ملخص
لا يوجد لبس في أن لبنان، حكومة وشعباً، سيلحق به دمار وويلات لا طاقة له على احتمالها في حال اندلاع حرب مع إسرائيل.
ما يحصل جنوب لبنان حرب استخبارات مفتوحة وقصف دائري يتسع إلى ما بعد حدود القرار (1701)، أي إلى شمال نهر الليطاني، فالعمليات النوعية الإسرائيلية كأنها تمهيد باكر للحرب الواسعة، حرب يكتنف الغموض قدرة إسرائيل على إحداث أي تغيير من خلالها، بينما لا يوجد لبس في أن لبنان، حكومة وشعباً، سيلحق به دمار وويلات لا طاقة له على احتمالها.
في المقابل لا تبدو ضربات "حزب الله" مؤثرة في قرار إسرائيل إذا دقت نفير الحرب، وطبعاً الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله يقرأ في كتاب آخر لم يقع عليه الجنرال الألماني كارل فون كلاوزفيتز رائد الفكر العسكري في القرن الـ 19، ولا الجنرال والفيلسوف الصيني صن تزو الذي لا تزال نظرياته الحربية تدرس إلى يومنا على رغم مرور 2500 عام عليها.
بعد أكثر من 100 يوم من الحرب على غزة فقد نصرالله نحو 170 من رجاله ومئات المباني المهدمة وتعطيل كل جوانب الحياة في عشرات البلدات اللبنانية، وبرأي نصرالله أن إسرائيل تتكتم على حجم الخسائر في الجبهة المقابلة لفداحتها وتأثيرها المعنوي في الجيش والشعب.
يمكن كتابة مطولات عن التوحش الإسرائيلي، ولكن مهما بلغت مكابرة بنيامين نتنياهو فمن المستبعد أن يقوم بتعمية أو إخفاء عدد القتلى الإسرائيليين وأسمائهم، هذا في حال افترضنا أنه يملك جرأة حجب هذه المعلومات في دولة الإعلام المفتوح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
منذ هجوم "حماس" وأطراف الممانعة تقدم مطالعات وذرائع بسيطة إلى درجة لا تترك للمحلل ترف التبصّر والشك، ولقد بلغت "وحدة الساحات" من القوة حد أن حركة "حماس" لم تكلف نفسها إبلاغ الساحة اللبنانية الشقيقة بدء الهجوم ولو قبل أربع ساعات، وبلغ من فاعلية إسناد نصرالله أن إسرائيل بدأت تسحب الفرق من غزة ووجهتها بالعودة للثكنات لا للمسارعة إلى الجبهة الشمالية.
وبالعودة للغيوم السوداء التي تتكدس فوق جنوب لبنان، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن احتمال اندلاع حرب على الحدود الشمالية مع لبنان صار "أعلى بكثير"، وقبله بيوم وفي محاكاة اسمها "عملية في لبنان"، قال قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين "نحن أكثر استعداداً لذلك من أي وقت مضى ويمكننا أن نبدأ الهجوم الليلة".
وفي موقف خارج السياق تحول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى المتحدث الرسمي لـ "حزب الله"، وبشّر اللبنانيين خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء بأن "الحديث عن تهدئة فقط في لبنان أمر غير منطقي".
لا يريد ميقاتي أن ينسى اللبنانيون ما قاله لمذيعة تلفزيونية قبل أسابيع عندما سألته "قرار الحرب والسلم بيد من في لبنان؟"، فنهرها "أين تعيشين؟ هل أنت في جزر كوراساو"؟ كوراساو جزيرة واحدة في البحر الكاريبي، وميقاتي استنسخ منها جزراً عجزت كل الخرائط والأقمار الاصطناعية والرادارات عن اكتشاف موقعها.
وميقاتي وجد أن حضوره "مؤتمر دافوس" أجدى في هذه الأيام العصيبة، فكيف لا يكون في دافوس وهو المؤتمر الذي كأنه فصل على قياسه؟، فهو مؤتمر الأثرياء والزعماء السياسيين وميقاتي يملك الصفتين، مع ملاحظة بسيطة أن استطلاعاً للبنك الدولي كشف عن أن ثلاثاً من كل خمس أسر في لبنان يصنف أفرادها أنفسهم كفقراء أو فقراء جداً. ميقاتي في دافوس ونصرالله يكاد يعلن النصر قبل المنازلة الكبرى، هكذا يستعد لبنان لتمريغ وجه إسرائيل في الوحل إذا قرر الجنرال أوري غوردين "الهجوم الليلة".