ملخص
يعد "الثلاثاء الكبير" الذي يشهد انتخابات في 15 ولاية ومنطقة واحدة، محطة فاصلة في السباق على الترشيح الرئاسي
تستعد سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، لإنهاء حملتها للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للاقتراع الرئاسي، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "سي أن أن"، اليوم الأربعاء، مما يجعل الرئيس السابق دونالد ترمب المرشح الوحيد المتبقي لنيل البطاقة الجمهورية لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).
ويتوقع أن تعلن هايلي قرارها في خطاب ستلقيه، اليوم الأربعاء، قرابة الساعة 15.00 ت. غ في مدينة شارلستون (جنوب شرق) عاصمة ولاية كارولاينا الجنوبية التي كانت حاكمتها، بحسب صحيفة الأعمال الأميركية الكبرى.
وشهدت 15 ولاية ومنطقة أميركية واحدة انتخابات تمهيدية في إطار "الثلاثاء الكبير" الذي يعتبر محطة حاسمة في السباق إلى انتخابات عام 2024. وفاز ترمب في 14 من هذه الولايات.
ليلة ترمب المذهلة
واحتفل دونالد ترمب بتحقيقه انتصارات ساحقة في الانتخابات التمهيدية، أمس الثلاثاء، مع فوزه حتى الآن في 11 ولاية، وفق شبكات تلفزيونية، حيث وصف الرئيس السابق ليلة إعلان النتائج بالـ"مذهلة" مع اقترابه من نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
وقال ترمب أمام حشد من أنصاره الذين تجمعوا أمام مقر سكنه في فلوريدا "هناك سبب لماذا يسمونه الثلاثاء الكبير"، مضيفاً "يقول لي الخبراء لأنه يوم كبير، وإلا، لأنه لم يكن هناك مثيل لهذا اليوم من قبل ولا أي شيء بهذا الحسم، على الإطلاق".
وكان ترمب أعرب من على منصته "تروث سوشال" عن شكره ولايات ألاباما وأركنسو وماين ونورث كارولاينا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس وفيرجينيا التي فاز بها، بينما كانت عمليات فرز الأصوات لا تزال جارية في ولايات الثلاثاء الكبير الأخرى.
ولم تتمكن منافسة ترمب، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، من عرقلة تقدمه القوي لنيل الترشيح، لكنها حتى الآن ترفض الانسحاب من السباق.
وعلى الجانب الديمقراطي حصد الرئيس الأميركي جو بايدن الفوز في 11 ولاية، وفق ما أعلنت شبكات أميركية.
وتُظهر استطلاعات مؤسسة "ريل كلير بوليتيكس" الإعلامية أن ترمب البالغ 77 سنة يتقدم بفارق 65 نقطة في الانتخابات التمهيدية، وبنقطتين على بايدن في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية.
"مصمم على تدمير ديمقراطيتنا"
وحذر بايدن من أن ترمب "مصمم على تدمير" الديمقراطية الأميركية، وذلك بعدما سجل الطرفان انتصارات كبيرة في انتخابات "الثلاثاء الكبير" التمهيدية ستقودهما إلى مواجهة رئاسية جديدة.
وقال بايدن في بيان وزعته حملته الانتخابية إن ترمب "مصمم على تدمير ديمقراطيتنا، وانتزاع حريات أساسية، مثل قدرة النساء على اتخاذ قراراتهن الخاصة بالرعاية الصحية، وإقرار جولة أخرى من التخفيضات الضريبية للأثرياء بمليارات الدولارات (...) وسيفعل أو يقول أي شيء للوصول إلى السلطة".
ويتطلع ترمب إلى ترسيخ ترشيحه عن الحزب الجمهوري، في وقت توجه ملايين الأميركيين إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أحد أهم الأيام الانتخابية خلال الموسم التمهيدي.
ويعد "الثلاثاء الكبير" الذي يشهد انتخابات في 15 ولاية ومنطقة واحدة، محطة فاصلة في السباق على الترشيح الرئاسي.
لكن التشويق الذي شهدته السنوات الماضية سيغيب إلى حد كبير هذه المرة، إذ من المتوقع أن يواصل ترمب اكتساحه الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، موصداً الباب أمام منافسته هايلي.
"يومها الأخير"
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال عالم الفيزياء آندرو باغل في مركز اقتراع في هانتغتن بيتش في كاليفورنيا إن هايلي صاحبة "قضية خاسرة".
وأضاف "اليوم هو يومها الأخير"، لكنه لفت إلى أنها ستكون خطوة ذكية من ترمب أن يجعلها نائبة له و"توحيد البلاد أكثر".
يأتي "الثلاثاء الكبير" غداة رد المحكمة العليا طلبات عدد من الولايات لشطب ترمب من قائمة المرشحين للانتخابات التمهيدية على خلفية رفضه نتائج انتخابات 2020 التي خسرها أمام بايدن، وهو ما أدى لاقتحام مناصرين له مقر الكونغرس.
ترمب يشيد بانتصاراته
وقال ترمب لمناصريه خلال تجمع حاشد في ريتشموند في فيرجينيا خلال نهاية الأسبوع "كنا مثل الصاروخ نوعاً ما، انطلقنا مثل الصاروخ، إلى (نيل) ترشيح الحزب الجمهوري"، مشيداً بانتصاراته في أيوا ونيوهامبشر ونيفادا وساوث كارولينا.
لكنه أوضح أنه ينظر إلى أبعد من الانتخابات التمهيدية، ويضع نصب عينيه الانتخابات الرئاسية المقررة في الخريف. وقال للحشد "إن أكبر يوم في تاريخ بلادنا هو الخامس من نوفمبر".
وعلى رغم تخلفها بفارق كبير عن ترمب منذ بداية الانتخابات التمهيدية، تعهدت هايلي البقاء في المنافسة. ولمحت حملة هايلي إلى إمكان تخلي جمهوريين عن ترمب بحلول نوفمبر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال جون كامبل (70 سنة) في مركز اقتراع في كوينسي بولاية ماساتشوستس "بايدن عجوز وترمب مجنون بعض الشيء". لكنه لفت إلى أن هايلي "تبدو طبيعية إلى حد ما".
إجراء شكلي
ويخوض بايدن الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه يتخلف عن ترمب في معظم الولايات المتأرجحة، منافسته التمهيدية الخاصة في الحزب الديمقراطي، لكن حسم ترشحه لولاية رئاسية ثانية يُعتبر إجراء شكلياً.
وتشمل قائمة المنافسة، الثلاثاء، ولايتي كاليفورنيا وتكساس اللتين ستسمحان للمرشح الفائز بالحصول على 70 في المئة من المندوبين الذين يحتاج إليهم لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
ولا يستطيع ترمب إنهاء المنافسة حسابياً ليلة الثلاثاء، لكنه يتوقع أن يتم حسم تسميته بحلول 19 مارس (آذار) على أبعد تقدير، وفقاً لحملته.
بدورها، دأبت هايلي على تقديم الحجج بقدرتها على الفوز في الانتخابات، مؤكدة أن الناخبين رفضوا "الترمبية" في كل عملية اقتراع أجريت بعد الانتخابات الرئاسية 2016، وسيفعلون ذلك مرة أخرى في نوفمبر 2024.
كذلك، حذرت من "الفوضى" المحيطة بمرشح أُدين بتهمتي الاعتداء الجنسي والاحتيال التجاري وفرضت عليه غرامات بمئات ملايين الدولارات.
تهم جنائية
ويواجه ترمب الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، احتمال السجن بسبب تهم جنائية فيدرالية وتهم على مستوى الولايات، معظمها يتعلق بمحاولته الغش أو قلب نتيجة الانتخابات في 2016 و2020.
وأمضى ترمب (77 سنة) تسعة أيام أمام المحكمة خلال هذه السنة، بينما يشكو من أن محاكماته تمنعه من المشاركة في الحملة الانتخابية، رغم أن ظهوره أمام المحكمة كان طوعياً في معظم الوقت، واستخدمه كجزء من مناشداته لجمع التبرعات.
وبينما ينشغل ترمب بنشاطات حملته، ينكب محاموه على إعداد مرافعاتهم الخاصة بمحاكمته في 25 مارس في نيويورك بتهمة مخالفات تمويل الحملة الانتخابية لعام 2016.
وقالت هايلي لمحطة "أن بي سي"، الأحد، إنها باتت في حل من تعهدها الجمهوري بالتصويت لمرشح الحزب إلى الانتخابات الرئاسية في حال رسا الترشيح على ترمب، مما أثار تكهنات في شأن احتمال خوضها السباق الرئاسي كمرشحة ثالثة.
انقسامات بين الديمقراطيين
كذلك، يثير بايدن الذي يدلي بخطابه السنوي عن حال الاتحاد من أمام الكونغرس الخميس، انقسامات أيضاً بين الديمقراطيين، رغم أنه من المتوقع أن يتغلب في الانتخابات التمهيدية على منافسيه دين فيليبس وماريان ويليامسون، وكلاهما من الشخصيات السياسية غير البارزة.
وصوتت ستيفاني بيريني هيغارتي (55 سنة) لصالح بايدن في مدينة كوينسي في ولاية ماساتشوستس، وقالت "أعتقد أننا بحاجة إلى قائد غير ضالع في أي فساد، ويهتم بمصالح الشعب. وأعتقد أن الديمقراطيين هم حالياً من يفعلون ذلك".
وأظهر استطلاع للرأي نشرته نتائجه صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت، تراجع دعم بايدن بين الفئات الانتخابية التي عادة ما كانت أصواتها شبه مضمونة لصالح الديمقراطيين، مثل العمال والناخبين غير البيض.
ووفق الاستطلاع، قال نحو ثلثي الناخبين الذين دعموا بايدن (81 سنة)، في عام 2020 إن سنه أكبر من أن تسمح له بقيادة البلاد بفعالية.