ملخص
أثار وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون عاصفة من ردود الفعل من قبل نواب حزب "المحافظين" الحاكم بعد اقتراح قيام بلاده بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية
أثار وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون عاصفة من ردود الفعل من قبل نواب حزب "المحافظين" الحاكم بعد اقتراح قيام بلاده بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية.
وقال رئيس الوزراء السابق إن هذه الخطوة قد تساعد في جعل حل الدولتين، المتوقف حالياً بسبب المعارضة الشديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عملية "لا رجعة فيها".
اللورد كاميرون، وقبيل زيارة إلى الشرق الأوسط، تحدث عن كيفية زيادة الضغط على إسرائيل من قبل المملكة المتحدة وحلفائها من طريق النظر في الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
واعتبر السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط كلمات كاميرون "علامة بارزة"، لكن كبار أعضاء حزب "المحافظين" حذروا وزير الخارجية من الدفع بالأمور بعيداً وعدم التسرع في الأمر.
الوزيرة السابقة في الحكومة تيريزا فيليرز قالت إن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون "مكافأة على فظائع ’حماس‘" بعد الهجوم الإرهابي الذي قامت به في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال العضو البارز في الحزب أيضاً السير مايكل إليس إن هذه الخطوة قد تخاطر بتزويد "جهات فاعلة خطرة بمظاهر وقدرات الدولة".
لكن يبدو أن كبار أعضاء البرلمان من حزب المحافظين منقسمون بشأن هذه القضية. النائب البارز في الحزب المحافظين بوب سيلي – وهو عضو في لجنة الشؤون الخارجية المختارة – ذكر لـ "اندبندنت" أنه يرحب بفكرة اللورد كاميرون "البناءة".
وأضاف: "أعتقد أنها فكرة جذابة". أعتقد أن الاعتراف بدولة فلسطين عاجلاً وليس آجلاً قد يعطي العملية بعض الزخم المهم".
كما رحبت النائبة البارزة في حزب المحافظين، أليسيا كيرنز، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية، بتصريحات اللورد كاميرون، قائلة إنها تمثل "تغييرًا أساسيًا في موقف المملكة المتحدة".
وقالت لقناة "LBC" إنه أمر مرحب به للغاية من وجهة نظري. لكن ما أحتاج إلى استخلاصه من الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة هو، هل هذا موقف يظهر لإسرائيل أنه ما لم تقم بإصلاح سلوكياتها... أن هناك أدوات متاحة لنا؟ أم أنه التزام حقيقي تجاه الدولة الفلسطينية؟ وهو الأمر الذي علينا القيام به."
اللورد كاميرون وخلال حفل استقبال داخل البرلمان ضم السفراء العرب في لندن، قال إن هناك حاجة إلى منح الشعب الفلسطيني "أفقاً سياسياً" لإنهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس".
وزير الخارجية أشار إلى أن باستطاعة بريطانيا ودول أخرى الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين أثناء مفاوضات سلمية بدلاً من الانتظار للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل، وقال يوم الإثنين "يجب أن نبدأ في تحديد الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية وما ستشمله، وكيف ستعمل؟ ومع تحقيق ذلك سننظر نحن وحلفاؤنا في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة، وقد يكون هذا الاعتراف أحد الأمور التي تساعد في جعل هذه العملية أمراً لا رجعة فيه".
وزير الخارجية كان دعا نتنياهو الأسبوع الماضي إلى إعادة النظر في المحادثات الرامية إلى التوصل إلى حل الدولتين لتحقيق السلام للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وبدوره رفض نتنياهو ضغوط حلفائه الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، قائلاً إن الخطة ستعرض "دولة إسرائيل للخطر"، كما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي ما وصفه بـ "محاولة إجبارنا".
نتنياهو بدوره كان قد استبعد يوم الثلاثاء انسحاب إسرائيل من غزة أو إطلاق سراح آلاف المقاتلين، وهما مطلبان رئيسان لـ "حماس" في محادثات وقف إطلاق النار الجارية، وتعهد الزعيم الإسرائيلي في تصريحات صحافية مجدداً أن الحرب لن تنتهي حتى تحقيق "انتصار مطلق" على "حماس".
الحكومة البريطانية وكذلك وزير الدولة للشؤون الخارجية أندرو ميتشل ردا على تصريحات اللورد كاميرون يوم الثلاثاء بالإصرار على أنه "ما من تغيير" في سياسة المملكة المتحدة، وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيتم "في وقت يخدم قضية السلام على أفضل وجه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع ذلك رحب حزب "العمال" المعارض باقتراح اللورد كاميرون، وقال وزير الخارجية في حكومة الظل ديفيد لامي للنواب "كما قال كير ستارمر فإن الدولة ليست هبة يقدمها جار لك بل هي حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني".
وأضاف لامي، "أرحب بتبني وزير الخارجية هذا الموقف ورفض فكرة أن الاعتراف لا يمكن أن يأتي إلا بعد اختتام المفاوضات".
لكن وبينما أعرب أعضاء حزب "المحافظين" في البرلمان عن مخاوفهم في مجلس العموم يوم الثلاثاء، قالت السيدة فيليرز إنه "من المثير للقلق حقاً" أن اللورد كاميرون يبدو وأنه "غيّر نهج حكومة المملكة المتحدة في شأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وتساءلت فيليرز "هل يتفق الوزير معي على أن المضي قدماً وتسريع الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية سيكون بمثابة مكافأة لفظائع ’حماس‘؟".
وفي رده قال الوزير ميتشل "ليس هناك أية نية على الإطلاق لمكافأة ’حماس‘ على الأعمال المروعة التي ارتكبتها خلال مذبحة السابع من أكتوبر، لكن النقطة التي أوضحها وزير الخارجية هي أنه يجب علينا أن نمنح الشعب في الضفة الغربية وقطاع غزة ملموساً نحو إقامة دولة فلسطينية ومستقبل جديد، ولكن يجب علينا أن نفعل ذلك عندما يحين الوقت المناسب".
كما حذر السير مايكل إليس أيضاً من أن "الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية الآن يهدد بتزويد جهات فاعلة خطرة بمظاهر وقدرات الدولة".
وبدا أن النائب المحافظ غريغ سميث غير متفق أيضاُ في تصريحات اللورد كاميرون، حيث قال: "الحقيقة المروعة هي أن حماس لا تسعى إلى وقف إطلاق النار، ولا يمكن أن نتوقع بشكل معقول من إسرائيل أن تسعى إلى وقف إطلاق النار مع مجموعة تسعى بنشاط إلى تدميرها".
وقال ستيفن كراب، وهو وزير سابق آخر في الحكومة، إن لفتة اللورد كاميرون كانت "نبيلة" لكنه تساءل عما سيحققه "الحديث عن الاعتراف المبكر" بالدولة الفلسطينية في الأشهر المقبلة.
السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة وصف كلمات اللورد كاميرون بأنها علامة بارزة، حتى إنه ذهب إلى حد وصفها بـ "إعلان كاميرون" عبر بيان على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار زملط إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي ينظر فيها وزير خارجية المملكة المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطين، سواء على المستوى الثنائي أو في الأمم المتحدة، كخطوة نحو تيسير عملية السلام وليس نتيجة لها".
ومن المتوقع أن يعبر اللورد كاميرون، والذي بدأ زيارة للشرق الأوسط بدءاً من عُمان، عن التزام بريطانيا ببذل "كل ما في وسعها لمنع الصراع من التوسع خارج حدوده الحالية".
ومن المتوقع أن يلتقي كاميرون نظيره العُماني بدر البوسعيدي لمناقشة تهدئة التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء المنطقة.
وفي هذا السياق أثار الهجوم الأخير الذي شنته ميليشيات مدعومة من إيران في الأردن وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العشرات، مخاوف جديدة من مواجهة غربية مع طهران.
الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد ذكر يوم الثلاثاء الماضي أنه قرر طريقة رد الولايات المتحدة على الغارة القاتلة للطائرة المسيرة. هذا وقد أعلنت ميليشيا مدعومة من إيران تسمى المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها.
لكن بايدن لم يذكر الجهة التي سيستهدفها أي رد انتقامي. ورداً على سؤال عما إذا كان يلقي باللوم على إيران، قال بايدن: "أنا أحملهم [إيران] المسؤولية، بمعنى أنهم يزودون الأشخاص الذين فعلوا ذلك بالأسلحة". وأضاف الرئيس الأميركي: “لا أعتقد أننا بحاجة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط”.
© The Independent