تعد الأسواق الشعبية من أكبر الأسواق العالية التي يستهدفها تجار السلع المغشوشة والمقلدة بشكل كبير، ولم تعد السلع المغشوشة تباع بأسعار منخفضة، كما لم تعد تقتصر على منتجات قطاع معين بل تشمل جميع المنتجات بدءاً من تجارة الذهب والعود، مروراً بالمواد الاستهلاكية وانتهاء بقطع غيار السيارات ومواد التجميل.
وتشهد الأسواق الشعبية في دول الخليج بشكل عام زيادات كبيرة في حجم وارداتها، وتدخل هذه السلع عبر مناطقها الحرة، إضافة إلى أن غالبية دول الخليج زادت في السنوات الأخيرة معدلات تبادلها التجاري مع الأسوق الآسيوية، فيطمح العديد من ملاك محلات الذهب والعود لإيجاد حلول لمواجهة ظاهرة الغش التجاري، أبرزها وأهمها تشديد العقوبات التي تقرها القوانين الرسمية للحد من الغش التجاري، إضافة إلى إعطاء دور أكبر للقطاع الخاص في محاربة الظاهرة وتوعية المستهلكين بأضرارها.
الأصلي والمغشوش
يوضح المتخصص في تجارة العود والعطور ماجد القطان أن "كثيراً من الباعة يحاولون استغلال جهل البعض وعدم قدرتهم على التمييز بين الجيد والرديء"، لافتاً إلى أهم مواصفات تميز الشراء في العود وهي معرفة العود الطبيعي من المحسن والصناعي والمغشوش وقدرة المشتري على التمييز بين أنواعها وجودتها.
وأشار القطان إلى أن "هناك طرقاً عدة للغش في العود شائعة ويصعب على المشتري معرفة ما إذا كان العود مغشوشاً أم جيداً، وقد يتعرض المشتري للغش في العود عن طريق التسمية الكاذبة، إذ يلجأ بعض التجار لتسمية أنواع كثيرة من العود بالكمبودي لإعطاء صورة جيدة للمشتري".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع أن الغش قائمة سوقه في كل أيام العام، إلا أنها أكثر ما تزدهر في شهر رمضان، على رغم كونه مناسبة دينية، يفترض أنها تهذب سلوك الصائمين، وتعفهم عن البيوع المحظورة. لكن إقبال الناس على الشراء في مثل مناسبات الأعياد والأفراح يجعل منها فرصة لجني الأرباح من جميع التجار بمن فيهم الغشاشون.
ويرى تاجر الذهب صلاح البقشي الذي يمارس تجارته منذ عقود طويلة داخل محله المتلألئ بالحلي والمصوغات الذهبية أن "وسائل الغش في الذهب تطورت في الفترة الأخيرة". ويشير في حديثه إلى أن "التلاعب الأساسي يكون في عيار الذهب، كما أن استخدام الطرق الحديثة في طلاء القطعة بحيث يتحول لونها إلى ذهب عيار 24".
تفاقم ظاهرة الغش التجاري
من جهته، يؤكد عضو الجمعية السعودية للاقتصاد عبدالله المغلوث، أن "حالات الغش في السلع الاستهلاكية والبضائع على مختلف أنواعها وأصنافها لم تكن وليدة اليوم، فهي واقع متجذر في صلب العملية الاقتصادية على مختلف صورها وألوانها منذ نشأتها، بل إنها كانت جزءاً من الدورة الاقتصادية، صناعة وتجارة وزراعة".
ويتابع "أسهم في تطور وتنامي مظاهر الغش وجود طبقات اجتماعية فقيرة تبحث عن الأسعار الأقل غير عابئة بما يترتب على ذلك من أضرار صحية أو أخطار قاتلة جراء استخدام تلك البضائع المغشوشة ومثلها فئات اجتماعية لا تؤمن بفوارق الجودة، وبالتالي استثمر الغشاشون في تجارة الغش". وهكذا أصبح الغش على رغم أنه مذموم "شر لا بد منه" في كثير من الأحيان، ولهذا تتطلب مكافحته جهداً واسعاً بين مختلف القطاعات بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمستهلكين.
ويبين المغلوث أن "الذهب يعتبر ملاذاً آمناً واستثماراً طويل الأجل، إضافة إلى اعتباره نوعاً من الزينة والرفاهية، لذلك يجب التأكد من جودته وصحة مواصفاته والحرص على اقتنائه من أسواق متخصصة ذات موثوقية عالية".