صعدت أسعار النفط أكثر من دولار اليوم الثلاثاء بعد تراجعها في الجلسة السابقة، مع موازنة الأسواق للتوتر في الشرق الأوسط وسط المخاوف المتعلقة بالطلب وزيادة إمدادات "أوبك" في الوقت الذي أكدت فيه على دعم جهود تحقيق الاستقرار في أسواق النفط.
إلى ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.33 دولار، بما يعادل 1.75 في المئة إلى 77.45 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 1.29 دولار، أو 1.82 في المئة، إلى 72.06 دولار للبرميل.
التوتر الجيوسياسي
وتعليقاً على ذلك قال محللون إن "التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط وانقطاع الإمدادات المستمر في ليبيا دعما ارتفاع الأسعار اليوم الثلاثاء".
وقال رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك "دي بي أس" سوفرو ساركار، إنه "على جانب الإمداد، هناك بعض العوامل الإيجابية من إغلاق أكبر حقل نفط في ليبيا، والذي أثر على نحو 0.3 مليون برميل يومياً من إنتاج النفط".
ولا تزال بعض شركات الشحن الكبرى تتجنب البحر الأحمر، إذ قالت شركة "هاباغ لويد" الألمانية اليوم الثلاثاء إنها ستواصل تحويل مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح في أعقاب الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون.
وفي ما يتعلق بحرب غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن قتاله ضد حركة "حماس" سيستمر خلال عام 2024، مما أثار قلق الأسواق من تطور الصراع إلى أزمة إقليمية يمكن أن تعطل إمدادات النفط في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقادة الإسرائيليين إنه لا تزال هناك فرصة لكسب قبول جيرانهم العرب إذا مهدوا الطريق إلى قيام دولة فلسطينية تملك مقومات الحياة.
وانتعشت أسعار النفط من الخسائر التي تكبدتها أمس الإثنين بنسبة ثلاثة في المئة وأربعة في المئة على التوالي.
وعلى صعيد الطلب، انخفض الإنتاج الصناعي الألماني بصورة غير متوقعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وفقاً لمكتب الإحصاءات الاتحادي، مسجلاً انخفاضاً للشهر السادس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانخفض الإنتاج 0.7 في المئة بعد أن توقع محللون استطلعت "رويترز" آراءهم ارتفاعه 0.2 في المئة.
وفي الولايات المتحدة، قالت ميشيل بومان عضو مجلس محافظي الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) أمس الإثنين إنها ترى الآن أن السياسة النقدية الأميركية "مقيدة بما فيه الكفاية". وأشارت إلى استعدادها لدعم التخفيضات النهائية لأسعار الفائدة مع تراجع التضخم.
ويمكن أن تقدم بيانات التضخم الأساسي الصادرة يوم الخميس المقبل، أدلة جديدة في ما يتعلق بمكافحة التضخم.
السعودية تؤكد على دعم جهود تحقيق الاستقرار في أسواق النفط
في تلك الأثناء جدد مجلس الوزراء السعودي اليوم الثلاثاء، حرص الرياض على دعم الجهود الهادفة إلى تعزيز استقرار أسواق البترول وتوازنها.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن المجلس أشاد بما أكدته الدول المنتجة للنفط في "أوبك" وخارجها من الالتزام بالوحدة والتماسك الكامل واستقرار السوق من خلال إعلان التعاون الذي تم التوقيع عليه في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) 2016.
جاء ذلك خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتضم مجموعة "أوبك+" منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين مستقلين بينهم روسيا.
فيتش ترفع توقعاتها لسعر خام برنت في 2024 إلى 80 دولاراً للبرميل
في غضون ذلك رفعت أمس وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني توقعاتها لسعر خام برنت إلى 80 دولاراً للبرميل في 2024 من 75 دولاراً في توقعاتها السابقة، وبالمقارنة مع متوسط متوقع عند 82 دولاراً في 2023، مما يعكس ما وصفته باستمرار السيطرة الحازمة لمجموعة "أوبك+" على الإمدادات.
وبحسب تقديرات "فيتش" فإنه من المتوقع أن يبلغ سعر خام برنت في العام المقبل، وفقاً لتصور أساسي، 70 دولاراً للبرميل من دون تغيير عن توقعات سابقة على أن ينخفض إلى 65 دولاراً في 2026.
وفيما يخص خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، رفعت "فيتش" توقعاتها لسعره إلى 75 دولاراً للبرميل في 2024 من 70 دولاراً في التقدير السابق، على أن ينخفض إلى 65 دولاراً و60 دولاراً في 2025 و2026 على الترتيب.
وقالت "فيتش" إن رفع تقديراتها لسعر خامي القياس العالميين في العام الحالي يستند إلى مساعي "أوبك+" المستمرة لدعم أسعار النفط بما في ذلك القرار الذي اتخذه عدد من أعضاء المجموعة في الآونة الأخيرة بالانضمام إلى السعودية وروسيا في تنفيذ تخفيضات إضافية في الربع الأول من 2024.