ملخص
يقول الكاتب سامي عمارة عن احتمالية تحول حرب أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة إنه يتوقف على قرارات الغرب. ففي حال استجاب الغرب لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأرسل قواته إلى أوكرانيا، سيضطر الجانب الروسي إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصالحه
يرى الكاتب والصحافي المختص بالشؤون الروسية سامي عمارة أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تشهد تحولات مهمة.
ففي جنوب شرقي أوكرانيا، تتقدم القوات الروسية بينما تحاول القوات الأوكرانية تعويض تراجعها من خلال استخدام الطائرات المسيرة في العمق الروسي.
ويشير عمارة إلى استغاثات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من توقف الدعم الغربي من الأسلحة والنقص في الذخيرة، ورفض الكونغرس الأميركي الموافقة على حزمة مساعدات تقدر بما يزيد على ستين مليار دولار.
في المقابل، تجاوزت روسيا عثراتها في العام الأول من الحرب من خلال تشغيل مصانعها الحربية لتوفير حاجات الجبهة من الأسلحة والذخيرة.
ويضيف عمارة أن الفترة الماضية كشفت عن فشل الهجوم الأوكراني المضاد الذي وعدت به أوكرانيا منذ ربيع العام الماضي.
بينما تواصل القوات الروسية تقدمها النسبي في الوقت الذي يواكبه نجاح روسيا في مواجهة الضغوط الغربية وحرب العقوبات، ودعم الاقتصاد الروسي الذي صرح بوتين أنه أصبح الأقوى في أوروبا والخامس عالمياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أن الجانب الروسي سيتسمر بالقتال حتى تحقيق أهدافه العسكرية، أهمها ضمان أمان البلاد والحيلولة دون انضمام أوكرانيا إلى الناتو، أو الجلوس على طاولة المحادثات لكن بعيداً من شروط الجانب الأوكراني وفي إطار قمة عالمية متعددة الأطراف.
ويقول عمارة عن احتمالية تحول حرب أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة إنه يتوقف على قرارات الغرب. ففي حال استجاب الغرب لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأرسل قواته إلى أوكرانيا، سيضطر الجانب الروسي إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصالحه، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية.
أما عن الدول التي أعلنت استجابتها لدعوة الرئيس ماكرون يقول عمارة إنها دول البلطيق الثلاثة، وهي دول لا يتجاوز عدد سكانها الإجمالي 6 إلى 7 ملايين نسمة، إضافة إلى بولندا. التي أشار بوتين إلى أنه في حال دخولها، لن تغادر أوكرانيا نظراً لرغبتها التاريخية في استعادة الأراضي التي ضمها الزعيم السوفياتي ستالين إلى أوكرانيا بناء على نتائج الحرب العالمية الثانية.
ويعتبر المختص بالشوؤن الروسية أن هذا قد يكون مقدمة لحركات مماثلة من جانب دول أخرى تسعى لاستعادة تلك الأراضي، مثل المجر ورومانيا، مما قد يفتح الباب أمام تقسيم أوكرانيا.
ويتابع عمارة أن المستشار الألماني أولاف شولتز أعلن رفضه لاقتراح ماكرون، بينما أكد الرئيس بوتين عدم ثقته بوعود الغرب، بخاصة بعد خيبة الأمل في ما يتعلق بتوسيع حلف الناتو شرقاً واتفاقيات منسك التي اعترفت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا مركل بأنها لم تكن تستهدف سوى توفير المساحة الزمنية اللازمة لتسليح الجيش الأوكراني لاستعادة الأراضي التي أعلنت انفصالها عن أوكرانيا في عام 2014.
بالنسبة لمحادثات السلام مع الجانب الأوكراني، يقول عمارة إن موسكو أعلنت أكثر من مرة عن استعدادها لهذه المحادثات. إلا أنها تشير دائماً إلى ما حدث في محادثات السلام التي عقدت في إسطنبول تحت رعاية الرئيس التركي في عام 2022. وقد أدت تلك المحادثات إلى موافقة الجانب الأوكراني على عدم الانضمام إلى حلف الناتو وعلى عدم نشر أسلحة استراتيجية على أراضيها، ومع ذلك عاد الرئيس زيلينسكي ورفض هذا الاتفاق.
أما بالنسبة للمحادثات الحالية التي تجرى من دون موافقة روسيا، فإن الجانب الروسي يرفضها ولن يوافق إلا على الاعتراف بالوضع الحالي على الأرض، بما يعني ضرورة الاعتراف بضم القرم والمناطق الأوكرانية الأربع التي أعلن عن انضمامها إلى روسيا في سبتمبر 2022. وقد أعلن بوتين أيضا أنه لن يعترف إلا بما يتفق مع مصلحة بلاده ومع الحقائق التي تطورت على الأرض، وهو ما يبدو أنه لا يتماشى مع مبادرة بابا الفاتيكان وخطة زيلينسكي التي تتضمن ضرورة عودة روسيا إلى حدود عام 1991.