ملخص
تحسنت نتائج برشلونة بشكل فوري عقب إعلان تشافي في الـ27 من يناير عن رحيله في نهاية الموسم
يعيش نادي برشلونة الإسباني فترة من عدم اليقين والضبابية في ظل دخوله المرحلة النهائية من المنافسة المحلية والقارية في الموسم الحالي (2023 - 2024) حيث يحتل حالياً المركز الثاني في ترتيب الدوري الإسباني برصيد 67 نقطة بعد مرور 30 جولة، خلف غريمه التاريخي ريال مدريد الذي يتصدر الجدول برصيد 75 نقطة، قبل ثماني جولات من خط النهاية، وبلغ "البارسا" الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا وأوقعته القرعة في مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي.
وما يزيد من حالة التوتر داخل النادي الكتالوني هو مصير المدير الفني تشافي هيرنانديز الذي أعلن في وقت سابق نيته الرحيل من منصبه عقب نهاية الموسم الحالي كي يفسح المجال لمدرب آخر لقيادة الفريق الساعي للعودة لمنصات التتويج.
وتتعارض التصريحات العلنية لتشافي بالرحيل مع رغبة إدارة ناديه المستميتة في استمراره، وقد برز الرئيس خوان لابورتا ونائبه يوستي كأقوى حليفين تشافي، حيث يدافعان عن مشروع طويل الأمد تحت قيادته.
ويرى لابورتا قيمة هائلة في استمرارية تشافي يأتي في مقدمها قدرة القائد التاريخي السابق لفريق "بلاوغرانا" على رعاية المواهب الشابة مثل لامين يامال وباو كوبارسي ومارك كاسادو وغيرهم، ويلقى هذا الطرح صدى عميقاً لدى مجلس الإدارة.
ويعتقد لابورتا أن تشافي قادر على إطلاق الإمكانات الحقيقية للفريق، خصوصاً في مجموعة اللاعبين الشباب المميزين الذين احتضنهم، وأن هذا يتماشى مع رؤية النادي الخاصة بتطوير الشباب على المدى الطويل، ويوفر شعوراً بالاستقرار وسط التغييرات المحتملة في الفريق.
ويمتد تأثير تشافي إلى ما هو أبعد من تطوير وإتاحة الفرص للاعبي الأكاديمية، فهو يحظى باحترام اللاعبين الكبار في الفريق مثل إيلكاي غوندوغان وروبرت ليفاندوفسكي، وأن مهاراته الإدارية كان لها دور فعال في دمج الصفقات الجديدة مثل فيران توريس ورافينيا وغوندوغان مع باقي اللاعبين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلاوة على ما سبق، يقدر الفريق الإداري الذي يقوده لابورتا، موافقة تشافي على تولي المهمة الفنية في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021، وسط ما وصفها الرئيس لابورتا بأنها "أصعب فترة في تاريخ النادي" المثقل بالديون والفشل المالي والإداري.
وترى إدارة برشلونة أن تشافي نجح في التكيف مع القيود المالية المفروضة على النادي بل نجح في بناء فريق توج بلقب الدوري الإسباني على حساب العملاق الأكثر استقراراً ريال مدريد.
ويتصور لابورتا أن استمرار تشافي على رأس مشروع طويل الأمد سيكون بداية فترة ذهبية جديدة للنادي الذي هيمن على كرة القدم الإسبانية والأوروبية لسنوات.
وعلى رغم الدعم الظاهري، فإن هناك تياراً معارضاً يمارس أدواره تحت السطح، حيث يعتقد البعض داخل النادي أن رحيل تشافي (44 سنة) والتعاقد مع مدرب مخضرم ذي خبرة قارية ودولية أكبر سيقدم منظوراً جديداً وينعش الفريق.
وللمفارقة فقد تحسنت نتائج برشلونة بشكل فوري عقب إعلان تشافي في الـ27 من يناير (كانون الثاني) عن رحيله في نهاية الموسم، حيث لم يخسر طوال 11 مباراة، وحقق الفوز في ثمان منها، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.
ويبدو أن لابورتا لم يفقد أوراق المساومة والضغط سواء على تشافي أو أعضاء مجلس إدارة برشلونة، فهو يهدف إلى الإبقاء على المدرب الشاب حتى نهاية عقده الحالي في الـ30 من يونيو (حزيران) عام 2025، مع إمكانية التمديد حتى عام 2026، وهو ما يتضح من خلال تشاور الرئيس مع المدير الفني في ما يخص التعاقدات الاستراتيجية التي من المقرر العمل عليها هذا الصيف لتعزيز الفريق، وهو ما قد يعالج بعض مخاوف تشافي.
وعلاوة على ذلك لوَّح لابورتا باحتمالية التعاقد مع لاعب كبير في المستقبل، هو الهداف النرويجي إيرلينغ هالاند نجم مانشستر سيتي بطل إنجلترا.
ومن المرجح أن يتوقف قرار تشافي على الأرجح على تفاعل معقد بين العوامل الخارجية وحساباته الداخلية، لكن ستظل النتائج حتى نهاية الموسم هي العنصر الأكثر حسماً.
ويجد تشافي نفسه على حبل مشدود، حيث يسعى إلى الموازنة بين الولاء الذي يشعر به تجاه النادي الذي رباه وصعد داخله من الأكاديمية حتى أصبح القائد التاريخي للفريق، والضغط لتحقيق النجاح الفوري.