ملخص
من المتوقع أن يظل اثنان "في المنطقة الحمراء" في نهاية عام 2024 هما أميركا اللاتينية وأفريقيا
توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA أن ترتفع إيرادات وأرباح صناعة السفر في عام 2024، وأن تصل الإيرادات العالمية إلى مستوى قياسي قدره 964 مليار دولار العام الحالي مع أرباح صافية تبلغ 25.7 مليار دولار.
وقال التقرير إن هذا سيكون هامش ربح صافياً بنسبة 2.7 في المئة، بزيادة طفيفة عن هامش الربح المتوقع لعام 2023 بنسبة 2.6 في المئة، ومع ذلك ذكر اتحاد النقل الجوي الدولي أيضاً أن صناعة السفر تواجه تحديات كبيرة، بدءاً من منافسة العملاء وارتفاع كلفة التشغيل، حتى اللوائح الحكومية.
وقال المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي ويلي والش في التقرير "يحب الناس السفر، وساعد ذلك شركات الطيران على العودة لمستويات الاتصال قبل الوباء".
ومع ذلك، يجب وضع أرباح الصناعة في المنظور الصحي، ففي حين أن التعافي مثير للإعجاب، إلا أن هامش الربح الصافي بنسبة 2.7 في المئة أقل بكثير مما قد يقبله المستثمرون في أية صناعة أخرى تقريباً.
تذاكر الطيران وما يمكن توقعه في 2024
وفيما يتوقع بمستقبل أسعار السفر كان هناك انقسام في شأنها هذا العام، فوفقاً لتقرير الاتجاه العالمي الصادر عن شركة "أف سي أم الاستشارية" للربع الثالث من عام 2023، من المتوقع أن ترتفع أسعار الرحلات الجوية العالمية بنسبة تراوح ما بين ثلاثة وسبعة في المئة في عام 2024، إذ تواجه شركات الطيران ارتفاع كلفة الوقود وتغييرات الاستدامة وتحديث الأساطيل.
مع ذلك، تتوقع تقارير أخرى خفض أسعار الرحلات الجوية، إذ تتوقع شركة ترتيبات السفر "بي سي دي ترافيل" أن تنخفض الأسعار العالمية في عام 2024، ولكن بصورة طفيفة، أقل من واحد في المئة مقارنة بعام 2023، مع خفض أكثر وضوحاً في أسعار الرحلات الجوية من وإلى آسيا (ثلاثة في المئة لدرجة رجال الأعمال، ونحو أربعة في المئة للدرجة الاقتصادية)، وفقاً لـ"تقرير سوق السفر لتوقعات 2024".
وقالت الشركة "بعد الزيادات الأخيرة في الأسعار يجب أن نتوقع تصحيحاً متواضعاً للأسعار في بعض الأسواق في عام 2024، على رغم أن الأسعار الأساس يجب أن تظل قوية بصورة عامة".
وتوقع أيضاً تقرير "إيير مونيتور 2024" الصادر عن "أميركان إكسبريس غلوبال بزنس ترافيل" أن تنخفض أسعار الرحلات الجوية الدولية فقط في عام 2024، بخاصة بالنسبة إلى الرحلات الجوية بين أميركا الشمالية وآسيا. ويشير التقرير إلى أن الأسعار الإقليمية ستظل مستقرة، أو سترتفع قليلاً.
وقد يرى المسافرون في الولايات المتحدة بعض التوفير، إذ تتوقع شركة السفر "هوبر" أن تنخفض الأسعار في الولايات المتحدة، في الأقل خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وفقاً لتقريرها "آفاق السفر 2024".
وبصورة عامة، لا ينبغي للمسافرين أن يتوقعوا كثيراً من التغيير في عام 2024، وفق ما قال كبير المحللين في شركة بيانات السفر "أو أي جي" جون غرانت لشبكة "سي أن بي سي" الأميركية. وأضاف "سيكون هناك استمرار للوضع الراهن، مع تقلبات طفيفة فقط في أسعار التذاكر. على رغم أننا قد نشهد انخفاضاً طفيفاً في الأسعار مع تراجع الطلب في الموسم المنخفض للغاية، فإن أساسات قاعدة كلفة التشغيل المرتفعة تستمر، إضافة إلى زيادة الرواتب وأسعار النفط، وما إلى ذلك، مما يشير إلى أننا لن نشهد كثيراً من التحول".
واستعاد القطاع سعة الطيران بنحو 40 مليون رحلة جوية (مقارنة بـ38.9 مليون في عام 2019)، وهو رقم قياسي يبلغ 4.7 مليار شخص (مقارنة بـ4.5 مليار شخص في عام 2019)، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي. ومع تراجع الطلب على السفر الترفيهي وانتهاء "السفر الانتقامي" يصل العرض والطلب في صناعة الطيران التجاري إلى التوازن، ما سيساعد على استقرار أسعار الرحلات الجوية في عام 2024، وفقاً لمنصة السفر "أميركان إكسبريس غلوبال بزنس ترافيل كونسلتينغ".
من سيفوز بسباق التعافي؟
وستحقق شركات الطيران التجارية أرباحاً في ثلاث مناطق في عام 2023 وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي، وستظل أميركا الشمالية "المنطقة المتميزة" والأولى التي تعود للربحية في عام 2022.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن تسجل منطقة الشرق الأوسط أداءً مالياً قوياً في عامي 2023 و2024، وفي أوروبا توقع أن تكون هناك نهاية قوية متوقعة لعام 2023 على رغم الحرب والصراع المستمرين في أوكرانيا وحرب غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن تصبح منطقة أخرى مربحة في عام 2024، وهي آسيا والمحيط الهادئ، على رغم العودة الكاملة للمسافرين الصينيين الدوليين، فإن السفر الداخلي في المنطقة، بخاصة في الهند والصين، لا يزال قوياً.
ومن المتوقع أن يظل اثنان "في المنطقة الحمراء" في نهاية عام 2024، وهما أميركا اللاتينية التي تعوقها الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، على رغم الأداء القوي للمكسيك، وكذلك أفريقيا التي تواجه مشكلات مالية وبنية تحتية واتصالية.
الأداء الاقتصادي والتداعيات على صناعة السفر
وأعلن عديد من شركات الطيران عن أرباح قياسية في عام 2023، لكن "المشهد قد يبدو أقل ملاءمة في عام 2024"، وفقاً لتقرير "إير مونيتور 2024" من "أي أم أي أكس". وربما يكون النمو الاقتصادي العالمي العام الماضي، في مواجهة ارتفاع كل من معدلات التضخم وأسعار الفائدة، حدث بسبب تأخير، وليس نقصاً، في رد فعل السوق، وفقاً لتقرير "بي سي دي ترافيل".
وجاء في التقرير أن "انتقال التأثيرات الخافتة الناجمة عن تشديد السياسات إلى الاقتصاد الأوسع استغرق ببساطة وقتاً أطول مما توقعه الاقتصاديون".
وحدد التقرير الضغوط الأخرى التي تواجه الصناعة، بما في ذلك المشكلات الجيوسياسية وقضايا سلسلة التوريد ونقص الموظفين وارتفاع كلفة الوقود والعمالة. ومع ذلك، فقد تدعم عديداً من الرياح المواتية الصناعة هذا العام، بما في ذلك العودة التي طال انتظارها لسفر الأعمال، والتي من المتوقع أن تنتعش في عام 2024.