ارتفعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، إذ طغت التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في إنتاج النفط الأميركي بسبب الطقس البارد على المخاوف حيال تباطؤ نمو الطلب في الصين وتوقعات زيادة المعروض.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت سنتين إلى 79.12 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتاً إلى 74.21 دولار.
وارتفع الخامان القياسيان نحو اثنين في المئة، أمس الخميس، مع انضمام وكالة الطاقة الدولية إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في توقعاتها بنمو قوي للطلب العالمي على النفط، والخامان في طريقهما لإنهاء الأسبوع مرتفعين بما يتراوح بين واحد واثنين في المئة.
ورفعت وكالة الطاقة الدولية، أمس الخميس، مرة أخرى توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024، على رغم أن أرقامها لا تزال أقل من توقعات "أوبك"، إذ قالت إن السوق تبدو مزودة بإمدادات جيدة بفضل النمو القوي في الدول غير الأعضاء بـ"أوبك".
وتتوقع الوكالة ارتفاع إمدادات النفط العالمية 1.5 مليون برميل يومياً إلى مستوى جديد عند 103.5 مليون برميل يومياً في 2024، مدعومة بإنتاج قياسي من الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا وكندا.
وتعليقاً على ذلك قال رئيس وحدة "أن أس تريدينغ" التابعة لـ"نيسان سيكيوريتيز" هيرويوكي كيكوكاوا، إنه إلى جانب التوترات في الشرق الأوسط فهناك مخاوف أيضاً من أن يستحوذ الصراع الأميركي- الصيني على الاهتمام مرة أخرى مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على الطلب على الطاقة.
وأضاف "ما لم تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط بسرعة أكبر، فمن المرجح أن يستمر تداول خام غرب تكساس الوسيط في نطاق يتراوح بين 70 و76 دولاراً".
وتشير بيانات من شركة "فورتيكسا" الاستشارية إلى أن حركة الناقلات عبر مضيق باب المندب في الفترة من 13 إلى 17 يناير (كانون الثاني) الجاري، انخفضت 58 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
وواصل الحوثيون الهجمات على السفن الأميركية، أمس الخميس، بعد أن ما يقرب من أسبوع من شن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات ضد مواقع للحركة في اليمن.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الخميس، عن انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام بلغ 2.5 مليون برميل بسبب الطلب القوي من المصافي في الأسبوع المنتهي في 12 يناير الجاري، لكن مخزونات البنزين ونواتج التقطير ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات.
سوق النفط الأوروبية
في تلك الأثناء كشف تجار ومحللون وبيانات لمجموعة بورصات لندن عن أن سوق خام برنت وبعض أسواق النفط في أوروبا وأفريقيا تشهد نقصاً يعود في جزء منه إلى تأخر الشحنات بعد تجنب بعض سفن الشحن للسفر عبر البحر الأحمر.
وتزامن التعطيل مع عوامل أخرى منها انقطاعات في الإنتاج وزيادة الطلب في الصين لتشتد المنافسة على إمدادات الخام التي لا تحتاج إلى عبور قناة السويس. ويقول محللون، إن الأزمة أوضح في الأسواق الأوروبية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي علامة على نقص الإمدادات، سجل هيكل سوق العقود الآجلة لخام برنت القياسي أعلى مستوياته في شهرين، اليوم الجمعة، مع ابتعاد الناقلات عن البحر الأحمر بعد ضربات جوية شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف في اليمن.
وعلق كبير محللي أسواق النفط الخام في "كبلر" فيكتور كاتونا، قائلاً "العقود الآجلة لخام برنت هي الأكثر تأثراً باضطرابات البحر الأحمر وقناة السويس"، مضيفاً "بالتالي فإن شركات التكرير الأوروبية هي أكثر من يعاني في الأسواق الفعلية".
اضطرابات البحر الأحمر تؤخر الشحنات
في غضون ذلك تراجعت كميات الخام المتجهة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وتظهر بيانات كبلر أن حجم الخام المتجه إلى أوروبا من الشرق الأوسط انخفض إلى النصف تقريباً مسجلاً نحو 570 ألف برميل يومياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من 1.07 مليون برميل يومياً في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقال أحد التجار "مشكلات البحر الأحمر تسبب تأخيرات لذا تحتاج شركات التكرير إلى تغطية حاجاتها من الأسواق المحلية". أضاف آخر "السوق تعاني نقصاً بسبب خسارة إمدادات الخليج".
وأدت تطورات أخرى إلى نقص إمدادات أوروبا، ومنها انخفاض الإمدادات الليبية بسبب احتجاجات، وهو أول تعطل من نوعه منذ أشهر، فضلاً عن انخفاض الصادرات النيجيرية.
وانخفضت إمدادات الخام من نيجيريا بعد أن بدأت البلاد تشغيل مصفاة "دانغوتي" التي استحوذت على بعض الشحنات.
وقال تاجر إن الخام الأنغولي الذي يتجه أيضاً إلى أوروبا من دون الحاجة إلى المرور عبر قناة السويس يشهد طلباً متزايداً من الصين والهند بسبب مشكلات تتعلق بالخامين الإيراني والروسي.
وتعثرت تجارة النفط الصينية مع إيران بسبب وقف طهران للشحنات ومطالبتها بأسعار أعلى، فيما انخفضت واردات الهند من الخام الروسي بسبب تحديات العملة، على رغم أن الهند تقول إن الانخفاض يرجع إلى عدم جاذبية الأسعار.