قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الأحد إن روسيا أطلقت 28 طائرة مسيرة هجومية وثلاثة صواريخ كروز على أوكرانيا أثناء الليل، مضيفة أن منظومات الدفاع الجوي دمرت 21 من الطائرات المسيرة.
وكتبت القوات الجوية على قناتها على تطبيق "تيليغرام" أن روسيا استهدفت جنوب وشرق أوكرانيا بشكل أساس، لكنها لم تذكر مصير الصواريخ الثلاثة التي تقول إن موسكو أطلقتها.
وقال حاكم الجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا في منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين إن ضربة صاروخية روسية أودت بحياة 11 شخصاً وتسببت في إصابة 10 أمس السبت في مدينة بوكروفسك بشرق أوكرانيا وحولها.
وكتب فيلاشكين على "تيليغرام"، "11 قتيلاً، منهم خمسة أطفال، هذا ما نتج حتى الآن من الضربات على منطقة بوكروفسك".
وعبرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا دينيس براون عن فزعها بسبب هذا الهجوم، قالت في بيان "كانوا مجرد أطفال وقتلوا بسبب هذه الحرب".
واستمرت عمليات الإنقاذ في أثناء الليل، وأظهرت صور نشرها فيلاشكين على الإنترنت فرق إنقاذ وهي تتفحص أكواماً كبيرة من الأنقاض في الظلام، إضافة إلى سيارة محترقة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المسائي المصور إنه يجب جعل الروس يشعرون بتبعات كل هجوم من هذا القبيل. وأضاف "استهدفت الضربة الروسية بكل بساطة منازل عادية، يجب أن تشعر روسيا بأن مثل هذه الضربات لن يمر من دون عواقب على الدولة الإرهابية".
وقال فيلاشكين إن روسيا استخدمت الصواريخ "أس-300" في شن سلسلة من الهجمات، وإن الضربة الرئيسة استهدفت مدينة بوكروفسك وقرى قريبة منها. وأضاف أن الهجوم يدل على أن القوات الروسية "تحاول إحداث أكبر قدر من الأسى في أراضينا". وتابع "نتيجة لهذا الهجوم الوحشي لقي 11 حتفهم منهم خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و11 عاماً".
وقال فيلاشكين "أصيب 10، عمليات الإنقاذ مستمرة، مع اقتراب الصباح سيكون لدينا صورة أوضح للأعداد النهائية للمصابين".
وتعرضت بوكروفسك لقصف روسي الجمعة وتقع في منطقة خاضعة لسيطرة أوكرانيا على بعد نحو 80 كيلومتراً شمال غربي دونيتسك.
وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك المجاورة إن شخصاً قتل في هجمات بطائرات مسيرة في محيط بلدة نيكوبول، وهي هدف متكرر للقوات الروسية على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو قبالة محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا.
وقال مسؤولون إن ثلاثة آخرين أصيبوا في قصف روسي لأنحاء من منطقة خيرسون جنوب غربي نيكوبول.
ولم يصدر أي رد حتى الآن من وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعقيب على الواقعة.
وذكر بيان للجيش الروسي في وقت سابق السبت إن قواته قصفت نقطة قيادة يستخدمها تشكيل تابع للجيش الأوكراني قرب بوكروفسك.
تحرك احتجاجي
وفي تحرك احتجاجي، وضعت زوجات روس مجندين للقتال في أوكرانيا السبت زهوراً على نصب الجندي المجهول أمام مقر الكرملين، للمطالبة بعودة أزواجهن من الجبهة.
ويتزايد الغضب منذ أشهر بين أقارب جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم بناءً على أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول) 2022، وهو موضوع حساس بالنسبة إلى السلطات التي كانت حتى الآن حريصة على عدم قمع هذا التحرك الاحتجاجي الناشئ.
واليوم كان عدد النساء 15 على رغم البرد ووضعن زهوراً حمراء على النصب المهم في قلب موسكو.
وقالت ماريا (47 سنة)، وهي مسؤولة مبيعات لوكالة الصحافة الفرنسية "نريد أن نلفت انتباه السلطات والرأي العام إلى ندائنا. حاولنا اللجوء إلى وسائل عدة. بعثنا رسالة إلى النواب والمسؤولين والإدارات، لكننا لم نتلق أي رد".
واستدعي زوج ماريا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 أي قبل أكثر من عام، وترى أن "هذا ليس عدلاً، إنهم مدنيون وليسوا جنوداً، لا يمكن لرجالنا البقاء هناك طوال هذه الفترة".
من جهتها دعت ماريا سيميونوفا، وهي مساعدة قانونية، السلطات إلى "التفاوض لإحلال السلام" في أوكرانيا بعد عامين من الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تتدخل الشرطة لوقف تحرك النساء على رغم قمع أي حركة احتجاج عادة في روسيا، مما يدل على أنها مسألة حساسة بالنسبة إلى الكرملين.
وتؤكد بولينا، وهي أم لرضيع في عامه الأول أن هذا التحرك هو "العمل السلمي الوحيد الذي لم يحظره القانون حتى الآن". وقالت "لديَّ انطباع بـأننا نزعجهم، لكن لن يبقى أحد صامتاً، سنخرج إلى الشارع كل يوم، كل أيام السبت سنضع الزهور للفت الانتباه إلى أوضاعنا"، مردفة أنه "في مرحلة ما سيكون من المستحيل تجاهلنا".
وتغاضت وسائل الإعلام الروسية الرسمية عن تحرك زوجات المجندين، في حين يحرص الكرملين على إظهار جبهة موحدة حول بوتين قبل إعادة انتخابه شبه المحسومة في الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) 2024.
وبحسب فلاديمير بوتين يقاتل حالياً 244 ألف مجند في أوكرانيا من أصل قوة إجمالية قوامها 617 ألف رجل.
تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية عيد الميلاد عند الأرثوذكس بدعم الجنود الذين "يحملون السلاح" مدافعين عن مصالح روسيا، وأمر الحكومة بتقديم دعم أكبر لهؤلاء المقاتلين داعياً الشعب أيضاً إلى الرحمة والعدالة.
وقال بوتين خلال لقاء في وقت متأخر من أمس السبت مع عائلات الجنود الروس الذين لقوا حتفهم في أوكرانيا "يدافع كثير من رجالنا الشجعان، الأبطال، المحاربين الروس، حتى الآن في هذا العيد، عن مصالح بلادنا حاملين السلاح".
وشنت روسيا هجوماً عسكرياً واسع النطاق على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، فيما وصفته كييف وحلفاؤها الغربيون بأنه استيلاء على الأراضي من دون استفزاز.
وبعد قرابة عامين على بدء الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين، تحولت إلى غارات جوية متزايدة يشنها كل طرف على أراضي الآخر وسط محاولات لتحقيق مكاسب كبيرة على خط المواجهة.
وأظهرت لقطات للتلفزيون الرسمي الرئيس الروسي وهو يحضر مع عدد محدود من أفراد عائلات الجنود الذين قتلوا قداساً، منتصف الليل في كنيسة صغيرة بمقر إقامته في نوفو أوجاريوفو قرب موسكو.
ولم يطلق بوتين هذا العام دعوة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا بالعطلة التي يحتفل بها عديد من المسيحيين الأرثوذكس في السادس والسابع من يناير (كانون الثاني) مثلما فعل العام الماضي.
وأمر بوتين الذي يستعد لانتخابات في مارس (آذار) المقبل، والذي بدأ يركز في خطاباته على القيم التقليدية والوحدة، الحكومة بأكملها بتقديم دعم أكبر لأسر الجنود القتلى.
وفي تحية منفصلة نشرت على الموقع الإلكتروني للكرملين دعا بوتين الروس إلى اتباع قيم "الخير والرحمة والعدالة الراسخة".
إلغاء القداس في بيلغورود
من ناحية، أعلنت روسيا، أمس السبت، أنها ستلغي قداس منتصف الليل بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي في مدينة بيلغورود القريبة من الحدود الأوكرانية، بعد يوم من عرض المسؤولين إجلاء السكان القلقين في ظل تزايد الهجمات.
وتعرضت مدينة بيلغورود لهجمات أوكرانية شبه يومية في الأيام الأخيرة أسفرت أعنفها عن مقتل 25 شخصاً في 30 ديسمبر (كانون الأول).
وتحتفل روسيا بعيد الميلاد الأرثوذكسي في السابع من يناير (كانون الثاني)، وتقام قداديس منتصف الليل ليلة السبت.
وقال رئيس بلدية بيلغورود فالنتين ديميدوف على وسائل التواصل الاجتماعي إنه اتفق مع قادة الكنيسة المحلية على أنه "سيتم إلغاء القداديس الليلية في بيلغورود نظراً للوضع".
وعرضت سلطات المنطقة الجمعة إجلاء السكان وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
ويأتي ذلك مع تصعيد الجانبين الهجمات بالصواريخ والمسيرات خلال الأيام الأخيرة مع اقتراب الحرب من اتمام عامها الثاني.
مقاتلات "أف-16"
أعلنت كوبنهاغن أمس السبت أن المقاتلات الأميركية الصنع من طراز "أف-16" التي ستقدمها لأوكرانيا كهبة، سيتم تسليمها لكييف في الربع الثاني من عام 2024 بعد الانتهاء من تدريب الطيارين.
وقالت وزارة الدفاع الدنماركية في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية "بحسب الجدول الزمني الحالي ستسلم الهبة في الربع الثاني من 2024"، بينما يجري حالياً تدريب الطيارين الأوكرانيين على الأراضي الدنماركية. وأضافت "علينا خصوصاً الانتهاء من تدريب الطواقم الأوكرانية التي ستتولى تشغيل الطائرات بعد تسليمها".
ووعدت الدنمارك التي تستبدل بطائراتها من طراز "أف-16" أخرى أكثر حداثة من طراز "أف-35"، أوكرانيا بتسليمها 19 مقاتلة. ومن المقرر أن تقدم هولندا التي تشارك بدورها في تدريب الطيارين الأوكرانيين، 42 طائرة، لكنها لم تكشف عن الجدول الزمني.
وفي رسالته للعام الجديد، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الطيارين الأوكرانيين أتقنوا قيادة المقاتلات التي يأمل في رؤيتها تحلق في أجواء البلاد هذا العام.
وحذرت الوزارة الدنماركية من أن "الجدول الزمني للتدريب رهن عوامل عدة مثل الظروف المادية والأحوال الجوية".
ومنذ فبراير 2022، بلغ الدعم العسكري الذي تقدمه الدنمارك لأوكرانيا 16.8 مليار كرونة (2.2 مليار يورو).