ملخص
توقعت الاستطلاعات أن تكون نسب المشاركة منخفضة في أوساط الناخبين المؤهلين للتصويت بعد حملة انتخابية باهتة
قتل سبعة عناصر أمن وأصيب تسعة آخرون بجروح بانفجارين وقعا، اليوم الخميس، الأول خارج مركز اقتراع في جنوب غربي باكستان، وفق ما أفاد مسؤول أمني إقليمي، في حين وقع الثاني في شمال غربي البلاد.
وأفاد مسؤول من قوة "باكستان ليويز" شبه العسكرية في بلوشستان لوسائل الإعلام في رسالة نصية إن انفجاراً وقع في بلدة لاجا (جنوب غرب) قتل فيه "اثنان من عناصرنا وأصيب تسعة آخرون بجروح".
وأعلنت الشرطة الباكستانية في وقت سابق الخميس إن خمسة من أفرادها قتلوا في انفجار وإطلاق نار بشمال غرب البلاد، بينما أدلى ملايين الباكستانيين بأصواتهم في انتخابات تشريعية تشوبها اتهامات بالتزوير، إذ يقبع عمران خان رئيس الوزراء السابق الذي يحظى بشعبية واسعة في السجن، بينما يرجّح فوز المرشح المفضل بالنسبة إلى المؤسسة العسكرية رئيس الحكومة الأسبق نواز شريف.
وفي خطوة تفاقم المخاوف حيال نزاهة الاقتراع، أعلنت السلطات تعليق خدمات الهواتف المحمولة عبر البلاد "للمحافظة على القانون والنظام" بعد حملة انتخابية شهدت أعمال عنف دامية بينها انفجاران أمس الأربعاء أسفرا عن مقتل 28 شخصاً.
زعيم مسجون
وتوقعت الاستطلاعات أن تكون نسب المشاركة منخفضة في أوساط الناخبين المؤهلين للتصويت بعد حملة انتخابية باهتة خيّم عليها سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان والسجالات بين حزبه "حركة إنصاف" والمؤسسة العسكرية.
ويُتوقع أن يفوز حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز" بمعظم المقاعد الخميس، مع إشارة محللين إلى أن مؤسسه نواز شريف (74 سنة) نال رضا الجنرالات.
وخارج مركز اقتراع في إسلام أباد، أكدت طالبة علم النفس البالغة 22 سنة، حليمة شفيق، أنها عازمة على الإدلاء بصوتها. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية، "أؤمن بالديمقراطية. أريد حكومة يمكنها جعل باكستان أكثر أماناً بالنسبة إلى الفتيات".
لكن ناخباً آخر عبّر عن الشكوك ذاتها التي تراود كثر. وقال عامل البناء سيد تصوّر (39 سنة) إن "مصدر قلقي الوحيد يتمثل في مسألة إن كان صوتي سيُحسب للحزب الذي أدليت به لمصلحته. في الوقت ذاته، بالنسبة إلى الفقراء، لا فرق في من يحكم. نحتاج إلى حكومة يمكنها السيطرة على التضخم".
وفتحت مراكز الاقتراع عند الثامنة صباحاً (03:00 بتوقيت غرينتش) ومن المقرر أن تغلق أبوابها في تمام الساعة 17:00 مع مهلة ساعة إضافية للناخبين الموجودين داخل المراكز.
أمن الانتخابات
ونُشر أكثر من 650 ألف عنصر من الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة لتأمين الانتخابات التي شهدت أعمال عنف. إذ قُتل 28 شخصاً على الأقل الأربعاء وأصيب أكثر من 30 بجروح في تفجيرين وقعا خارج مكتبَي مرشحين في جنوب غربي باكستان، تبناهما تنظيم "داعش" بعد ساعات.
وقال ناطق باسم وزارة الداخلية "خسرنا أرواحاً ثمينة" في الهجمات الأخيرة في باكستان، مضيفاً أن "الإجراءات الأمنية ضرورية للمحافظة على القانون والنظام والتعامل مع أي تهديدات محتملة".
وأفاد في بيان، "اتُّخذ قرار بتعليق خدمة الهواتف المحمولة عبر البلاد موقتاً".
بدورها، حذرت منظمة "نتبلوكس" المعنية برصد الإنترنت في أنحاء العالم من أن تعليق الخدمة يهدد نزاهة الانتخابات.
وقال مدير المنظمة آلب توكر لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الممارسة بطبيعتها غير ديمقراطية ويُعرف عنها أنها تحد من عمل مراقبي الانتخابات المستقلين وتؤدي إلى وقوع تجاوزات في عملية التصويت". وأضاف أن "قطع الإنترنت القائم يوم الانتخابات في باكستان يعد من أكبر الانقطاعات التي شهدناها في أي بلد لجهة شدته وحجمه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت وزارة الخارجية الباكستانية أنه سيتم أيضاً إغلاق الحدود البرية مع إيران وأفغانستان المجاورتين أمام حركة السير اليوم الخميس كإجراء أمني.
ويتنافس حوالى 18 ألف مرشح للفوز بمقاعد في البرلمان الوطني وأربعة مجالس محافظات. تجري المنافسة على 266 مقعداً في البرلمان الوطني (مع 70 مقعداً إضافياً مخصصاً للنساء والأقليات) و749 مقعداً في البرلمانات الإقليمية.
انعكاس التاريخ
وتذكّر انتخابات الخميس باقتراع عام 2018 لكن مع انقلاب الحال. فحينذاك، استُبعد شريف من الترشح بسبب إدانته بالفساد في قضايا عدة بينما وصل خان إلى السلطة بفضل دعم الجيش له وتمتّعه بتأييد شعبي.
وقال المدير التنفيذي لمجموعة "غالوب باكستان" للاستطلاعات بلال غيلاني إن "تاريخ الانتخابات الباكستانية مليء باتهامات التزوير لكن أيضاً محاباة حزب سياسي معين. شهد عام 2018 ظروفاً مشابهة جداً". وأضاف "إنها ديمقراطية موجهة يديرها الجيش".
لكن بخلاف الانتخابات الأخيرة، حُذف اسم حزب المعارضة من بطاقات الاقتراع، ما أجبر مرشحي "حركة إنصاف" (بزعامة عمران خان) على الترشح كمستقلين.
وحُكم على خان، لاعب الكريكت الدولي السابق الذي قاد باكستان إلى النصر في كأس العالم لعام 1992، بالسجن لفترات طويلة بتهم الخيانة والفساد إلى جانب زواج غير شرعي.
الجيش قلق؟
ويشير محللون إلى أن مساعي تشويه سمعة خان تُعد دليلاً على حجم القلق في أوساط الجيش من احتمال تأدية المرشحين الذين اختارتهم "حركة إنصاف" دوراً حاسماً في انتخابات الخميس.
وما لم يحصل شريف على الغالبية التي تمكنه من الحكم، سيتولى السلطة على الأرجح من خلال ائتلاف مع شريك أو أكثر أصغر، بما في ذلك "حزب الشعب الباكستاني"، وهو حزب عائلي يقوده بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو.
وأشارت الاستطلاعات إلى أن الانتخابات تركت لدى السكان شعوراً "بالإحباط" إلى حد غير مسبوق منذ سنوات. ويؤكد مراقبون أن الفائز سيرث دولة تعاني انقسامات عميقة واقتصاداً منهاراً.
ووصل معدل التضخم إلى نحو 30 في المئة بينما الروبية الباكستانية في حالة انهيار منذ ثلاث سنوات فيما أدى العجز في ميزان المدفوعات إلى تجميد الواردات وعرقلة النمو الصناعي بشكل كبير.