طلبت والدة المعارض الروسي أليكسي نافالني، أمس الثلاثاء، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسليمها جثة ابنها "فوراً"، في حين اتهم أنصار المعارض السلطات بإخفاء جثمانه للتستر على "جريمة قتل".
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرض، الجمعة المقبل، "رزمة عقوبات شديدة" على روسيا إثر وفاة نافالني.
وقال الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، إنه استدعى القائم بالأعمال الروسي في بروكسل وأبلغه "استياءه"، فيما استدعت بولندا وإيطاليا وبلجيكا سفراء روسيا لديها.
منذ إعلان وفاته في أحد سجون المنطقة القطبية الشمالية في 16 فبراير (شباط)، تحاول والدة نافالني ومحاميه الوصول إلى جثته من دون جدوى.
لكن المحققين الروس أكدوا أنهم لن يعيدوا جثته قبل 14 يوماً على الأقل من أجل إجراء "معاينة"، بحسب فريق الخصم. ومن الممكن تمديد هذه المهلة لأسابيع، وفق ما أفاد محامون.
وفي مقطع مصور نُشر، أمس الثلاثاء، خاطبت والدة المعارض ليودميلا نافالنايا الرئيس الروسي مباشرة لتحقيق مرادها، في حين لم يعلّق بوتين على وفاة خصمه الرئيس بعد ثلاث سنوات أمضاها في السجن.
وقالت ليودميلا في مقطع الفيديو الذي تم تصويره بالقرب من السجن حيث توفي ابنها "أناشدك يا فلاديمير بوتين، حل القضية بيدك وحدك. دعني أرى ابني أخيراً. أطالب بتسليم جثمان أليكسي فوراً كي أتمكن من دفنه بطريقة إنسانية".
الكرملين يرفض الاتهامات
ولم يرد الكرملين على الفور، لكنه رفض، الثلاثاء، اتهامات أرملة المعارض التي قالت فيها، إن الرئيس الروسي مسؤول عن موته.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بالطبع إنها اتهامات باطلة وفظة بحق رئيس الدولة الروسية. لكن نظراً إلى أن يوليا نافالنايا باتت أرملة قبل بضعة أيام، لن أعلق" على الأمر.
وردت يوليا نافالنايا على حسابها في موقع "إكس": "لا أكترث لكيفية تعليق المتحدث باسم القاتل على كلامي. أعيدوا جثة أليكسي ودعونا ندفنه بشكل لائق، ولا تمنعوا الناس من توديعه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مقطع فيديو نُشر، الإثنين، تعهدت نافالنايا مواصلة عمل زوجها ونضاله.
وكانت منصة "إكس" قد علقت، الثلاثاء، لنحو ساعة حساب نافالنايا الذي أنشأته، الإثنين، بعد إعلانها تولي مهام زوجها، بسبب انتهاك قواعد الاستخدام.
وحضرت نافالنايا، الإثنين، اجتماعاً لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي دعت خلاله الدول الـ27 إلى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في منتصف مارس (آذار)، التي يفترض أن تشهد بقاء الرئيس الروسي في السلطة لولاية جديدة، في غياب أي معارضة.
حملة تضييق
في روسيا، قُمعت المحاولات الخجولة لتوجيه تحية لذكرى المعارض الراحل، في أوج حملة تضييق وقمع تقوم بها السلطات منذ الهجوم على أوكرانيا في فبراير 2022.
واعتقلت الشرطة الروسية نحو 400 شخص في حوالى 40 مدينة كانوا يرغبون في وضع الزهور وإضاءة الشموع تكريماً لنافالني.
واعتبر المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء، أن هذه الاعتقالات مبررة، مشيراً إلى أن "رجال الأمن يتصرفون ضمن إطار القانون".
من جهة أخرى، وصف بيسكوف قيام بوتين، الإثنين، بترقية كبار المسؤولين في إدارة السجون بأنه إجراء روتيني، بعد ثلاثة أيام من وفاة خصمه، قائلاً "إنها "إجراءات طبيعية".
توفي المعارض الروسي والخصم الأول لبوتين، الجمعة، عن عمر يناهز 47 سنة، في سجن الدائرة القطبية الشمالية في منطقة يامال حيث كان يمضي حكماً بالسجن 19 عاماً بتهمة "التطرف".
وكان نافالني قد سُجن منذ عودته إلى روسيا مطلع عام 2021، وتدهورت حالته الصحية منذ أشهر. خلال فترة سجنه أمضى حوالى 300 يوم في السجن التأديبي حيث الظروف قاسية.
وأثارت وفاة نافالني موجة تنديد واسعة في الغرب الذي حمّل السلطات الروسية مسؤولية وفاة المعارض داخل سجنه.
وفي باريس، طالبت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، الثلاثاء، بفتح "تحقيق مستقل ومعمق" بوفاة المعارض الروسي.
وتعهد المعارض الروسي إيليا إياشين المحكوم عليه بالسجن ثماني سنوات ونصف سنة لإدانته الهجوم على أوكرانيا، بمواصلة معركته.
وفي رسالة نشرها أقرباؤه على وسائل التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، قال إنه "مقتنع" بأن فلاديمير بوتين "أمر" بقتل صديقه القديم أليكسي نافالني.