أوقفت السلطات اللبنانية، الخميس 12 سبتمبر (أيلول)، قيادياً سابقاً في ما كان يُعرف بـ"جيش لبنان الجنوبي"، وهو ميليشيا مسلّحة كانت تتعامل مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان خلال الثمانينيات والتسعينيات.
وأكّد مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية توقيف عامر الفاخوري، الذي أثارت عودته إلى لبنان عبر مطار بيروت، غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بممارسته التعذيب داخل معتقل في بلدة الخيام أثناء احتلال إسرائيل جنوب البلاد.
وتجمّع عشرات اللبنانيين، بينهم معتقلون سابقون في الخيام، مساء الخميس أمام قصر العدل في بيروت، مندّدين بدخول الفاخوري بسهولة إلى لبنان، آتياً من الولايات المتحدة، ومطالبين بتنفيذ الأحكام الصادرة بحقّه. ففي عام 1998، صدر حكم غيابي بحقه بالسجن لمدة 15 عاماً مع الأشغال الشاقة، لاتهامه بالعمالة لإسرائيل. وترجّح وسائل الإعلام أن يكون المتهم عاد إلى لبنان بعد سقوط إمكانية تنفيذ هذه الأحكام بمرور الزمن.
وفيما قال مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس أمر بإشارة منه بتوقيف الفاخوري"، وإن "الأمن العام يحقّق معه منذ أمس (الأربعاء)"، أفاد مصدر أمني للوكالة بأنه "جرى توقيفه بتهمة التعامل مع إسرائيل" بموجب الحكم الصادر في حقه.
اعتصام أمام قصر العدل في بيروت
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد معتقلون سابقون في الخيام، خلال اعتصام الخميس، أن الفاخوري تولى مسؤولية قيادية في المعتقل، حيث سُجن وعُذّب المئات من اللبنانيين والفلسطينيين خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، التي استمرت 22 عاماً حتى عام 2000. وقال عباس قبلان، الذي اعتُقل في الخيام بين عامي 1987 و1988، "لا يوجد أحد سُجن في الخيام، إلاّ وتعرّض للتعذيب الجسدي والنفسي، كل أنواع التعذيب بالكرباج، بالعصا والمياه"، مضيفاً أن الفاخوري "كان يعطي الأوامر مباشرة بتعذيب المعتقلين" ويشارك فيها أحياناً. وأكّد آخرون كذلك أن الرجل "كان الشخص الثاني في المعتقل".
وكان الفاخوري غادر لبنان عام 1998، قبل عامين من الانسحاب الإسرائيلي. واتهمت منظمة العفو الدولية "جيش لبنان الجنوبي"، الذي كانت إسرائيل تموّله وتسلّحه، بارتكاب أعمال تعذيب "منهجية"، لا سيما في معتقل الخيام. وضمّت الميليشيا نحو 2500 عنصر، وتشكّلت إثر انشقاق وحدة من الجيش اللبناني عن القيادة عام 1976، خلال الحرب اللبنانية (1975-1990)، بعد محاصرتها في الجنوب، فراحت تقاتل الميليشيات الفلسطينية واليسارية آنذاك. وعام 2000، فرّ كثيرون من عناصر وأفراد عائلات المجموعة إلى إسرائيل.
ويواجه المتعاملون مع إسرائيل في لبنان عقوبات قاسية، قد تصل إلى السجن مدى الحياة.