Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسلحة حرب فيتنام تتلف الدماغ تماماً كمرض "ألزهايمر"

دراسة جديدة: النتائج يمكن أن تفيد المحاربين القدامى الذين تعرضوا لـ "العامل البرتقالي"

اكتشف باحثون في ولاية كاليفورنيا الأميركية أنواعاً تبدو واعدة في طرق التعامل مع مشكلة المبيدات (رويترز)

ملخص

ضرر الأسلحة الكيماوية التي استخدمت في حرب فيتنام قد يوازي تبعات مرض "ألزهايمر".

كشفت دراسة حديثة أن "العامل البرتقالي" Agent Orange، وهو في الأساس مبيد أعشاب أعيد استخدامه كسلاح كيماوي في حرب فيتنام، يسبب تلفاً في الدماغ، يشبه الأعراض الباكرة لمرض "ألزهايمر".

ولاحظ الباحثون أن المادة الكيماوية تضعف الفص الجبهي، وهو الجزء الأمامي من الدماغ الذي يقع في مقدم نصفي الكرة الدماغية، لدى الفئران التي تعرضت لها، مما يؤدي إلى حدوث تشوهات مشابهة لتلك التي تظهر على الأفراد الذين يعانون داء ألزهايمر في مراحله الباكرة.

ويرى الباحثون أن الاكتشافات الأخيرة هذه تعد حاسمة بالنسبة إلى قدامى المحاربين (لجهة فهم الآثار طويلة الأمد على صحتهم) الذين قد تعرضوا لـ "العامل البرتقالي" خلال حرب فيتنام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن العامل البرتقالي معروف بأنه سامّ وقد توقف استخدامه على مدى أعوام طويلة، إلا أن الباحثين لا يزالون يحاولون أن يفهموا بدقة كيف يسبب الأعراض المرتبطة بالدماغ.

وأشارت المؤلفة المشاركة في الدراسة سوزان أم دي لا مونتي، وهي أستاذة الطب المخبري وجراحة الدماغ والأعصاب من "جامعة براون" Brown University في الولايات المتحدة، إلى أن "إظهار وجود صلة بين التعرض السابق لـ ’العامل البرتقالي‘ والأمراض التنكسية العصبية في وقت لاحق، يمكن أن يقدم للمحاربين القدامى فرصاً لطلب المساعدة الطبية".

وكانت القوات الأميركية استخدمت "العامل البرتقالي" كسلاح كيماوي على نطاق واسع خلال حرب فيتنام، وكثيراً ما رُش فوق أراضي العدو بواسطة طائرات أميركية.

وكشفت تقارير حكومية أميركية على مدى عقود من الزمن أن التعرض لـ "العامل البرتقالي" أدى إلى تشوهات خلقية وإعاقات في النمو بين الأطفال الذين ولدوا لنساء فيتناميات كن يعشن في المناطق المتضررة.

وترتبط المادة الكيماوية أيضاً بزيادة أخطار الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري لدى الأفراد الذين تعرضوا لها.

يشار إلى أن القوات الأميركية والكورية الجنوبية المتمركزة قرب أراضي العدو تعرضت أيضاً للمادة الكيماوية السامة، وبما أن بعض المكونات السامة لـ "العامل البرتقالي" موجودة أيضاً في أسمدة عشبية أخرى، يؤكد العلماء أن النتائج لها آثار أوسع بكثير.

وتقول الدكتورة دي لا مونتي إن "هذه المواد الكيماوية لا ينحصر تأثيرها في قدامى المحاربين وحسب، بل يطاول جميع السكان".

وفي إطار الدراسة فقد أخضع الباحثون عينات من أنسجة دماغ فئران تعرضت بصورة تراكمية لـ "العامل البرتقالي" وكذلك لمكوناته الكيماوية الفردية، وراقبوا بدقة الآليات الأساس والتغيرات الجزيئية المرتبطة بتأثيره.

وكشفت النتائج التي توصلوا إليها عن أن مبيدات الأعشاب ومكوناتها يمكن أن تؤدي إلى تنكس خلايا الدماغ، وأن تحدث تشوهات تشير إلى إصابة خلاياه، كما يمكنها أن تحفز تلف الحمض النووي فيه وتؤدي إلى مضاعفات أخرى.

وخلص الباحثون إلى استنتاج مفاده أن "العامل البرتقالي" إلى جانب المواد الكيماوية المكونة له مثل "حمض 2.4 ثنائي كلوروفينوكسي أسيتيك"  2.4-Dichlorophenoxyacetic Acid، و"حمض2.4.5  ثلاثي كلوروفينوكسي أسيتيك" 2.4.5-Trichlorophenoxyacetic Acid يحدث "آثاراً ضارة كبيرة" في الدماغ.

ولفتت الدكتورة دي لا مونتي إلى أن "هذا هو بالضبط السبب الذي يجعل التعمق في تأثيرات هذه المواد الكيماوية أمراً بالغ الأهمية، فهي تتسرب إلى مصادر المياه لدينا، وهي موجودة في كل مكان، وقد تعرضنا جميعاً لخطرها".

ويرى الباحثون أن النتائج الأخيرة التي توصل إليها يمكن أن توفر رؤى قيمة لفهم الأعراض العصبية التي لوحظت لدى قدامى المحاربين الأميركيين والسكان الفيتناميين المحليين الذين تعرضوا للمادة الكيماوية السامة أثناء الحرب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم