ملخص
مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث، صعدت القوات الروسية هجماتها العنيفة وسيطرت على بلدة أفدييفكا الاستراتيجية الواقعة شرقاً فيما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات جراء نقص الذخيرة.
حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة دولاً غربية على الإسراع في إمداد بلاده بأنظمة للدفاع الجوي وبمقاتلات، وذلك عشية الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية - الأوكرانية.
وجاءت دعوة زيلينسكي في حين لا تزال حزمة مساعدات أميركية عالقة في الكونغرس في مقابل ارتفاع في معنويات الروس بعد تحقيقهم مكاسب ميدانية في الأسابيع الأخيرة.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي عقده في مدينة لفيف في الغرب الأوكراني إن "المساعدات العسكرية الجوية "هي الأهم"، مشدداً على ضرورة إمداد بلاده بـ"دفاعات جوية وبمقاتلات". وقال "المهم أن تأتي قراراتنا في حينها، أعتقد أنها الأولوية"، مشيراً إلى أنه خلال الهجوم المضاد لبلاده العام الماضي تأخر وصول شحنات تم التعهد بها لأوكرانيا. وشدد على الأهمية الكبرى للدفاعات الجوية في حماية أرواح المدنيين و"تقوية جيشنا على خط الجبهة".
وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، في خضم توافد لقادة غربيين إلى أوكرانيا تعبيراً عن دعمهم لكييف في حرب تدخل غداً السبت عامها الثالث.
وتعهدت الدنمارك المنضوية في حلف شمال الأطلسي تسليم أوكرانيا مقاتلات "أف-16" في وقت لاحق من العام الحالي، كما أن دولاً عدة أعضاء في التكتل تتولى منذ أشهر تدريب طيارين أوكرانيين على الطائرات المتطورة.
وتعتمد أوكرانيا على الدعم الغربي في مواجهة هجمات روسية تسارعت وتيرتها مع سعي موسكو إلى الاستفادة من استنزاف موارد كييف في ساحة المعركة.
ولا تزال حزمة مساعدات لأوكرانيا بـ60 مليار دولار عالقة في الكونغرس الأميركي وسط سجال سياسي داخلي حول جدواها وربطها بشروط على صلة بتشريعات لوقف تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
اتهام في الأمم المتحدة
اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة بتجاهل الإرادة العالمية مع دخول الحرب الروسية ضد كييف عامها الثالث.
وجاء الاجتماع في توقيت تستعد فيه كييف لإحياء الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية الواسع النطاق لأراضيها، في حين لا تزال حزمة مساعدات أميركية حيوية لأوكرانيا عالقة في الكونغرس الأميركي في مقابل ارتفاع في معنويات الروس على خلفية تحقيقهم مكاسب ميدانية في الأسابيع الأخيرة.
على رغم خطابات ألقاها وزراء خارجية غربيون بارزون، لن يجرى أي تصويت على صلة بالنزاع، خلافاً للعام الماضي، مع انشغال الأمم المتحدة بالحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس".
وكانت الأمم المتحدة قد دعت في مثل هذا الوقت من العام الماضي إلى انسحاب فوري للقوات الروسية في نص نال تأييد 141 بلداً واقتصر معارضوه على سبع دول.
لكن مصدراً دبلوماسياً قال في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن "المزاج تغير" عن العام الماضي، وإن "البلدان العربية ستتذكر كيف صوتت كييف على (نص متصل) بغزة"، بعدما امتنعت أوكرانيا عن التصويت لصالح دعوة إلى وقف إطلاق نار فوري في الجمعية العامة.
وقال كوليبا إن "روسيا تتجاهل إرادة الغالبية العالمية، هي تواصل عدوانها وتدفع بمزيد من الرجال في لهيب الحرب". وأضاف "يمكننا أيضاً أن نرى أنه في هاتين السنتين، ما انفك الأمن العالمي يتدهور مع اندلاع مزيد من الحروب والنزاعات حول العالم. أحد أسباب هذا الأمر هو الجرح النازف في قلب أوروبا".
وأكد كوليبا أن أوكرانيا "تعمل بصورة نشطة" تحضيراً لقمة سلام ستعقد في سويسرا، في مبادرة سارعت روسيا لوصفها بأنها "غير مجدية".
دعوة سويسرية
ودعا وزير الخارجية السويسري إيغناسيو كاسيس كل الدول الأعضاء للمشاركة في المحادثات التي قال إنها ستعقد قبل حلول الصيف، لكن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا رفض المبادرة، وقال "يجب عدم إضاعة الوقت في خطط كييف غير المجدية للتفاوض على أساس ما يسمى (صيغة سلام) للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي". وأشار إلى أن المبادرة "ليست إلا إنذاراً ومحاولة لجذب أكبر عدد ممكن من البلدان إلى اجتماعات لا نهاية لها حول هذا المشروع الخيالي بأي ثمن".
وتعتمد أوكرانيا على دعم عسكري غربي في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات روسية تتسارع وتيرتها مع سعي موسكو للاستفادة من استنزاف موارد كييف في ساحة المعركة.
ويتوجه قادة غربيون في نهاية الأسبوع إلى أوكرانيا تعبيراً عن دعمهم لكييف مع استمرار الحرب ومرور عامين على قتال تخوضه قوات أوكرانية مستنزفة في مواجهة جيش أكبر وأغنى.
وقال كوليبا في الأمم المتحدة "ممتن لكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي دعمت بصورة مستمرة دعوات أطلقت في الجمعية العامة لإدانة العدوان الروسي على أوكرانيا ولحض موسكو على وقف الأعمال العدائية". وأضاف "هذه الجمعية أظهرت في مناسبات عدة أن الغالبية العالمية تقف إلى جانب أوكرانيا".
وحذرت كييف اليوم الجمعة من أن روسيا كثفت هجماتها في منطقة دونيستك (شرق)، وخصوصاً على بلدة ماريينكا الواقعة إلى الغرب من مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية.
وهذا الأسبوع قال الجيش الروسي إنه سيطر على قرية بوبيدا الصغيرة الواقعة على مسافة خمسة كيلومترات غرب مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وإن قواته "تتقدم غرباً" بعد سيطرتها على أفدييفكا.
هجوم على الشرق
أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية اليوم الجمعة أن روسيا كثفت هجماتها في منطقة دونيتسك (شرق البلاد) وخصوصاً على بلدة ماريينكا بعد سيطرتها على أفدييفكا التي لها دلالات رمزية كبيرة.
ومع اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث، صعدت القوات الروسية هجماتها العنيفة وسيطرت على بلدة أفدييفكا الاستراتيجية الواقعة شرقاً، فيما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات جراء نقص الذخيرة.
وقال المتحدث باسم الجيش دميترو ليخوفيي في ساعة متأخرة الخميس إن منطقة ماريينكا باتت "نقطة ساخنة أخرى" عقب سقوط أفدييفكا.
وأضاف أن "قرب قريتي نوفوميخايليفكا وبوبيدا، حاول العدو بدعم من مروحيات اختراق دفاعات قواتنا 31 مرة". وتقع القريتان جنوب غربي ماريينكا.
وأعلنت روسيا أمس الخميس أن قواتها سيطرت على بوبيدا.
بعد سقوط أفدييفكا تتقدم القوات الروسية غرباً وترغم القوات الأوكرانية على مزيد من التراجع من بلدة دونيتسك التي يسيطر الانفصاليون على جزء كبير منها.
ووصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع الوضع على الجبهة بأنه "صعب جداً" بسبب تأخر وصول إمدادات الدعم العسكرية الغربية.
وقال القائد العسكري المسؤول عن القطاع أولكسندر تارنافسكي في تصريحات تلفزيونية إن القوات الروسية اشتبكت مع الأوكرانيين 43 مرة في ماريينكا الخميس.
وأضاف تارنافسكي أن "منطقة دونيتسك، باتجاهي أفدييفكا ومارينكا، لها النصيب الأكبر من الضربات الجوية والمدفعية وبالمسيرات". وأكد أنه "ممتن لقواتنا على صمودهم في الحفاظ على خط الدفاع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن المتحدث باسم الجيش الأوكراني ليخوفيي أكد تحقيق مكاسب، مضيفاً "في اتجاهي أفدييفكا وماريينكا استعاد جنودنا عديداً من المواقع" الخميس وقرب أفدييفكا "أكثر من 12 محتلاً روسياً قتلوا أو استسلموا لجيشنا".
أعلنت روسيا أنها سيطرت على ماريينكا غرب دونيتسك في ديسمبر (كانون الأول) الماضي فيما قالت أوكرانيا إن قواتها لا تزال عند أطراف المدينة.
وماريينكا التي كانت تعد 10 آلاف نسمة، بؤرة للقتال منذ 2014 ودمرت بالكامل.
تحديث القوات النووية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة تحديث 95 في المئة من القوات النووية الاستراتيجية الروسية، مؤكداً أن القوات الجوية تسلمت للتو أربع قاذفات جديدة فرط صوتية وقادرة على حمل رؤوس نووية.
أدلى بوتين بهذه التصريحات في كلمة مسجلة لمناسبة الذكرى السنوية ليوم المدافع عن أرض الآباء في روسيا، وهو احتفال خاص بالقوات المسلحة.
وأشاد الرئيس الروسي عشية الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في أوكرانيا بالجنود الذين يقاتلون هناك، ووصفهم بأنهم أبطال يقاتلون من أجل "الحقيقة والعدالة".
وقال "اليوم، وصلت حصة الأسلحة والمعدات الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية إلى 95 في المائة".
أضاف "التالي هو التطوير والإنتاج المتسلسل للنماذج الواعدة، وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري".
خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، نقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيس الشركة المصنعة لصاروخ "زيركون" الفرط صوتي قوله إن إدخال الصاروخ إلى الخدمة "ليس إجراءً سريعاً" ويحتاج إلى "قدر معين من الاختبارات".
استهداف أوديسا
قال الجيش الأوكراني والحاكم الإقليمي أوليه كبير، اليوم الجمعة، إن طائرة مسيرة روسية قصفت منطقة تجارية في مدينة أوديسا على البحر الأسود بأوكرانيا ما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص. وأضاف الجيش أن روسيا أطلقت 31 طائرة مسيرة على أوكرانيا، خلال الليل، ودمرت الدفاعات الجوية 23 منها.
وفي منشور على "تيليغرام"، قالت القوات الجنوبية التابعة للجيش إنها اعترضت تسع طائرات مسيرة، لكن إحداها قصفت منطقة قريبة من الميناء مما تسبب في نشوب حريق.
وانتشل رجال الإطفاء جثة واحدة مع احتمال وجود أشخاص عالقين تحت الأنقاض بينما تكافح فرق الطوارئ للسيطرة على الحريق. وذكر المنشور أنه تم إنقاذ حارسة أمن من أحد المباني من دون أن تصاب بأذى.
وقال الحاكم الإقليمي كيبر على "تيليغرام" "تم العثور على جثتي شخصين آخرين تحت الأنقاض، في المجمل، توفي ثلاثة أشخاص نتيجة لهجوم العدو".
وأوضح الجيش أن روسيا استخدمت، أيضاً، صواريخ في الهجوم لكنها فشلت في إصابة أي أهداف.
عقوبات جديدة
وتعلن الولايات المتحدة اليوم الجمعة فرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف أكثر من 500 كيان مرتبط "بداعميها وآلتها الحربية"، وفق ما صرحت متحدثة باسم وزارة الخزانة الأميركية الخميس.
وقالت المتحدثة "ستكون هذه أكبر حزمة منذ بدء هجوم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على أوكرانيا"، مؤكدة أن العقوبات ستتخذها كل من وزارتي الخزانة والخارجية.
كان البيت الأبيض قد أشار في وقت سابق الخميس إلى أنه سيتم الإعلان عن عقوبات "كبيرة" ضد روسيا الجمعة، رداً على وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، وكذلك مع حلول ذكرى مرور عامين على بدء غزو أوكرانيا.
منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، فرضت واشنطن وحلفاؤها مجموعة من العقوبات، استهدفت إيرادات موسكو ومجمعها الصناعي العسكري.
صواريخ باليستية
وحذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس من رد "سريع وحازم" من المجتمع الدولي إذا قدمت إيران صواريخ باليستية لروسيا.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحافية عبر الإنترنت إن واشنطن لم تتأكد بعد من نقل أي صواريخ باليستية من إيران إلى روسيا.
وأضاف كيربي "في هذا التقرير الصحافي، يشير الإيرانيون بوضوح إلى أنهم سيشحنون صواريخ باليستية إلى روسيا، وليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأنهم لن يفعلوا ذلك".
وأكد "من جانبنا، سنحيل الأمر على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، متابعاً "سننفذ عقوبات إضافية على إيران. وسننسق خيارات رد أخرى مع حلفائنا وشركائنا في أوروبا وأماكن أخرى".
وكانت ثلاثة مصادر إيرانية قد قالت لوكالة "رويترز" إن طهران وفرت نحو 400 صاروخ تشمل عديداً من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى من عائلة "فاتح-110"، مثل صواريخ "ذو الفقار". ويقول الخبراء إن هذا الصاروخ قادر على إصابة أهداف على مسافات تتراوح ما بين 300 و700 كيلومتر.
مطالب بحزمة مساعدات
ودعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي الكونغرس الأميركي إلى إقرار حزمة المساعدات الإضافية لكييف، قائلاً في مقابلة بُثت الخميس إن التقاعس عن القيام بذلك سيكلف الأوكرانيين أرواحهم.
وعرقل الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي الموافقة على تمرير حزمة مساعدات جديدة بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا، وقد وجه زيلينسكي نداءه خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" المفضلة لدى المحافظين الأميركيين.
وقال زيلينسكي لمذيع قناة "فوكس نيوز" بريت باير خلال مقابلة بالقرب من خط المواجهة في أوكرانيا "هل ستنجو أوكرانيا من دون دعم الكونغرس؟ بالطبع. لكن ليس جميعنا".
وحذر الرئيس الأوكراني أيضاً من أن ثمن مساعدة كييف الآن أقل بكثير من التكلفة المحتملة لمواجهة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لاحقاً إذا انتصر في أوكرانيا.
وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بعشرات المليارات من الدولارات، وهي تعد أكبر مانح لكييف على الإطلاق. لكن التمويل الحالي نفد، بينما حلفاء الرئيس السابق دونالد ترمب في مجلس النواب يماطلون في تمرير حزمة المساعدات الجديدة.
ويعارض ترمب، المرشح الجمهوري المحتمل في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، مساعدة كييف، واستخدم نفوذه أخيراً لعرقلة مشروع قانون أميركي لإصلاح قوانين الحدود والهجرة كان سيتيح في مقايضة بين الديمقراطيين والجمهوريين بتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي أمام مؤتمر ميونيخ للأمن السبت إنه مستعد لاصطحاب ترمب إلى الجبهة الأمامية في أوكرانيا، مضيفاً أن صناع السياسات يجب أن يروا بأعينهم ما تنطوي عليه الحرب الحقيقية.
من جانبه، حض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الدول الأعضاء في التكتل على بذل مزيد من الجهود لتزويد أوكرانيا بالذخائر، بينما تواجه كييف التي تعاني نقص الأسلحة صعوبات في صد تقدم القوات الروسية على الجبهة.
وقال بوريل في رسالة وجهها الأربعاء إلى وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي "الجنود الأوكرانيون مصممون على القتال، لكنهم بحاجة إلى الذخائر بشكل عاجل وبكميات كبيرة".
وأضاف أن "التأخير في تسليم الذخائر له تكلفة على صعيد الأرواح، ويضعف القدرات الدفاعية لأوكرانيا".
كان الاتحاد الأوروبي قد تعهد العام الماضي تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة، لكن مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها لنفسه بحلول الشهر المقبل لن يسلم سوى أكثر بقليل من نصف هذا العدد.