ملخص
من بين المعايير المهمة التي قد تدفع ترمب لاختيار شخص من دون آخر أن يتمتع المرشح لمنصب نائب الرئيس بقدرة مختبرة على جمع أموال المتبرعين لحملة ترمب التي تعاني نقص التمويل
رغم أن المرشح الرئاسي المفترض للحزب الجمهوري دونالد ترمب قد لا يحسم اختيار نائبه سوى قبيل انطلاق المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في 15 يوليو (تموز) المقبل، فإن الاهتمام السياسي وأضواء وسائل الإعلام بدأت تسلط الضوء على المنصب الذي ما زال شاغراً على بطاقة ترمب الانتخابية، وبرزت مجموعة من الأسماء التي يرجح البعض أن تكون الأقرب لاختيار الرئيس السابق، فمن هم هؤلاء الأشخاص، وما نقاط القوة والضعف التي ربما تجعل حظوظهم أقرب أو أبعد لاختيار ترمب لهم؟
معايير الاختيار
في العلن، يقول مساعدو ترمب إنه ليس لديه قائمة مختصرة لمن يمكن أن يشغل منصب نائب الرئيس على البطاقة الانتخابية للجمهوريين، بل قائمة طويلة تزداد طولًا بمرور الوقت، ومع ذلك يرجح كثيرون ألا تزيد القائمة على ثمانية أشخاص هم الأقرب للفوز باختيار ترمب وفقاً للمعايير التي تروق للرئيس السابق التي يعتقد أنها ستحدد اختياره في النهاية، بعد أن استبعد ترمب ومساعدوه أسماء أبرز المرشحين الرئاسيين السابقين الثلاثة الذين نافسوه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري هذا العام وهم: حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هايلي، وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس، ورائد الأعمال الملياردير فيفيك راماسوامي.
ومع احتمالات الصواب والخطأ في التقديرات المحتملة، ينصب التركيز على ما إذا كان لدى ترمب معايير محددة تجعل اختياره للشخص الذي يمكن أن يشغل منصب نائب الرئيس أكثر احتمالاً، بينها أن يكون الشخص جذاباً لقاعدة ترمب الجماهيرية من المحافظين والإنجيليين ومجموعة ماغا "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، أو أن يكون من الملونين حتى يجذب هذه الفئات من المترددين والمستقلين للتصويت للجمهوريين أو أن ينصب الاختيار على امرأة كي تجتذب نصف المجتمع ونساء الضواحي على وجه الخصوص اللاتي يحتاج ترمب بشدة إلى دعمهن في الانتخابات.
ومن بين المعايير المهمة الأخرى التي قد تدفع ترمب لاختيار شخص من دون آخر أن تشكل الولاية التي ينتمي إليها المرشح لهذا المنصب أولوية لترمب كي يفوز بدعم ناخبيها بخاصة إذا كانت من الولايات المتأرجحة التي تحسم النتيجة النهائية في نهاية المطاف، أو أن يتمتع المرشح بقدرة مختبرة من قبل على جمع أموال المتبرعين لحملة ترمب التي تعاني نقص التمويل، أم إن قاعدة الولاء المطلق مع الرغبة في الابتعاد عن الأضواء ستكون هي العامل الحاسم في اختيار ترمب النهائي.
ومع وضع هذه المعايير وغيرها في الاعتبار، تذهب التقديرات إلى ثمانية من الأشخاص الأوفر حظاً أربعة منهم من الرجال وأربعة من النساء، رغم أن ترمب قد يفاجئ الجميع باختيار لم يكن في حسبان أحد، وفي ما يلي أسماء المرشحين الثمانية ونقاط قوة وضعف كل منهم التي تجعل ترمب أكثر قرباً أو بعداً من اختيارهم:
تيم سكوت
يأتي السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا تيم سكوت على رأس قائمة الأسماء التي يعتقد أن ترمب يفضلها، فقد انسحب من سباق الانتخابات التمهيدية في ولايته ليعلن تأييده ترمب ويفسح المجال لفوزه الكبير في ولاية كان الرئيس السابق يحتاجها بشدة كي يقضي على فرص منافسته الأقوى نيكي هايلي، وظل سكوت وهو أول سيناتور جمهوري أسود، يقوم بجولات مع ترمب في الولايات المختلفة منذ ذلك الحين لجذب أصوات السود، لدرجة أن ترمب قال إن سكوت كان بديلاً رائعاً لحملته.
ويبدو أن سكوت يشبه اختيار نائب ترمب السابق مايك بنس، فهو يتمتع بشعبية لدى مؤسسة الحزب الجمهوري، وجذاب للإنجيليين التي تعد الشريحة المخلصة الأكثر تأييداً لترمب، كما يساعد في التأثير على الناخبين الأكثر اعتدالًا الذين قد لا يشعرون بالارتياح تجاه فكرة ولاية ترمب الثانية، وإذا اختاره ترمب في ظل سعى الجمهوريين إلى إضافة المزيد من الناخبين الملونين إلى ائتلافهم، فسيدخل سكوت التاريخ كأول شخص أسود على البطاقة الرئاسية للحزب الجمهوري، كما أن سكوت لا يسعى خلف الأضواء، ولن يحاول التنافس مع ترمب على وقت البث التلفزيوني أو وسائل الإعلام الأخرى وهي مسألة مهمة للرئيس السابق.
ومع ذلك، فإن مشكلة سكوت أنه يشبه مايك بنس، وقد لا يكون الاختيار المفضل لترمب الذي تعلم درساً لا ينسى من ولايته الأولى وهو إحاطة نفسه بالموالين، وبالرغم من اقتراب سكوت من ترمب كثيراً، إلا أنه تقليدي في الأساس، وليس جمهورياً ينتمي لمجموعة ماغا، كما أنه رفض الإفصاح عما إذا كان سيصدق على نتائج انتخابات 2020 لو كان نائباً للرئيس في ذلك الوقت، وهو اختبار أساس أجاب عنه أشخاص آخرون في قائمة ترمب لمنصب نائب الرئيس بطريقة أكثر تأييداً للرئيس السابق.
ومن بين العوامل السلبية التي قد لا تعمل لصالح سكوت أنه يريد المنصب وبذل جهداً واضحاً لذلك بما قد لا يجعله جاذباً للاختيار، وقد يكون أيضاً من غير المألوف تاريخياً أن يختار رئيس أحد منافسيه في الانتخابات التمهيدية نائباً له بالنظر إلى أن أربعة من 19 مرشحاً جمهورياً وديمقراطياً فقط فعلوا ذلك منذ عام 1972، ولهذا يكون لدى سكوت فرصة قوية لتولي منصب وزاري في حالة فوز ترمب بالانتخابات.
ماركو روبيو
صعد اسم ماركو روبيو كمرشح محتمل بقوة لمنصب نائب الرئيس ترمب خلال الأيام الأخيرة حين أثار التكهنات عندما قال لشبكة "أي بي سي" إنه سيشرفه خدمة هذا البلد كنائب للرئيس، كما اعتبر بعض مستشاري ترمب أن روبيو من بين المرشحين للمنصب.
ويتمتع روبيو بعدد من المزايا، فهو اسم لامع في عالم السياسة كعضو في مجلس الشيوخ، وينتمي لولاية فلوريدا الكبيرة والمتنوعة، وهو محافظ يحظى باحترام كبير، والأهم من ذلك أنه لاتيني من أصل كوبي وسيكون اختياره للمنصب ذا دلالة رمزية وتاريخية، ومن شأنه أن يساعد على جذب مزيد من الناخبين اللاتين لدعم ترمب، كما يحظى بتقدير جيد في المؤسسة الجمهورية، وقد يكون اختياره مهدئاً لمؤسسة السياسة الخارجية في الحزب.
ومع ذلك، هناك مشكلتان تواجهان روبيو، الأولى أنه وصف ترمب خلال حملة انتخابات 2016 بأنه محتال وليس من المعروف ما إذا كان ترمب سينسى هذه الإساءة أم لا، لكن المشكلة الأخيرة أعمق وأهم لأنها تتعلق بالتعديل الـ12 من الدستور الأميركي الذي بموجبه لن يكون بوسع الناخبين (المندوبين) عن ولاية فلوريدا في المجمع الانتخابي وعددهم 30 التصويت للمرشح الرئاسي ونائبه في نفس الوقت إذا كانا من ولايتهم، وهو ما سيحدث بالفعل إذا اختار ترمب روبيو نائباً له، حيث إن المقر السكني لكليهما الآن هو ولاية فلوريدا.
ولهذا ينبغي على ترمب أو روبيو أن يقيم خارج فلوريدا مثلما فعل ديك تشيني عام 2000، عندما حول تسجيل إقامته من تكساس إلى موطنه القديم في وايومنغ من أجل تجنب هذه المشكلة مع جورج دبليو بوش، الذي ينحدر أيضاً من تكساس، ولكي يفعل روبيو ذلك سيتعين عليه الاستقالة من مقعده في مجلس الشيوخ إذا انتقل خارج فلوريدا، وهو ما يمثل كلفة كبيرة له، على رغم من الفوائد المترتبة على كونه نائباً لترمب قد تكون ضخمة أيضاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كريستي نويم
تستوفي حاكمة ولاية ساوث داكوتا كريستي نويم عديداً من المعايير التي يريدها ترمب، فهو يحتاج إلى امرأة كنائبة له بما يدحض اتهامات الديمقراطيين له بأنه متحيز ضد النساء، ووضعت نويم نفسها كسياسية في مجموعة ماغا وتتمتع بشعبية واسعة بين المحافظين التقليديين، بمن في ذلك المسيحيون المحافظون للغاية والأكثر إنجيلية الذين يشكلون قاعدة الحزب، وتتوافق نويم بشكل وثيق مع ترمب وهذا يجعلها اختياراً قوياً على قاعدة الولاء والإخلاص، وهي تسعى جاهدة للحصول على المنصب.
وفي واحد من المؤشرات المهمة، اقتسمت نويم المركز الأول مع رائد الأعمال فيفيك راماسوامي في استطلاع حول منصب نائب الرئيس أجراه مؤتمر العمل السياسي المحافظ الشهر الماضي، مما يشير إلى أن الأعضاء الأكثر حماسة ونفوذاً في الحزب الجمهوري يشعرون بالرضا تجاهها.
ومع ذلك، تواجه نويم بعض العقبات، منها الفضائح التي كانت تحوم حول حقيقة أن ابنتها حصلت على معاملة تفضيلية من خلال الحصول على ترخيص كمثمن عقاري، واستخدامها لطائرة تابعة للولاية لحضور مناسبات شخصية وسياسية، فضلاً عن علاقتها الغرامية المزعومة مع موظف لدى ترمب هو كوري ليفاندوفسكي، مما قد يضر بفرص اختيارها.
وإضافة إلى ذلك، كان لدى نويم موقف أكثر تحفظاً في شأن الإجهاض، حيث دافعت عام 2022، عن عدم وجود استثناء للاغتصاب أو سفاح القربى في قانون الولاية الذي يحظر الإجهاض ودخل حيز التنفيذ بعد أن أبطلت المحكمة العليا قضية "رو ضد وايد"، مما قد يتعارض مع محاولات ترمب لتقليل أهمية هذه القضية.
إليز ستيفانيك
اكتسبت عضوة مجلس النواب ورئيسة المؤتمر الجمهوري بالمجلس إليز ستيفانيك، ثقة عالم ترمب عام 2019 عندما كانت واحدة من أقوى المدافعين عنه خلال محاولة عزله الأولى، وحتى قبل ذلك ظلت تستجيب لمتطلبات الولاء ربما أكثر من أي منافس آخر في قائمة المرشحين لمنصب نائب الرئيس.
في وقت مبكر من الانتخابات التمهيدية لعام 2016، رفضت التنصل من ترمب عندما كان لا يزال من الشائع بالنسبة لبعض الجمهوريين القيام بذلك، وهي تتفق بصوت عالٍ مع تصريحاته حول سرقة انتخابات عام 2020، كما قالت علناً إنها ستقبل اختيار ترمب لها لمنصب نائب الرئيس إذا قرر ذلك.
وما يزيد من أسهمها أن فريق ترمب ربما يعتقد أن اختيارها كامرأة شابة كانت في وقت ما أصغر امرأة يتم انتخابها في الكونغرس على الإطلاق، سيساعد في تحسين صورتهم وجذب الناخبين المتأرجحين، كما يمكن أن تساعد أصول ستيفانيك في نيويورك وماضيها السياسي كمعتدلة مقارنة بباقي الجمهوريين وفقاً لطريقة تصويتها خلال فتراتها الأولى في مجلس النواب، وفي أثناء عملها في إدارة جورج دبليو بوش، في جذب ناخبي الضواحي والمستقلين.
وإضافة إلى ذلك، تلقت ستيفانيك كثيراً من الثناء من قبل المحافظين أواخر العام الماضي على أدائها في جلسة استماع بالكونغرس، إذ استجوبت رؤساء الجامعات المرموقة في شأن معاداة السامية في حرم الجامعات خلال التظاهرات المرتبطة بالحرب في غزة.
كاري ليك
خسرت كاري ليك انتخابات حاكم ولاية أريزونا عام 2022، لكنها ترشحت حالياً لعضوية مجلس الشيوخ المقبل عن الولاية، وهي المرشحة الأوفر حظاً للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لهذا المقعد، حيث تتقدم في استطلاعات الرأي على منافسها بنحو 30 نقطة مئوية، ومع ذلك قد تغير ليك كل ذلك إذا اختارها ترمب لتكون معه على بطاقة الترشح الرئاسي كنائبة لترمب.
كانت ليك واحدة من أعلى الأصوات التي عززت مزاعم ترمب عن سرقة الانتخابات عام 2020، وهي مؤيدة جداً له لدرجة أن مجلة "ذي أتلانتك" أطلقت عليها لقب "السيدة الرائدة" في الحركة الترامبية، وفازت بالمركز الأول لمنصب نائب الرئيس في استطلاع مؤتمر العمل السياسي المحافظ خلال العام الماضي 2023، ودائماً ما يُدرج ليك في قوائم الأشخاص الذين يمكن أن يصبحوا نائباً لترمب، لذلك من المحتمل أن تكون لها فرصة واعدة في الاختيار.
جي دي فانس
وفقاً لمعايير الولاء والإخلاص، يبدو السيناتور الجمهوري جي دي فانس، من أبرز الأسماء المرشحة لمنصب نائب الرئيس على بطاقة ترمب الانتخابية، فقد وقف إلى جانب ترمب بعد أن حصل على تأييده عضوية مجلس الشيوخ عام 2022، وظل منذ فوزه بمقعد في مجلس الشيوخ محارباً قوياً لترمب وصوت في العام الماضي ضد بايدن بنسبة 90 في المئة، مما يجعله أكثر زملائه الجمهوريين رفضاً لبايدن باستثناء 12 منهم.
وإذا لم يكن اختيار امرأة أو شخصاً ملوناً مطلباً فعلياً للحزب الجمهوري كما هي الحال بالنسبة للديمقراطيين، مع ائتلافهم الأكثر تنوعاً، فقد تكون فرصة دي فانس جيدة، ومع ذلك، ليس من المعروف ما إذا كان ترمب يرغب في التعامل مع تعليقات فانس السابقة المناهضة له التي تعود إلى عام 2016، إذ أشار ترمب إلى هذه التعليقات بطريقة تهكمية أثناء حملته الانتخابية لصالح فانس.
تولسي غابارد
على رغم من أن عضوة مجلس النواب الديمقراطية السابقة عن هاواي تولسي غابارد ليست من الأسماء الأولى المحتملة للاختيار من قبل ترمب لمنصب نائب الرئيس، فإنها تتمتع بنقاط تعمل لصالحها فهي ليست رجلاً أبيض، وهي ملونة (من أصول تنتمي لولاية هاواي) وتركت الحزب الديمقراطي رسمياً وانضمت بشكل كامل إلى السياسة والقيم المحافظة، وكان لها حضور كبير في الدوائر الإعلامية المحافظة خلال السنوات القليلة الماضية، حتى إنها حلت محل تاكر كارلسون وأصبحت المتحدثة الرئيسة خلال الشهر الماضي في مؤتمر العمل السياسي المحافظ.
وقد لا يزعج ترمب كون غابارد ديمقراطية سابقة بالنظر إلى كونه أيضاً ديمقراطياً سابقاً، بل إن غابارد تبدو أكثر إقناعاً في نظر بعض الناخبين المتأرجحين لأنها غيرت نظرتها السياسية، أخيراً.
وفي عام 2019، جذبت غابارد في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية لعام 2020 عدداً أكبر بكثير من الرجال مقارنة بالنساء، بمن في ذلك عدد من المتبرعات من النساء، وكان من المرجح أن تجتذب الناخبين الذين قالوا إنهم دعموا ترمب في عام 2016، لذا كانت غابارد تجتذب بالفعل مزيداً من الناخبين المتحالفين مع ترمب، واجتذبت عدداً من المستقلين أكبر بكثير من عدد الديمقراطيين، لذا يراهن البعض على أنها قد تحظى بجاذبية أوسع من قبل الناخبين إذا اختارها ترمب على بطاقته الانتخابية نائباً للرئيس.
كيفن مكارثي
منذ أن غادر رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي، قال إنه على استعداد للعمل في إدارة ترمب المستقبلية، على اعتبار أنه جامع تبرعات غزير، حيث جمع مئات الملايين من الدولارات للجمهوريين في مجلس النواب خلال فترة وجوده في الكونغرس، ويبدو أن هذا نوع البراعة في جمع التبرعات هو ما تحتاجه حملة ترمب بشدة في الوقت الذي تواجه فيه تقلص التبرعات وعجزاً مالياً متزايداً ضد حملة إعادة انتخاب بايدن.
وما قد يعمل لصالح مكارثي أن جزءاً كبيراً من الحزب الجمهوري في مجلس النواب لم يكن عازماً على إقصائه من منصبه، حيث حظي اقتراح إخلاء المنصب الذي انتهى بإطاحته بدعم أقلية صغيرة جداً في مؤتمر الحزب الجمهوري لأنه لم يكن من السهل عليه استرضاء المحافظين، لكن النقطة الأهم هي أنه على رغم أن مكارثي ربما ينظر إليه سلباً في عيون عديد من المحافظين، فإنه كان يحاول توحيد الحزب من خلال الجمع بين رؤية ترمب في شأن "ماغا" مع النظرة المحافظة التقليدية التي يؤمن بها مكارثي.
لكن بصرف النظر عن حقيقة أن ترمب ومكارثي لا يتفقان في بعض الأمور، تبدو المشكلة الكبيرة التي تواجه مكارثي هي أنه بالفعل شخصية وطنية معروفة أصبحت صورته عبارة عن مزيج مؤسف من عدم الشعبية والمثير للشفقة بحسب استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" وصحيفة "إيكونوميست" بعد خسارته منصب رئيس مجلس النواب مباشرة.
وإضافة إلى ذلك، فإن الشيء الذي سيشتهر به مكارثي دائماً هو الإذلال العلني الناتج عن إطاحته من منصب رئيس مجلس النواب، وكما هو معلوم للجميع، فإن ترمب لا يحب الخاسرين، وتلك هي أكبر العقبات التي يمكن أن تواجه ترشحه للمنصب.