ملخص
لم تكن واشنطن تولي اهتماماً كافياً بدول أميركا اللاتينية، وهو ما تسعى إدارة بايدن إلى تداركه عبر زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عقب جولة له في الشرق الأوسط وأوروبا
يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل للمرة الأولى إلى البرازيل والأرجنتين، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية، أمس الجمعة، فيما تسعى واشنطن إلى تعزيز علاقاتها مع قادة هذين البلدين الواقعين في أميركا اللاتينية.
وسيلتقي وزير الخارجية الأميركي الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي في بوينوس آيريس. وسيحضر أيضاً اجتماعاً لوزراء خارجية مجموعة الـ20 في ريو دي جانيرو. وفي هذه المناسبة، يمكن أن يعقد لقاءً نادراً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ويكثف بلينكن جولاته الدولية، لكنه لم يسبق أن زار البرازيل، أكبر اقتصاد والدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أميركا اللاتينية، منذ تعيينه قبل ثلاث سنوات.
يرتبط هذا الغياب جزئياً بواقع أن البرازيل كان يحكمها حتى عام 2023 الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو حليف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وعاد خليفته اليساري لولا (78 سنة) الذي كان رئيساً للبرازيل من 2003 إلى 2010، إلى السلطة منذ ذلك الحين وتوجه إلى العاصمة الأميركية بعيد انتخابه للقاء الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
نقاط الخلاف
وإذا كان الرئيسان يتشاطران الطموحات نفسها في مكافحة الاحتباس الحراري والدفاع عن حقوق العمال والقيم الديمقراطية، فإن عديداً من النقاط الأخرى تفصل بينهما.
لولا، على سبيل المثال، لا يشاطر واشنطن سياسة عزل روسيا التي اعتمدتها بعد بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، معتبراً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقوى الغربية لها حصة من المسؤولية عن الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقول مديرة المعهد البرازيلي التابع لمركز ويلسون للأبحاث، برونا سانتوس، إن إدارة بايدن انتهى بها الأمر بعد عام من سلطة لولا، إلى فهم "أنهم يمكن أن يكونوا أصدقاء جيدين، وحلفاء في بعض الأحيان، لكن أيضاً غير حلفاء في أوقات أخرى".
غير أن سانتوس تشدد على أن البرازيليين يأسفون لأن إدارة بايدن تركز على أوكرانيا والشرق الأوسط، لكن اهتمامها بأميركا اللاتينية أقل. وتخلص إلى القول إن "هناك شعوراً بأن هذه العلاقة لا ترقى إلى مستوى إمكاناتها، وأنه لا يتعامل معها كأولوية".
أوضاع فنزويلا
خلال زيارته البرازيل، يتوقع أن يناقش بلينكن أيضاً الوضع في فنزويلا.
وتتباين مواقف البلدين بصورة كبيرة حول هذه القضية، إذ على عكس الأميركيين، يلزم لولا الصمت حيال رفض نيكولاس مادورو خوض مرشحي المعارضة الانتخابات.
وشدد المسؤول الرفيع في الخارجية الأميركية لشؤون أميركا اللاتينية براين نيكولز، الجمعة، على "أهمية العلاقات والاتصالات" بين البرازيل وإدارة مادورو، مشيراً إلى أنها "قادرة على نقل رسائل أساسية إليه".
استفزاز أرجنتيني
في الأرجنتين يلتقي بلينكن الرئيس الجديد الليبرالي اليميني خافيير ميلي الذي تولى منصبه في ديسمبر (كانون الأول).
ومن المقرر أن يتوجه ميلي المعروف بآرائه الاستفزازية، والذي يرى كثر أوجه شبه في الأسلوب بينه وبين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بعد أيام على لقائه بلينكن، إلى واشنطن لحضور مؤتمر للمحافظين إلى جانب الملياردير الجمهوري.
وسبق أن أكدت إدارة بايدن الديمقراطية استعدادها للعمل مع الرئيس الأرجنتيني الجديد الذي تعتبره حليفاً محتملاً، بالنظر خصوصاً إلى دعمهما المشترك لإسرائيل التي تشن حرباً في غزة.
وقال نيكولز في تصريح لصحافيين "نريد أن نكون الشريك المفضل للأرجنتين"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستشجع ميلي على اختيار مقاتلات أميركية بدلاً من الصينية لتحديث قواته الجوية.
خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية مجموعة الـ20 في نيودلهي خلال مارس (آذار) 2023، عقد بلينكن لقاءه الثنائي الوحيد مع نظيره الروسي منذ الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
ومن المقرر أن يعقد لقاءً جديداً بينهما في ريو دي جانيرو في وقت يتعثر فيه الدعم الأميركي لكييف في الكونغرس في واشنطن بسبب معارضة الجمهوريين إقرار حزمة مساعدات حاسمة جديدة.