ملخص
مناشدة من بيلاروس بالمساعدة في إطلاق سراح مئات من معارضي لوكاشينكو الذين يقبعون في السجون
قبل بضعة أيام، توفي فادزيم هراسكو، وهو معارض سياسي يبلغ من العمر 50 سنة، بسبب الالتهاب الرئوي وذلك في السجن حيث كان يحتجزه النظام البيلاروسي.
بعد اعتقاله الصيف الماضي لتبرعه لقضايا تنادي بها المعارضة، حُكِم على هراسكو، وهو خبير في تكنولوجيا المعلومات، بالسجن لمدة ثلاث سنوات في "فيتبا-3"، وهي منشأة عقابية (سجن كبير) في فيتسب، بالقرب من الحدود الروسية، حيث يُعَد حوالى ثلث السجناء البالغ عددهم ألف شخص سجناء سياسيون.
وفق نشطاء في مجال حقوق الإنسان، يُعتبَر هراسكو رابع سجين سياسي في بيلاروس يموت وهو قيد الاحتجاز منذ الانتخابات الرئاسية المزورة التي أُجرِيت عام 2020، وعاد فيها ألكسندر لوكاشينكو – آخر ديكتاتور في أوروبا، والذي يحكم بلاده منذ حصول بيلاروس على استقلالها عام 1994 – إلى منصبه.
في السنوات الأربع التي تلت إعادة انتخاب لوكاشينكو، اعتُقِل أكثر من 50 ألف شخص لأسباب سياسية. هذا علماً بأن أوروبا لم تشهد سجن معارضين على هذا النطاق منذ الحرب العالمية الثانية.
في بيلاروس، تجري اعتقالات يومياً. يُسجَن الناس للتعليق على الأخبار، ولارتدائهم ملابس حمراء وبيضاء (كان علم بيلاروس في فترة سابقة علماً أبيض بشريط أحمر، وجرى تبنيه أخيراً كرمز لمعارضة نظام لوكاشينكو)، وحتى لحملهم ثقوباً ووشوماً في أجسادهم.
وبحسب بيانات جماعات تنشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، ثمة حوالى ألف و500 سجين سياسي في بيلاروس الآن. ومع ذلك، من المرجح أن يكون الرقم الحقيقي حوالى خمسة آلاف. ومن بين هؤلاء مئات الصحافيين والقادة النقابيين والمعلمين والأطباء والموسيقيين والعاملين والطلاب، وحتى كبار السن والمعوقين، وجميعهم مسجونون لأسباب سياسية.
ومن بين هؤلاء السجناء السياسيين أليس بيالياتسكي، الحائز على جائزة ساخاروف وجائزة نوبل للسلام؛ والزعيم النقابي الديمقراطي ألكسندر ياروشوك؛ ونشطاء شجعان، بمن فيهم سيرهي تسيخانوفسكي وفيكتار باباريكا وماريا كاليسنيكوفا وميكولا ستاتكيفيتش وغيرهم، أرادوا تغيير بلدهم نحو الأفضل من خلال المشاركة في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لكن أحكاماً بالسجن، تتراوح بين 10 سنوات و24 سنة، صدرت بحقهم.
والعديد من السجناء السياسيين هم من الإناث، ويشمل هؤلاء رياضيات مشهورات وبطلات أولمبيات وعالميات. كذلك قضت فولها خيجينكوفا، وهي ملكة جمال سابقة في بيلاروس، عقوبة في السجن لمشاركتها في تظاهرات غير قانونية.
وبسبب المناخ السياسي، فرّ مئات الآلاف من مواطني بيلاروس من وطنهم ولم يتمكنوا من العودة. والآن يخطط نظام لوكاشينكو لحرمان أولئك الذين غادروا البلاد من حقهم في المواطنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نناشد السياسيين والنقابات العمالية والصحافيين وقادة الرأي والأشخاص ذوي النوايا الحسنة في أنحاء العالم كله دعم حملتنا المدنية لتحرير السجناء السياسيين في بيلاروس.
ندعو رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعماء بلدان الاتحاد الأوروبي وبلدان أخرى إلى إصدار إنذار نهائي للسيد لوكاشينكو بإطلاق سراح السجناء السياسيين جميعاً – أو فرض حظر على حركة الشحن كلها من بيلاروس إلى بلدان الاتحاد الأوروبي إذا لم يستجب.
ونطالب باتخاذ تدابير شاملة لضمان سلامة الرهائن، وإذا لزم الأمر، تنظيم إجلائهم إلى بلدان آمنة.
لا يمكن مقارنة المصالح التجارية لبعض الأفراد بالالتزام الإنساني بإنقاذ أرواح الرهائن السياسيين في بيلاروس. لا يمكن للعالم المتحضر أن يراقب بهدوء فظائع النظام ومعاناة الشعب في بيلاروس.
ونطلب من البرلمان البريطاني إعلان السيد لوكاشينكو إرهابياً، وإعلان نظامه منظمة إرهابية، وفق إعلان جنيف في شأن الإرهاب الصادر في 21 مارس (آذار) 1987.
ونطالب بفتح قضايا جنائية في بلدان أوروبية في هذا الصدد كما نناشد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار مذكرة توقيف بحق لوكاشينكو بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وشن حرب على أوكرانيا. وتقدم مؤسسة المرأة البيلاروسية ومنظمات أخرى أدلة شاملة على الجرائم المرتكبة.
يتلخص الالتزام الأخلاقي للعالم الحر في إطلاق سراح أولئك الأشخاص الذين يناضلون من أجل الحرية والديمقراطية في بيلاروس.
فيرونيكا تسيبكالو رئيسة مؤسسة المرأة البيلاروسية
الدكتور فاليري تسيبكالو سفير سابق في واشنطن، وترشح للرئاسة في بيلاروس عام 2020
© The Independent