بعد يوم على تصريحات وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر عن ضرورة إنهاء الأزمة الرباعية بين السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين مع قطر، أصدرت الرياض على لسان مصدر مسؤول بياناً قالت فيه إن قطع العلاقات مع الدوحة حق سيادي ويأتي ضمن ممارسة حق حماية الأمن الوطني من مخاطر التطرف والإرهاب.
بيان الرياض، جاء تفصيلياً، وذكر ضمنه فقرة عن أن لا صحة لمزاعم سجن وتغريم المتعاطفين مع قطر، وبحسب مصدر سعودي فإن هذه الفقرة للرد على ما يتناقله بعض نشطاء حقوق الإنسان دفاعاً عن بعض رموز الإخوان المسلمين في سجون المملكة، الذين تزامن اعتقالهم بعد تغريدات لهم عن سعادتهم بانفراجة الأزمة بين الرياض والدوحة، مؤكداً أن التعاطف مع قطر حجة روجت لها وسائل إعلامية تابعة للدوحة للتغطية على استخدامها لسعوديين تابعين للإخوان المسلمين لتنفيذ أجندتها في الداخل.
وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس": "المملكة اتخذت قرار المقاطعة نتيجة الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سراً وعلناً منذ عام 1995، والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها، إضافةً إلى احتضانها للجماعات الإرهابية كالإخوان المسلمين وداعش والقاعدة، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم".
وجاء في البيان السعودي أن الرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي "قد بذلوا جهوداً مضنية لحثّ السلطة في الدوحة على الالتزام بتعهداتها تجاه سلامة أمن دول المجلس"، مستذكراً البيان "اتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي الذي تلى أزمة سحب السفراء في 2014، والذي تم توقيعه تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، إلا أنّ قطر دأبت على عدم الالتزام بتعهداتها التي وقّعت عليها، كما نص البيان، وهو ما دفع بالدول الأربع لاتخاذ قرار المقاطعة لحماية أمنها الوطني".
وكانت السعودية قد اتخذت قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية بمعية الإمارات والبحرين ومصر في يونيو (حزيران) 2017 في أسوأ أزمة دبلوماسية تشهدها دول الخليج، بعد اتهامات طالت سياسات النظام القطري من دول المقاطعة بأنها تهدد أمنها وأمن المنطقة للخطر.
التعاطف مع قطر ليس جريمة
حول الادعاء بتجريم التعاطف مع قطر المتضمّن أنّ السعودية فرضت عقوبات بالسجن تصل إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال في حال التعاطف مع قطر، نفى البيان ذلك. وحول منع القطريين من الحج قالت الرياض في بيانها: "وزارة الحج والعمرة السعودية سبق لها أن وقعت على اتفاقية الحج مع وفد شؤون حجاج قطر قبل حج 1438، غير أنّ الحكومة القطرية منعت مواطنيها من القدوم في ذلك العام زاعمةً بأنّ ذلك يأتي بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية معها من جانب المملكة العربية السعودية".
ومن المنتظر أن يتصدر ملف الوساطة الكويتية محاور النقاش في الزيارة المرتقبة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد للولايات المتحدة الأميركية في 12 سبتمبر (أيلول) الحالي، وهي الوساطة التي عاودت جهودها في الآونة الأخيرة وفق مصادر دبلوماسية.
ولم تصدر الدوحة أي تعليق على البيان السعودي، وسيتم تضمين أي رد قطري في الخبر فور وصوله.