بينما تُسلط حالياً الأضواء على كرة القدم الدولية، يتم تحديد مستقبل اللعبة محلياً خلف الكواليس، حيث تستكمل رابطة الأندية الأوروبية (إي سي أيه) هذا الأسبوع جمعية عامة لمدة يومين في جنيف، وسيكون موضوع النقاش الرئيس هو الإصلاح المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في دوري أبطال أوروبا عام 2024.
وهناك القليل من الإجماع بين الأندية حول الاتجاه الذي يجب أن تتخذه الرياضة، إلا أن ما يتفق عليه الجميع تقريباً هو أن كرة القدم آخذة في الظهور منذ فترة من التغير السريع، وخلال عقدين من الزمان، أصبح مجالها مَلِيء بالمال أو على الأقل في الدرجات العليا، وفي إنجلترا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأنهى هيدرسفيلد الموسم الماضي للدوري الإنجليزي في قاع جدول الترتيب، وحصل على 97 مليون جنيه إسترليني من أموال البث التلفزيوني، ناديا برشلونة وريال مدريد فقط حصلا على المزيد من المال نقداً من خارج أندية الدوري الإنجليزي.
وتأتي التغييرات التي يروج لها "يويفا" ويناقشها في جنيف نتيجة لهذه الحالة، حيث اجتاحت القارة الأوروبية موجة من الحسد والاستياء في الوقت الذي تصاعدت فيه حقوق البث التلفزيوني في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وحقق الدوري الإنجليزي الممتاز وهو أعلى درجات الدوري الإنجليزي ثروته من خلال إنتاج منتج جذاب للغاية ولكنه استفاد أيضاً من القيادة القوية، حيث كان ريتشارد سكودامور، الرئيس التنفيذي السابق، مفاوضاً ممتازاً ولديه دراية واضحة بالهدف الذي جمع بين 20 نادياً لها مصالح متنافسة.
وكان هدف سكودامور هو جعل الأندية أكثر ثراءً، وقدرة على الشراء، حيث كان الاسم البديل للدوري الممتاز هو "اتحاد الشره".
ويبدو أن الشره قد استمر بينما رحلت القيادة، حيث استقال سكودامور من منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني)، والآن بعد 10 أشهر لا توجد أي علامة على وجود بديل، ففي الوقت الذي يتم فيه التخطيط للتغيرات الزلزالية في كافة أنحاء أوروبا، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز ينجرف دون رئيس تنفيذي أو رئيس، وقد قبلت سوزانا ديناج الدور كبديل لسكودامور العام الماضي، لكن المدير التنفيذي لقناة ديسكفري غيّرت رأيها بسرعة، ثم أن تيم ديفي الرئيس التنفيذي لبي بي سي ستوديوز وكان الخيار الثاني، قد رفض أيضاً هذا المنصب، ومنذ ذلك الحين هناك فراغ في القيادة.
فمن المستفيد من هذا؟ لا يبدو أن الستة الكبار؛ أرسنال وتشيلسي وليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير، في عجلة من أمرهم لإيجاد بديل لسكودامور، فهم يهتمون بأولوية الدوري المحلي، لكن أندية مثل باريس سان جيرمان أو أياكس، تشعر بالاستياء لأن أندية، مثل هيدرسفيلد، تحصل على هذه الحصة الكبيرة من البث التلفزيوني، وهذا لا يعني بالضرورة أنهم في خارج إنجلترا يقوضون اللعبة، ولكن المصلحة الذاتية تظل هي القوة الدافعة.
ويمكن للستة الكبار رؤية قيمة الاختلاف في دوري أبطال أوروبا الذي يجعلهم أكثر انتظاماً ضد أسماء أوروبا الأكثر شهرة، فهناك الكثير من الأندية في جميع أنحاء القارة التي تعتقد أنها ستكون أكثر ابتكاراً وإيجابية ولكنها تسخر من الفكرة في العلن، ومن المرجح أن تقف رابطة الأندية الأوروبية (إي سي أيه) على نطاق واسع ضد مخطط الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" الذي يضم 32 فريقاً، والمنافسة في أربع مجموعات مع فريقين في كل دوري مصغر، لكن الأمر يتعلق بضبط دقيق بدلاً من المعارضة الأساسية لهذا المفهوم.
وستشكل مسابقة الاتحاد الأوروبي الثالثة مكافأة لبعض بطولات الدوري الأصغر في أوروبا، وبالتالي لن تكون أكبر الأندية هي التي ستسيطر على العصر الجديد، حيث تكمن الفكرة الأساسية في هذه الخطط في أنه لا ينبغي السماح لإنجلترا بأن تصبح غنية وقوية للغاية، وعندما يدرك الستة الكبار أن فرق الدوري الإنجليزي الممتاز في المسابقة الجديدة المنقحة من المحتمل أن يكون عددها أربعة، فإن اثنين من الأندية على الأقل سوف يتمنيان عدم اللعب في مكانين.
أوروبا ليست سوى جزء من التحدي، حيث يتطلع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" و"يويفا" لإصلاح جدول تقويم اللعبة في عام 2024، لتغيير وجه كرة القدم.
سكودامور خبير استراتيجي، ومن الصعب الهروب من فكرة أن الرجل البالغ من العمر 60 عاماً قد خرج في الوقت المناسب، وأن خليفته – أياً كان اسمه في النهاية - ستكون يداه ممتلئة، وستكون السنوات القليلة المقبلة وقتاً لاختبار الدوريات المحلية.
الدوري الإنجليزي الممتاز يحتاج إلى تفوق يستطيع أن يحفز مقاومته لأي تهديد لسلامة طليعته وإقناع الأندية الست الكبرى بأن مستقبلها متجذر في الداخل بدلاً من تحويل تركيزها على أوروبا، وكلما استمر التأخير قل احتمال أن يتمكن الرئيس التنفيذي التالي من تحقيق هذه الأهداف.
لننسى إدارة إنجلترا، قد يكون استبدال سكودامور المهمة الحقيقية المستحيلة.
© The Independent