ملخص
مروان عيسى الذي يطلق عليه الفلسطينيون لقب "رجل الظل" لقدرته على التخفي عن أعين الإسرائيليين، ارتقى إلى المرتبة الثالثة داخل "حماس" بعد يحيى السنوار ومحمد الضيف
مروان عيسى، القيادي المراوغ في حركة "حماس" والذي قالت الولايات المتحدة إن إسرائيل قتلته، نجا من محاولات اغتيال سابقة ليقضي أعواماً في التخطيط لعمليات توغل في إسرائيل، منها هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أطلق شرارة الحرب الدائرة في غزة.
وقال مصدر في "حماس" لوكالة "رويترز" إن "الأخ عيسى عبارة عن كابوس يمشي على الأرض بالنسبة إلى العدو"، مشيداً بمهاراته شبه العسكرية.
ويقول مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن عيسى قُتل في عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي، لكن إسرائيل ولا "حماس" لم تؤكدا ذلك.
القادة الثلاثة
عيسى الذي يطلق عليه الفلسطينيون لقب "رجل الظل" لقدرته على التخفي عن أعين الإسرائيليين، ارتقى إلى المرتبة الثالثة داخل "حماس" المسلحة، وشكل مع قياديين آخرين في الحركة مجلساً عسكرياً سرياً من ثلاثة أعضاء على رأسها، وخططوا لهجوم السابع من أكتوبر 2023، ويُعتقد أنهم يديرون العمليات العسكرية من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة منذ ذلك الحين.
ووفقاً للإحصاءات الإسرائيلية فقد تسبب الهجوم في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة تقريباً، وهو الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل منذ قيام دولتها قبل 75 عاماً.
وفي أعقاب ذلك توعدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقتل الرجال الثلاثة، وهم يحيى السنوار زعيم "حماس" في غزة، ومحمد الضيف قائد الجناح العسكري، ونائبه عيسى.
وسيكون مقتل عيسى بمثابة ضربة قوية لـ"حماس" التي تواجه حملة جوية وبرية إسرائيلية لا هوادة فيها للقضاء عليها وسحق معقلها في قطاع غزة، حيث تقول السلطات الصحية إن الحملة الإسرائيلية قتلت ما يقارب 32 ألفاً حتى الآن.
مهارات النجاة
مقتل عيسى قد يؤدي أيضاً إلى تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن، لكن إسرائيل تقول إن المحادثات مستمرة من خلال وسطاء مصريين وقطريين، ورداً على سؤال حول ما تردد عن مقتله قال المصدر في "حماس" إنها قد تكون حرباً نفسية إسرائيلية، مضيفاً أن عيسى ساعد في بناء القدرات العسكرية للحركة بما في ذلك الصواريخ.
وبحسب مصادر في "حماس" فقد تعلم عيسى مهارات النجاة من الضيف الذي نجا من سبع محاولات اغتيال دبرتها إسرائيل، وتسببت في إصابته بتشوهات واضطراره إلى استخدام كرسي متحرك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مقتل شقيقه ونجله
وكان عيسى الذي ولد عام 1965 على قائمة أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، وأصيب في عام 2006 خلال لقاء مع الضيف، كما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله مرتين خلال اجتياح غزة عامي 2014 و2021، مما أدى إلى مقتل شقيقه.
وقُتل نجله، وهو من مؤيدي "حماس" المعروفين، في غارة جوية إسرائيلية على وسط قطاع غزة في ديسمبر (كانون الأول) 2023.
وصنفت الولايات المتحدة عيسى على أنه "إرهابي عالمي مصنف تصنيفاً خاصاً" في سبتمبر (أيلول) 2019.
ومثل محمد الضيف، لم تكن ملامحه معروفة للعامة حتى عام 2011 عندما ظهر في صورة جماعية التقطت خلال عملية تبادل للأسرى والمعتقلين مع إسرائيل كان ساعد في تنظيمها.
وتكهنت مصادر فلسطينية بأن كبار قادة "حماس" الثلاثة يختبئون في أنفاق طويلة ومتشابكة تحت القطاع، لكنهم قد يكونون في أي مكان في غزة، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.
السجون الإسرائيلية
وشارك عيسى، وربما هو الأقل شهرة بين الثلاثة، في كثير من القرارات الكبرى التي اتخذتها "حماس" خلال الأعوام القليلة الماضية، والرجال الثلاثة ولدوا في عائلات للاجئين فروا أو طردوا عام 1948 من المناطق التي أصبحت بعد ذلك تابعة لإسرائيل.
وقضى جميعهم أعواماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ قضى عيسى خمس سنوات بداية من عام 1987، وقضى السنوار 22 عاماً في السجن بداية من عام 1988 بتهمة اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، إضافة إلى قتل أربعة فلسطينيين متعاونين مع إسرائيل. وكان الشخصية الأبرز من بين 1027 فلسطينياً أطلقتهم إسرائيل عام 2011 في مقابل إطلاق الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته "حماس" في غارة عبر الحدود قبل ذلك بخمسة أعوام، وكان عيسى واحداً من قادة الحركة الذين تفاوضوا على تلك الصفقة.
"محلل دقيق وحريص"
وسيط وكالة الاستخبارات الألمانية من عام 2009 وحتى 2011 جيرهارد كونراد من بين القلائل الذين التقوا عيسى أثناء التفاوض على صفقة التبادل المتعلقة بشاليط، وقال كونراد لقناة "الجزيرة" التلفزيونية، "لقد كان دقيقاً للغاية ومحللاً حريصاً ويحفظ الملفات عن ظهر قلب، وهذا هو انطباعي عنه".
وكانت السلطة الفلسطينية، المنافس الداخلي لـ"حماس"، اعتقلت عيسى وعدداً من المسلحين الآخرين في ما يتصل بهجمات الحركة الانتحارية داخل إسرائيل عام 1997.
وقتلت إسرائيل أكثر من قيادي في "حماس" في الماضي ومنهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وزعيمها السابق عبدالعزيز الرنتيسي الذي اغتيل في غارة جوية عام 2004.