ملخص
احتلت البولندية أيولينا تشلبوسكا المركز الأول في سباق "رالي جميل" تلتها السعودية مها الحملي ثم البريطانية كاثرين مانينغز المركز الثالث.
سطرت سيدات عنوان "شغفها يحرك العالم" بفوزهن في سباق "رالي جميل"، الذي انطلق في نسخته الثالثة حاملاً معه أحلاماً نسائية تحاول تحطيم الأرقام القياسية، وفي مقدمها المرأة السعودية الساعية إلى رسم معالم مستقبل رياضة السيارات، تجسيداً لرؤية 2030.
وأعلن رالي جميل في حفله الختامي الذي أقيم بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، أمس السبت، نتائج السباق، إذ احتلت السائقة البولندية أيولينا تشلبوسكا المركز الأول، فيما حققت السعودية مها الحملي المركز الثاني، والبريطانية كاثرين مانينغز المركز الثالث.
ما هو رالي جميل؟
بسمعة عالمية، يشتهر رالي ملاحي بأنه صحراوي لا يتطلب السرعة فيما يتكون كل فريق من سيدتين ويستخدم فيه أفضل تقنيات الملاحة وكتيب الطريق للمنافسة على عبور صحاري السعودية عبر سيارات رباعية الدفع متعددة الاستخدامات SUV للوصول لإحداثيات مخفية شكلت مسارات الرالي.
ويستهدف المتسابقون جمع أكبر عدد نقاط ممكن للفوز بهذا الرالي، ويبلغ طول المسار 1600كم انطلاقاً من حائل إلى مدينة الملك عبدالله مروراً بالعلا وأملج وينبع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتكون كل فريق من سيدتين (سائقة وملاحة) تقودان مركبات دفع رباعي غير معدلة، ويعتمد السباق بصورة كبيرة على استخدام مهارات التخطيط والملاحة وليس السرعة، ويتراوح المسار من 300 إلى 500 كيلومتر في اليوم ويظل سرياً حتى الليلة السابقة لكل مرحلة.
متسابقات من 36 دولة
واستقطبت النسخة الثالثة من رالي المتسابقات الموهوبات من جميع أنحاء العالم، بمشاركة أكثر من 100 متسابقة يمثلن 36 دولة، بما في ذلك 22 فريقاً محلياً، ويوفر الرالي للمتسابقات أعلى معايير التدريب ومعدات السلامة والأدوات الملاحية.
كما يحظى بالدعم من لجنة النساء في رياضة السيارات في الاتحاد الدولي للسيارات والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وفي الوقت ذاته يبرز الرالي التزام السعودية الراسخ نحو تعزيز وتشجيع المشاركة النشطة للمرأة في مختلف الأنشطة الرياضية.
وتبلغ مسافة الرالي 1600 كيلومتر تمر عبر حائل والعلا وأملج وينبع ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، الذي ربط تراث السعودية الغني وتاريخها العريق مع تطلعاتها الطموحة نحو المستقبل، كما يبرز الطبيعة المتنوعة والحيوية للبلاد أمام أنظار العالم.
منتج سعودي للسيدات مستقبلاً
وقال منير خوجة المدير العام التنفيذي للاتصالات التسويقية في شركة عبداللطيف جميل في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، "نشهد زيادة كبيرة في حجم المشاركة العالمية من 36 دولة مقارنة بـ15 دولة في النسخة الافتتاحية للرالي، وهذا المستوى من الحماسة يؤكد التزامنا نحو دعم هدف تمكين المرأة ضمن رؤية السعودية 2030، فيما زاد عدد المشتركات من 60 إلى 110 متسابقات".
وأوضح أن رالي جميل بدأ قبل ثلاث سنوات بهدف تمكين المرأة، فتعد البطولة منصة لدعم دخولها رياضة المحركات في السعودية وعالمياً، مضيفاً "بعد استضافتنا مسارات جديدة تفرض قدراً أعلى من التحدي على المشاركات، فإننا نواصل دعم رياضة السيارات والإسهام في تطويرها على المستويين الإقليمي والعالمي، تجسيداً للقيم الأساسية التي تقوم عليها رالي جميل".
وأكد خوجة أنه سيتم العمل على وضع خطة استراتيجية في المرحلة المقبلة بأن يكون الرالي منتجاً سعودياً في مجال السيارات للسيدات ينتقل للعالمية، منوهاً بأن الرالي شهد هذا العام مشاركة دولية استثنائية، أظهرت جاذبيته العالمية ومثابرته في تعزيز تجربة رياضة المحركات الممتعة والمشوقة التي تجمع النساء معاً، كما يعد رالي جميل مثالاً على التزامنا بدعم برامج التنويع الاقتصادي في السعودية التي تهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز السياحة.
متسابقات يطمحن للعالمية
وأوضحت المتسابقة السعودية الطبيبة فاطمة الزهراء باناز استشاري جراحة أنف وأذن وحنجرة أن شغفها الكبير للسيارات والطيارات والخيول والسرعة لازمها منذ الصغر، وكان من الصعب عليها جداً التوفيق بين الأوليات والهوايات الكثيرة، مع تنظيم الوقت وترتيب الأولويات بالطريقة الصحيحة، ومنها سباق الرالي.
وقالت "كانت بدايتي مع رالي جميل 2022 في النسخة الأولى، وأحببت جداً المجال، مما دفعني إلى الاستمرار في باقي النسخ، كوني مؤمنة بقدراتي والمساهمة في تمكين المرأة، وهدفي المستقبلي أن أضيف خبرتي بالراليات المحلية وللدخول إلى الراليات العالمية وأصل إلى رالي دكار وأثبت أن المرأة السعودية قادرة على كل الخوض في كل المجالات".
وذكرت المتسابقة السعودية الحاصلة على المركز الثاني في بطولة رالي جميل في موسمه الحالي مها الحملي، "مدى فخرها واعتزازها بالمرأة السعودية التي تحظى بدعم القيادة السعودية"، قائلة، "ألهمتني الصورة التي وجدتها في هذه النسخة، حيث إن جميع الفرق الداعمة من الصحة والأمن كن سيدات، فجميعهن شاركن بمهامهن واختصاصهن وهوايتهن في تمكين المرأة وتعزيزها وفق رؤية 2030".
وزادت "بعد دخولي سباق الراليات في النسخة 2022 وحصولي على المركز الثالث وكانت نقطة البداية، استطعت تحقيق عدة بطولات منها بطولة دكار 2024 وكل هذه الإنجازات تجعلني أطمح إلى الأعلى".
أما المتسابقة السعودية سمر الرهبيني، فتقول "كانت مشاركتها في رالي جميل نابعة من حبها للمغامرة، إلى جانب شغفها لممارسة عديد من الرياضات كركوب الخيل والسباحة وركوب الدراجات إذ تعد أول مؤسسة لفريق نسائي للدراجات في السعودية (فريق الشجاعة للسيارات)".
وأشارت إلى أن مشاركتها في هذا السباق منحها اكتشاف أماكن جميلة وجديدة خلال رحلة السباق، مشيدة بالدعم الاحترافي الذي لمسته من جميع الجهات المشاركة، كما تطمح للمشاركات العالمية.
وقالت الفائزة البولندية إيفيلينا تشليبوسكا من فريق ساندستورم إكسبرس، "أود أن أعرب عن امتناننا العميق للدعم والتشجيع طوال فترة المسابقة، ويعد فوزنا للمرة الثانية في النسخة الثالثة من الرالي شرفاً كبيراً، ولم يكن بإمكاننا تحقيق ذلك من دون العمل الجماعي الذي يميز شراكتنا، وهذا الفوز بمثابة شهادة على عملنا الجاد ومثابرتنا، ويشرفنا أن نتوج أبطالاً مرة أخرى في رالي جميل".
وترى المتسابقة سماهر الغامدي أن التعامل مع السيارة مثل السفر كونها تجمع من كل مكان ومن دول مختلفة، مما جعلها تقرر الدخول في مجال السيارات. وقالت "سمعت عن رالي جميل فهذا مجالي ولا يحتمل المخاطر، فمن خلاله تمارس الهواية بأمان فقررت المشاركة فيه وهذه ثاني سنة لي، وعلى رغم أن رياضات السيارات كثيرة فإن الرالي بالنسبة إلى أكثر رياضة جميلة كتغطية وكتجربة".