Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تغرق أنفاق غزة بالمياه ومجلس الأمن قلق من الوضع الإنساني الخطر

معارك عنيفة في خان يونس والقتال يشتد حول مستشفى ناصر والجيش سيتحرك قريباً جداً على الحدود الشمالية مع لبنان

ملخص

شنت إسرائيل هجوماً على مدينة غزة في شمال القطاع الفلسطيني بعد انسحاب‭‭‭‭‬‬‬‬ قواتها من هناك في الوقت الذي تعهدت فيه واشنطن اتخاذ "كل الإجراءات الضرورية" للدفاع عن قواتها بعد سقوط قتلى بصفوفها في الشرق الأوسط لأول مرة منذ بدء حرب غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أنه دمر بعض أنفاق حركة "حماس" في غزة من طريق إغراقها بالمياه، وذكر في بيان أنه "خلال الحرب استخدم الجيش الإسرائيلي قدرات جديدة لتحييد البنية التحتية للإرهابيين والموجودة تحت الأرض في قطاع غزة من خلال ضخ كميات ضخمة من المياه في الأنفاق".

وكان خبراء حذروا من أن هذا الخيار يشكل أخطاراً كبيرة على المدنيين المحاصرين في غزة، ونبّهت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من أن ذلك "سيسبب أضراراً جسيمة للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة المتداعية أصلاً".

وأضافت، "هناك أيضاً خطر انهيار مبان وطرق بسبب الضغط المتزايد وتسرب مياه البحر إلى غزة".

من جهته قال الجيش الثلاثاء إنه يقوم بذلك مع الأخذ في الاعتبار عدم "الإضرار بالمياه الجوفية في المنطقة"، موضحاً أن "ضخ المياه تم فقط في مسارات الأنفاق والمواقع المناسبة".

وفي الأثناء أبدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم قلقه في شأن "الوضع الإنساني الخطر والمتدهور على نحو سريع" في قطاع غزة، وحث جميع الأطراف على العمل مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في شأن غزة سيغريد كاج.

وجاء بيان المجلس المؤلف من 15 عضواً بعد أن رفعت كاج تقريراً إلى المجلس خلف أبواب مغلقة للمرة الأولى منذ تعيينها قبل نحو شهر.

وكانت حركة "حماس" أعلنت اليوم الثلاثاء أنها تدرس مقترحاً طرح في باريس بهدف وقف الحرب في قطاع غزة مع إسرائيل.

وأفادت الحركة في بيان بأن رئيسها إسماعيل هنية يؤكد أنها "تسلمت المقترح الذي تم تداوله في الاجتماع وأنها بصدد درسه وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كلياً إلى خارج القطاع".

جثث عشرات الفلسطينيين

ودفن فلسطينيون اليوم عشرات الجثامين في قبر جماعي جنوب مدينة رفح بعد أن قال مسؤولون في حركة "حماس" إن إسرائيل أعادت جثامين نبشتها من القطاع.

ورصد مصور وكالة الصحافة الفرنسية في غزة مواطنين ينقلون جثثاً في أكياس بلاستيكية زرقاء قبل مواراتها قبراً جماعياً حفر حديثاً.

وسبق ذلك أن قام موظفو وزارة الصحة الذين كانوا يرتدون زياً واقياً باللون الأبيض بإنزال الجثامين أرضاً قرب خيم النازحين.

وقال مصدر في وزارة الأوقاف التابعة لـ"حماس" إن "الاحتلال أعاد اليوم عشرات جثامين القتلى بعدما سرقها من مقبرة بني سهيلة شرق خان يونس". وبحسب الوزارة فقد "نبشت قوات الاحتلال القبور قبل أسبوعين"، مضيفة أنه "جُهزت قبور جماعية في تل السلطان غرب رفح لدفنهم".

وأكد شهود عيان "وصول شاحنة تحمل جثامين نحو 100 قتيل لمعبر كرم أبو سالم يجري التجهيز لدفنهم مباشرة في قبر جماعي".

واتهم المكتب الإعلامي الحكومي إسرائيل "بسرقة أعضاء" القتلى، ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب وكالة الصحافة الفرنسية للتعليق على الحادثة.

وكان الجيش أدلى في وقت سابق بتصريحات حول استخراج جثث من مقابر غزة خلال البحث عن رهائن إسرائيليين، وقال أمس إن "عملية تحديد هوية الرهائن التي تحدث في مكان بديل آمن تضمن الظروف المهنية المثالية واحترام الميت".

وفي الأثناء قالت وزارة الصحة في غزة إن 26751 فلسطينياً قتلوا و65636 أصيبوا خلال الضربات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مضيفة أن نحو 114 فلسطينياً قتلوا بينما أصيب 249 آخرون خلال الساعات الـ 24 الماضية.

 

معارك عنيفة

وتدور معارك عنيفة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم الثلاثاء، في وقت يعمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على إقناع المانحين بمواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في خضم الأزمة التي تشهدها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري "في الأسابيع الأخيرة ركزت عملياتنا على خان يونس، عاصمة ’حماس‘ في جنوب غزة"، مشيراً إلى "القضاء على أكثر من 2000 إرهابي" في هذه المدينة.

وأضاف، "نحن نعمل على الأرض وتحت الأرض في وقت واحد، وهذا أسلوب جديد يتضمن استخدام تكنولوجيا متطورة بعضها ينشر للمرة الأولى" من دون أن يخوض في تفاصيل.

وقالت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" إن قوات إسرائيلية اقتحمت مستشفى الأمل في خان يونس اليوم وطلبت من النازحين وطواقم العمل إخلائه تحت تهديد السلاح.

لكن متحدثاً عسكرياً قال إن القوات الإسرائيلية لا تداهم مستشفى الأمل في مدينة خان يونس وليست داخله أيضاً، مضيفاً أنه "لم يداهم المستشفى أو يدخله أحد، ولم تصدر أي أوامر للأفراد بمغادرة المستشفى تحت تهديد السلاح".

عملية سرية داخل مستشفى

وفي الضفة الغربية قالت السلطات وشهود إن أفراداً من قوة إسرائيلية خاصة تخفوا في زي مسعفين وملابس نسائية اقتحموا مستشفى اليوم الثلاثاء وقتلوا ثلاثة فلسطينيين أعضاء في فصائل مسلحة، أحدهم مصاب بالشلل وطريح الفراش.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الثلاثة قُتلوا في عملية سرية مشتركة نفذها الجيش وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) والشرطة الحدودية في مستشفى ابن سينا بمدينة جنين، إحدى أكثر المدن اضطراباً بالضفة الغربية.

وقال الجيش إن أحد الرجال الثلاثة يدعى محمد وليد جلامنة وهو عضو في حركة "حماس" وكان يخطط لشن هجوم مثل الذي شنته الحركة من غزة على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، وذكر الجيش أيضاً أنه عثر على مسدس.

وأضاف الجيش أن الاثنين الآخرين هما الشقيقان باسل الغزاوي ومحمد الغزاوي المنتميان إلى "كتيبة جنين" والذراع المسلحة لحركة "الجهاد الإسلامي".

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الرجال الثلاثة ودعت الأمم المتحدة إلى ضمان حماية المراكز الصحية، قائلة في بيان إن "الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة داخل المستشفيات".

وأظهرت مقاطع مصورة التقطتها كاميرات المراقبة بالمستشفى نحو 10 جنود متخفين، منهم ثلاثة يرتدون ملابس نسائية واثنان يرتدون ملابس مسعفين، وهم يتجولون في ممر داخل مستشفى ابن سينا في جنين ومعهم بنادق هجومية.

وقال مدير المستشفى الطبيب نجي نزال إن الفريق الإسرائيلي دخل المستشفى قرابة الساعة الخامسة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي (03:30 بتوقيت غرينتش) وتسللوا إلى الطابق الثالث ودقوا الجرس لدخول العنبر الذي كان ينام فيه الثلاثة.

وذكر نزال لـ"رويترز"، "قاموا بتصفية الشباب الثلاثة في غرفتهم حيث كانوا نائمين على الأسرّة "، وتابع "قاموا بتصفيتهم بدم بارد مباشرة بأعيرة نارية في الرأس في الغرفة التي كانوا يمكثون فيها".

وبعد ساعات ظلت على السرير وسادة زرقاء اللون ملطخة بالدماء ومثقوبة بالرصاص، بينما تلطخ أيضاً بالدماء سرير قابل للطي على مقربة من الوسادة، وفيما يبدو أن الدماء ناتجة من إصابة بعيار ناري في الرأس.

وقال نزال إن باسل أيمن الغزاوي كان يتلقى الرعاية منذ الـ 25 من أكتوبر الماضي جراء إصابة في العمود الفقري أصابته بالشلل.

وذكرت حركة "الجهاد الإسلامي" المدعومة من إيران أن الشقيقين باسل ومحمد الغزاوي كانا عضوين بجناحها المسلح، بينما أكدت "حماس" أن جلامنة كان عضواً في "كتائب القسام".

وقال الجيش الإسرائيلي إن الرجال الثلاثة كانوا متخفين في المستشفى، وذكر أن ذلك "مثال آخر على استخدام المنظمات الإرهابية للمناطق المدنية والمستشفيات بلا اكتراث كملاجئ ودروع بشرية"، بينما تنفي "حماس" هذه المزاعم.

كل الإجراءات الضرورية

وشنت إسرائيل هجوماً على مدينة غزة شمال القطاع الفلسطيني بعد انسحاب قواتها من هناك، في وقت تعهدت واشنطن باتخاذ "كل الإجراءات الضرورية" للدفاع عن قواتها بعد سقوط قتلى داخل صفوفها في الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ بدء حرب غزة.

وتتعرض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لضغوط للرد بحزم من دون إثارة حرب أوسع، وذلك بعد يوم من مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين في الأردن وإصابة ما لا يقل عن 34 آخرين، في ما وصفته واشنطن بأنه هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون مدعومون من إيران.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس الإثنين في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، "لن نتسامح أنا والرئيس مع الهجمات على القوات الأميركية، وسنتخذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا".

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، "لا نريد حرباً أوسع مع إيران ولا نريد حرباً أوسع في المنطقة، لكن علينا أن نفعل ما يتعين علينا فعله".

ونفت إيران ضلوعها في الهجوم، وأمر بايدن في وقت سابق بشن هجمات انتقامية على الجماعات المدعومة من إيران، لكنه لم يوجه بقصف إيران مباشرة.

وأعلن بايدن أول من أمس الأحد أنه "مما لا شك فيه أننا سنحاسب كل المسؤولين عن الهجوم في الوقت المناسب لنا وبالطريقة التي نختارها".

غارات على مدينة غزة

في غضون ذلك قال سكان فلسطينيون إن إسرائيل شنت غارات جوية على أحياء في أنحاء مدينة غزة مما تسبب في مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص، وأضافوا أن الدبابات الإسرائيلية قصفت المناطق الشرقية من المدينة، فيما أطلقت الزوارق البحرية قذائف وطلقات نارية على المناطق الساحلية في الغرب.

وأعلنت إسرائيل أواخر العام الماضي انتهاء عملياتها تقريباً في شمال غزة، وتشير عودة القتال هناك إلى أن الحرب لا تسير بحسب الخطة، وذكر سكان أن معارك عنيفة بالأسلحة النارية وقعت قرب مستشفى الشفاء الرئيس في المدينة.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة ونقابة الصحافيين الفلسطينيين إن من بين القتلى صحافيين فلسطينيين هما عصام اللولو ومحمد عطا الله، إلى جانب عدد من أفراد أسرتيهما.

وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم إن القتال يشتد حول مستشفى ناصر، أكبر مستشفى لا يزال يعمل في غزة، وإنه لن يتمكن من مواصلة العمل إذا لم يتسن وصول مزيد من الإمدادات إليه.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن "الوضع حول مستشفى ناصر أصبح أسوأ ويتمثل ذلك في إطلاق النار والقتال حوله وصعوبة وصول الناس إليه أو صعوبة المغادرة".

ويؤوي المستشفى آلاف النازحين إضافة إلى الأطباء والمرضى، وقالت منظمة الصحة العالمية إن شحنة المواد الغذائية المخصصة للمستشفى تعرضت اليوم إلى هجوم من قبل حشود جائعة بسبب تأخر الإمدادات قرب نقطة تفتيش إسرائيلية، ولم تصل للمستشفى قط.

وقال ليندماير إنه لم يتم منح الإذن لتسليم وقود آخر من منظمة الصحة العالمية لمستشفى ناصر أمس الإثنين، على رغم وصول شحنة طبية.

وأضاف، "حالات الرفض والتأخير جزء من نمط يعوق وصول الإمدادات الإنسانية إلى المستشفيات، وقد يجعلها غير قادرة على العمل".

وقالت الأمم المتحدة إن مستشفى ناصر يضم مرضى يزيد عددهم على ثلاثة أمثال طاقته الاستيعابية، ووصف ليندماير المستشفى بأنه "رمز مهم"، وقال إنه في بعض الأحيان تجرى جراحات على الأرض داخله.

وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق إن نصف الطاقم الطبي فروا وإن طبيبين اثنين فقط من أصل 24 طبيباً لا يزالان في المستشفى.

وكرر ليندماير دعوة منظمة الصحة العالمية إلى المانحين لمواصلة تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقال "إنه تشتيت للانتباه، وبقدر أهمية هذه المناقشة دعونا لا ننسى القضايا الحقيقية على الأرض"، في إشارة إلى حجم المعاناة الإنسانية في غزة.

من جانبها أطلقت "حماس" أول وابل من الصواريخ منذ أسابيع على المدن الإسرائيلية، مما يثبت أن الحركة المسلحة التي تدير غزة لا تزال لديها القدرة على إطلاق الصواريخ بعد ما يقرب من أربعة أشهر من الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط ستة من أصل 15 صاروخاً، بينما قالت "حماس" إن إطلاق الصواريخ جاء رداً على سقوط قتلى في غزة، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين في إسرائيل حيث دوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية، وتسنى سماع دوي انفجارات.

عمليات إخلاء جديدة

قال سكان في قطاع غزة إن تجدد العنف يجعل من حكم محكمة العدل الدولية الذي دعا إسرائيل الأسبوع الماضي إلى بذل مزيد من الجهد لمساعدة المدنيين، أمراً مثيراً للسخرية، ويقول مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن 26637 فلسطينياً قتلوا خلال الصراع، ومن المحتمل وجود آلاف الجثث تحت أنقاض المباني المدمرة.

وأمرت إسرائيل بعمليات إخلاء جديدة للمناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في مدينة غزة، لكن الناس قالوا إن انقطاع خدمات الاتصال يعني أنهم لن يتمكنوا من التواصل مع ذويهم.

وتتهم إسرائيل "حماس" بالمسؤولية عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، وهو ما تنفيه الحركة.

ويطحن السكان في شمال قطاع غزة علف الحيوانات لصنع الطحين بعد نفاده إلى جانب الرز والسكر، وهو ما يلقي الضوء على أزمة مساعدات تفاقمت بسبب سحب الدعم الموجه لوكالة "أونروا".

وكانت الولايات المتحدة ودول أخرى عدة علقت مساعداتها للوكالة منذ الجمعة الماضي بعد أن قالت إسرائيل إن 12 من موظفي "أونروا" في غزة البالغ عددهم 13 ألفاً ضالعون في هجمات "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتي أدت إلى مقتل نحو 1200 شخص، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وأعلن متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه التقى مع رئيس التحقيقات الداخلية في المنظمة الدولية لضمان سير التحقيق في هذه الاتهامات "بسرعة وبأقصى قدر ممكن من الكفاءة".

وقال تقرير إسرائيلي إن 190 من موظفي "أونروا" هم من المسلحين، وأورد أسماء 11 منهم.

وقالت "أونروا" التي أعلنت مقتل أكثر من 150 من موظفيها منذ أكتوبر الماضي إنها ستضطر إلى إنهاء عملياتها في غضون شهر في حال عدم عودة التمويل.

وأضافت الوكالة التي يحتمي مليون فلسطيني في منشآتها أنها فصلت هؤلاء الموظفين فوراً بعد أن علمت بالمزاعم الإسرائيلية، كما استهدفت غارات جوية مدينة خان يونس بجنوب القطاع، محور الهجوم الإسرائيلي منذ الأسبوع الماضي، وأجبر الآلاف على الفرار مرة أخرى في نزوح جماعي يعتريه اليأس جنوباً سيراً على الأقدام، حاملين معهم أطفالهم وأمتعتهم.

وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء بتعليق تمويل "أونروا" معتبراً ذلك "عقاباً جماعياً" للفلسطينيين، وداعياً إلى إجراء تحقيق لكشف الحقائق.

"أمل حقيقي"

عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن الأمل بالتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف القتال في غزة مقابل الإفراج عن رهائن، بعد محادثات في باريس شارك فيها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وقطر.

وقال بلينكن للصحافيين إثر لقاء عقده خلال النهار في واشنطن مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إنه "أنجز عمل مهم جداً وبناء، وهناك بعض الأمل الحقيقي بينما نمضي قدماً".

وأضاف بلينكن أنه "يتعين على ’حماس‘ اتخاذ قراراتها الخاصة، ولا يسعني إلا أن أقول لكم إن هناك توافقاً قوياً بين البلدان المعنية على أن هذا المقترح جيد وقوي".

وعقدت في باريس الأحد الماضي محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وليام بيرنز ومسؤولين كبار من مصر وقطر وإسرائيل لبحث اتفاق هدنة في غزة.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي شارك في محادثات باريس أمس الإثنين إن هناك "تقدماً جيداً" خلال المحادثات وإن الأطراف "يأملون في نقل هذا الاقتراح إلى ’حماس‘ وإقناعها بالمشاركة في العملية بصورة إيجابية وبناءة".

ومساء أمس الإثنين شدد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" طاهر النونو في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية على أن الحركة تريد "وقف إطلاق نار شاملاً وكاملاً" في غزة.

وقال النونو "نتحدث أولاً عن وقف إطلاق نار شامل وكامل وليس عن هدنة موقتة".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف محادثات باريس بـ "البناءة"، وأشار مكتبه في بيان إلى أنه "لا تزال هناك خلافات بين الأطراف"، مضيفاً أن المحادثات ستتواصل خلال الأيام المقبلة.

الحدود الشمالية مع لبنان

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الإثنين أن جيشه "سيتحرك قريباً جداً" في شمال الدولة العبرية عند الحدود مع لبنان، حيث يتبادل القصف يومياً مع "حزب الله".

وأبلغ الوزير الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أن قوات أخرى منتشرة حالياً في القطاع الفلسطيني ستغادر المنطقة لتنتشر شمال إسرائيل، وقال غالانت "سيتحركون قريباً جداً، إذ ستعزز القوات في الشمال".

وتابع، "القوات القريبة منكم ستغادر الميدان وستتجه نحو الشمال استعداداً لما سيحصل تالياً".

وأشار إلى أن جنود احتياط سيتركون مواقعهم استعداداً لهذه العمليات المستقبلية.

وتبنى "حزب الله" أمس الإثنين مسؤولية 12 هجوماً على مواقع للجيش الإسرائيلي قرب الحدود باستخدام صواريخ إيرانية الصنع من طراز "فلق- 1".

وكذلك أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس الإثنين أنه نفذ ضربات ضد "حزب الله" رداً على ذلك، بما في ذلك "منشآت ونقطة مراقبة في قرى مركبا والطيبة ومارون الراس اللبنانية"، وأكد أيضاً إطلاق مقذوفات عدة من لبنان، مشيراً إلى أنه "رد باستهداف مواقع الإطلاق ومواقع أخرى في لبنان".

وفي وقت سابق هذا الشهر قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي إن احتمال نشوب حرب "خلال الأشهر المقبلة" شمال البلاد أصبح "أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي".

ومنذ بدء التصعيد قتل أكثر من 200 شخص في لبنان، وفي الجانب الإسرائيلي من الحدود قتل 15 شخصاً هم تسعة جنود وستة مدنيين، بحسب الجيش الإسرائيلي.

باريس تدين الدعوات إلى إعادة بناء مستوطنات في غزة

ودانت فرنسا أمس الإثنين تنظيم مؤتمر في القدس شارك فيه عشرات الوزراء الإسرائيليين دُعي خلاله إلى إعادة بناء مستوطنات إسرائيلية في غزة وإلى مغادرة الفلسطينيين هذا القطاع.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إنه "لا يعود للحكومة الإسرائيلية أن تقرر أين يجب أن يعيش الفلسطينيون على أرضهم"، مضيفة أن "فرنسا تدين عقد هذا المؤتمر وتتوقع من السلطات الإسرائيلية أن تدين بوضوح هذه المواقف".

وشدد البيان على أن "مستقبل قطاع غزة وشعبه سيكون في دولة فلسطينية موحدة تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل".

وشارك آلاف الإسرائيليين وبينهم وزراء من اليمين المتطرف وحلفاء لنتنياهو في مؤتمر بالقدس أول من أمس الأحد للمطالبة بإعادة بناء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة.

ورفض نتنياهو في تصريحات رسمية سابقة إعادة الاستيطان في غزة حيث تقاتل القوات الإسرائيلية مسلحي "حماس"، لكن المؤتمر يظهر أن الموقف الذي كان هامشياً في السابق قد اكتسب زخماً داخل حكومته اليمينية المتشددة.

المزيد من متابعات