنت ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها في السيولة، ولكن بعد أول طرح الذي شهد إقبالاً ممتازاً تشجعت الشركات، وأصبح هناك تسارع في عمليات الطرح.
الأسواق الناشئة
وفي تقرير نشرته "بلومبيرغ " يرجح أن تختتم الأسواق الناشئة 2023 بتحقيق أفضل عوائدها منذ سنوات، إذ قادت الرهانات على تخفيضات أكبر وأسرع لأسعار الفائدة الأميركية إلى صعود كبير في أواخر السنة الحالية عبر كافة أنحاء دول العالم النامية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتجه مؤشر الأسهم الرئيس "أم أس سي آي" للأسواق الناشئة في طريقه للنمو 6.7 في المئة العام الحالي، مما يقطع سلسلة خسائر دامت عامين، ويتجه المؤشر بقيمة العملة المكافئة إلى الارتفاع 4.7 في المئة، في أكبر صعود سنوي منذ 2017.
وفي أسواق الديون، تتطلع عائدات السندات المقومة بعملات الأسواق الناشئة إلى الارتفاع 6.3 في المئة، ما تعد أفضل عام منذ 2020، في حين جنت الديون المقومة بالدولار عائدات بنسبة 11 في المئة، كأكبر عائد خلال أربع سنوات.
وهبطت كلفة تأمين التعرض لأصول الأسواق الناشئة، إذ انخفضت عقود مقايضات أخطار الائتمان عبر 22 جهة إصدار سيادية بمتوسط 72 نقطة أساس لتسجل مستويات شوهدت آخر مرة سبتمبر (أيلول) 2021.
ويتوقع رئيس وحدة استراتيجية الأسواق الناشئة في مصرف "يو بي أس"، مانيك نارين، أن يشهد العام المقبل مكاسب وفيرة تبلغ 10 في المئة لعوائد سندات الأسواق الناشئة بالعملة المحلية.
وتوقع نارين أن تقع الأسواق الناشئة في نطاق إيجابي لدورة تخفيض معدل التضخم"، في حين أن التضخم الأساس -الذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء- لم يهبط بنفس وتيرة أميركا إلا أنه يتوقع حدوث ذلك خلال الفترتين الربع سنوية المقبلتين.