Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تحقيقات بالتيمور": ربان السفينة طلب المساعدة قبل الكارثة

العثور على جثتي عاملين من ضحايا انهيار الجسر ووزير النقل: 8 آلاف وظيفة ترتبط مباشرة بعمليات الميناء

تستخدم الجسر يومياً عشرات آلاف المركبات، ووقعت أجزاء كاملة من الهيكل على السفينة (أ ف ب)

ملخص

ما زال العمال الأربعة الآخرون، وهم ضمن طاقم كان يصلح الحفر على طريق الجسر في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم لقوا حتفهم. ومن المفقودين مهاجرون من هندوراس والسلفادور.

انتُشلت جثتا عاملين من العمال الستة الذين فقد أثرهم في المياه الباردة بميناء بالتيمور على ساحل الولايات المتحدة الشرقي بعد انهيار جسر جراء اصطدام ناقلة حاويات به، الأربعاء الماضي، وفق ما أعلنت السلطات الأميركية.

وأفادت شرطة ولاية ميريلاند، حيث تقع مدينة بالتيمور، في مؤتمر صحافي أن "غواصين عثروا على شاحنة صغيرة حمراء على عمق نحو 7.6 متر. وكان اثنان من ضحايا المأساة عالقين في المركبة".

وجرى التعرف على هويتي الرجلين، وهما المكسيكي أليخاندرو هيرنانديز فوينتيس (35 سنة) ودورليان رونيال كاستيلو كابريرا (26 سنة) من غواتيمالا. وكانا ضمن فريق العمال الذي كان موجوداً على جسر فرنسيس سكوت كي وقت الحادثة.

وما زال العمال الأربعة الآخرون، وهم ضمن طاقم كان يصلح الحفر على طريق الجسر في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم لقوا حتفهم. ومن المفقودين مهاجرون من هندوراس والسلفادور.

وأشارت السلطات إلى أن جثث العمال الأربعة الآخرين، لم يعثر عليها بعد.

وأوضح رولاند باتلر من شرطة ماريلاند، أنه بسبب كمية الأسمنت والحطام "لم يعد الغواصون قادرين على شق طريقهم بشكل آمن نحو ما نعتقد أنها المركبات العالقة، بالتالي سيحاول عمال الإنقاذ سحب الهيكل من المياه لتسهيل وصول الغواصين".

وقال المسؤول في خفر السواحل نائب الأدميرال شانون غيلريث خلال مؤتمر صحافي، أمس الأربعاء، إنه "بناء على المدة التي استغرقتها عمليات البحث ودرجة حرارة المياه، فنحن الآن نعتقد أننا لن نعثر على هؤلاء الأفراد على قيد الحياة" بعد أن كان عاملان أنقذا بعد الحادثة بقليل.

قبل انهيار الجسر

وقدمت الوكالة الأميركية لسلامة النقل، أمس الأربعاء، جدولاً زمنياً مفصلاً للمأساة استناداً إلى التحليل الأولي لسجل بيانات سفينة الحاويات.

وقال المحقق في الوكالة مارسيل مويز خلال مؤتمر صحافي، إن السفينة "دالي" التي يبلغ طولها 300 متر وعرضها 48 متراً وترفع علم سنغافورة، غادرت رصيف ميناء بالتيمور، الثلاثاء عند الساعة 00.39 (04.39 ت غ) متجهة إلى آسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعند الساعة 01.24 بالتوقيت المحلي، انطلقت أجهزة الإنذار على متن السفينة للتنبيه إلى مشكلات في الدفع. وأبلغ القبطان سلطات الميناء عبر اللاسلكي بأن السفينة تتجه نحو الجسر وطلب تدخل القاطرات.

وتلقى نداء الاستغاثة فريقان من هيئة النقل المحلية كانا على الجسر بسبب أعمال الصيانة، وأغلقا على الفور كل طرق المرور مما أسهم على الأرجح في إنقاذ أرواح.

ثم، عند الساعة 01.29، سجل مسجل السفينة "أصواتاً متوافقة مع صوت الاصطدام".

بعدها انهار الجسر الذي تستخدمه يومياً عشرات آلاف المركبات، ووقعت أجزاء كاملة من الهيكل على السفينة.

وأظهرت تسجيلات لكاميرات مراقبة ناقلة حاويات تصطدم بإحدى ركائز جسر فرنسيس سكوت كي الذي دشن عام 1977، مما تسبب بانهيار أقواس عدة من الجسر في النهر.

وقال وزير النقل الأميركي بيت بوتيدجيدج، إن "هذا النوع من الجسور لم يكن مصمماً ببساطة لتحمل تبعات اصطدام مباشر بركيزة دعم أساسية".

وحاول الطاقم إبطاء مسار السفينة بإسقاط المرساة، لكنه لم يتمكن من تجنب الاصطدام.

 

 

وتعهد الرئيس جو بايدن إعادة بناء الجسر الذي يحمل اسم فرنسيس سكوت كي مؤلف كلمات النشيد الوطني الأميركي، في أسرع وقت، مقراً بأن ذلك "سيستغرق وقتاً"، ومضيفاً "أبلغتهم بأننا سنرسل إليهم كل الموارد الفيدرالية التي يحتاجون إليها".

وأكد، مساء أمس الأربعاء، على منصة "إكس"، "سنقف بجانب سكان بالتيمور مهما طال الوقت".

وكان هذا الجسر المؤلف من أربعة مسالك يمتد على 2.6 كيلومتر في جنوب غربي مدينة بالتيمور الصناعية والساحلية الكبرى في ولاية ميريلاند على مسافة نحو 60 كيلومتراً من جنوب شرقي واشنطن، وهو شريان أساسي بين الشمال والجنوب للمواصلات والاقتصاد على ساحل الولايات المتحدة الشرقي.

وعلقت الملاحة البحرية في مرفأ بالتيمور الذي يعد من أكثر المرافئ نشاطاً في الولايات المتحدة "حتى إشعار آخر"، بحسب السلطات.

من جهته، أكد المسؤول عن خفر السواحل بيتر غوتييه، أمس الأربعاء، أن السفينة "دالي" لا تشكل خطراً على البيئة والبشر، على رغم وجود 5.6 مليار ليتر من الديزل وعدد من الحاويات المحملة بمواد خطرة على متنها.

وسقطت حاويتان من أصل 4700 حاوية في المياه.

وأعلنت مجموعة "ميرسك" الدنماركية للنقل البحري أنها استأجرت السفينة التي تشغلها مجموعة "سينرجي مارين غروب".

وأفادت إدارة ميناء سنغافورة، أمس الأربعاء، أنها خضعت لعمليتي كشف ناجحتين في 2023، وأنه أصلح مقياس مراقبة ضغط الوقود في يونيو (حزيران) الماضي.

وكانت سلطات الموانئ التشيلية أبلغت عام 2023 عن وجود خلل في أجهزة السفينة، أصلحه مالكها بسرعة، بحسب البحرية التشيلية.

ربان يطلب المساعدة

وقال مسؤولو السلامة، أمس الأربعاء، إن ربان سفينة الشحن التي اصطدمت بجسر عند ميناء بالتيمور طلب المساعدة من زورق قطر، وأبلغ عن انقطاع التيار الكهربائي قبل دقائق من انهيار الجسر، بحسب مسجل البيانات في "الصندوق الأسود" للسفينة.

وأوضحت رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل أن جسر فرنسيس سكوت كي يفتقر إلى خصائص في الهندسة الإنشائية الشائعة في الجسور الأحدث، وهذا ما جعله أكثر عرضة للانهيار الكارثي.

 

 

وظهرت معلومات جديدة حول الكارثة بعد يوم من إبلاغ سفينة الحاويات الضخمة "دالي"، التي ترفع علم سنغافورة عن فقدان السيطرة عليها قبل الاصطدام بعمود للجسر. وكانت تبحر من ميناء بالتيمور متجهة إلى سريلانكا.

وأدى الاصطدام إلى انهيار معظم أجزء الجسر في مصب نهر باتابسكو على الفور تقريباً ليغلق ممرات الشحن ويجبر ميناء بالتيمور على تعليق عملياته لأجل غير مسمى، وهو أحد أكثر الموانئ ازدحاماً على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وقد يكون للحادثة تداعيات اقتصادية هائلة، إذ يتعامل الميناء مع معظم شحنات السيارات والمعدات الزراعية إضافة إلى شحن الحاويات والبضائع السائبة مثل السكر والفحم.

وقال وزير النقل بيت بوتيجيج إن ثمانية آلاف وظيفة "ترتبط بشكل مباشر" بعمليات الميناء التي تدر أجوراً تبلغ مليوني دولار يومياً.

مع ذلك، شكك خبراء الاقتصاد والخدمات اللوجيستية في أن يؤدي إغلاق الميناء إلى أزمة كبيرة في سلاسل التوريد الأميركية أو ارتفاع كبير في أسعار البضائع بسبب القدرات الكبيرة لمراكز الشحن المنافسة على طول الساحل الشرقي.

استجواب الناجين

في وقت سابق من أمس الأربعاء، صعد فريق من المجلس الوطني لسلامة النقل إلى سفينة الشحن التي لا تزال راسية في قناة الميناء لاستجواب رباني السفينة و21 من أفراد الطاقم، بحسب ما ذكرت رئيسة المجلس جنيفر هومندي.

وبدأ المحققون أيضاً مراجعة المعلومات التي جمعت من مسجل بيانات الرحلة بالسفينة، بما في ذلك الرسائل بين الربان والسلطات في الميناء قبل وقوع الكارثة.

وقال مسؤولو المجلس الوطني في مؤتمر صحافي، أمس الأربعاء، إن الربان سمع وهو يطلب مساعدة زورق قطر قبل عدة دقائق من الحادثة، وهو أول مؤشر على الاستغاثة التي تلقاها مسؤولو الميناء، وأعقب ذلك إشارات تفيد بأن السفينة فقدت كل طاقتها وكانت تقترب من الجسر.

وتظهر لقطات فيديو أن أضواء السفينة انطفأت ثم عادت لفترة وجيزة قبل أن تنطفئ مجدداً.

والتقط المسجل أيضاً أوامر للطاقم بإسقاط المرساة بهدف إبطاء السفينة على الأرجح.

وقال مارسيل مويز محقق مجلس السلامة، إن البيانات أظهرت أن السفينة "دالي"، الذي يعادل طولها نحو ثلاثة ملاعب كرة قدم ومكدسة بحاويات الشحن، كانت تتحرك بسرعة 12.8 كيلومتر في الساعة عندما اصطدمت بعمود الجسر.

وقال شخص عبر راديو الشرطة قبل دقائق من وقوع الحادثة، "أوقفوا حركة المرور على جسر كي. هناك سفينة تقترب وفقدت السيطرة على دفتها".

وسمعت أصوات تناقش الخطوات التالية، بما في ذلك تنبيه أي طاقم عمل لمغادرة الجسر، ثم صرخ أحدهم قائلاً، "سقط الجسر بأكمله للتو!".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات