ملخص
حي الزيتون بشمال غزة مرشح لتنفيذ الخطة التي بموجبها سيقوم التجار المحليون وقادة المجتمع المدني بتوزيع المساعدات الإنسانية.
قال مسؤول إسرائيلي كبير الخميس إن تل أبيب تسعى إلى تعيين فلسطينيين لا ينتمون إلى حركة "حماس" لإدارة الشؤون المدنية في مناطق بقطاع غزة يتم تحديدها لتكون أرض اختبار لإدارة القطاع بعد الحرب.
لكن "حماس" ردت أن "الخطة التي صرح المسؤول الإسرائيلي بأنها ستستبعد أيضاً أي موظف مدرج على قوائم الرواتب لدى السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً، ستكون إعادة احتلال إسرائيلي لغزة ومحكوم عليها بالفشل".
وقال المسؤول الإسرائيلي إن "الجيوب الإنسانية" المزمعة ستطلق في المناطق التي تم طرد "حماس" منها في القطاع، لكن نجاحها في نهاية المطاف سيتوقف على تحقيق إسرائيل هدف تدمير الحركة في القطاع الساحلي الصغير الذي تسيطر عليه.
وأوضح المسؤول لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته أنه "نبحث عن الأشخاص المناسبين للارتقاء إلى مستوى المسؤولية، لكن من الواضح أن هذا سيستغرق وقتاً، إذ لن يتقدم أحد إذا اعتقد بأن حماس ستطلق النار على رأسه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف المسؤول أن الخطة "قد تتحقق بمجرد تدمير حماس وانتهاء خطرها على إسرائيل أو سكان غزة".
وذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن حي الزيتون شمال مدينة غزة مرشح لتنفيذ الخطة التي بموجبها سيقوم التجار المحليون وقادة المجتمع المدني بتوزيع المساعدات الإنسانية.
وأردفت أن الجيش الإسرائيلي سيوفر الأمن حول حي الزيتون، ووصفت التوغلات المتجددة للقوات هناك هذا الأسبوع بأنها تهدف إلى القضاء على فلول معقل لـ"حماس" تعرض لضربة شديدة في المراحل الأولى من الحرب.
ولم يرِد تأكيد رسمي لتقرير القناة 12.
عبث وتخبط
رداً على سؤال حول تعليقات المسؤول الإسرائيلي وتقرير القناة 12 اعتبر رئيس الدائرة السياسية لـ"حماس" في الخارج سامي أبو زهري أن مثل هذه الخطة ستكون إعادة احتلال من إسرائيل لقطاع غزة الذي سحبت منه قواتها ومستوطنيها عام 2005، وتقول إسرائيل إنها ستحتفظ بسيطرة أمنية لأجل غير مسمى على غزة بعد الحرب، لكنها تنفي أن يكون ذلك من قبيل إعادة الاحتلال.
وقال لـ"رويترز"، "نحن واثقون أن هذا المشروع هو نوع من العبث والتخبط ولن ينجح بأي حال من الأحوال".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أيضاً أن السلطة الفلسطينية التي تمارس سلطة محدودة في الضفة الغربية، سيتم منعها أيضاً من أن تكون شريكاً في "الجيوب الإنسانية" بسبب عدم إدانتها لهجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتقول إسرائيل إن المسلحين قتلوا 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة في هذه العملية، مما أدى إلى هجوم بري وجوي إسرائيلي على قطاع غزة تفيد سلطات الصحة هناك بأنه أسفر عن مقتل ما يقارب 30 ألف شخص.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن "كل من شارك، أو حتى لم يعلن إدانة (هجوم) السابع من أكتوبر مستبعد".
وأبدى واصل أبو يوسف، المسؤول الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية التي تنتمي إليها السلطة الفلسطينية، رفضه للخطة الإسرائيلية.
وقال أبو يوسف "كل ما تقوم به إسرائيل لتغيير المعالم الجغرافية والديموغرافية في غزة لن يعرف النجاح، والحديث عن إدارة محلية هنا أو هناك هي محاولات إسرائيلية بائسة لن تؤدي إلى شيء، والشعب الفلسطيني الذي صمد أمام آلة الحرب الإسرائيلية على مدى 140 يوماً حتى الآن لن يقبل إلا بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
ودعت الولايات المتحدة إلى "إعادة تنشيط" السلطة الفلسطينية لتحكم غزة بعد الحرب، لكن تل أبيب لم تتقبل الفكرة، مشيرة إلى أن رام الله تقدم تعويضات للمسلحين المسجونين.
ومع ذلك، قال المسؤول إن إسرائيل ستكون مستعدة للنظر في ضم شركاء إلى "الجيوب الإنسانية" ممن لهم صلات سابقة بحركة "فتح" التي تهيمن على السلطة الفلسطينية، وهي نظير أكثر علمانية لـ"حماس".