ملخص
واصلت إسرائيل عملياتها في مدينة خان يونس (جنوب)، خصوصاً في محيط مستشفى "الأمل" الذي اضطر إلى التوقف عن العمل قبل أسبوع. وقالت إنها "قتلت وأوقفت عدداً من الإرهابيين" في المستشفى، حيث عثرت أيضاً على "أسلحة".
وصلت جثث ستة عمال إغاثة أجانب من منظمة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" قتلوا بقصف إسرائيلي على غزة إلى مصر اليوم الأربعاء من أجل إعادتها لبلدانهم، فيما وصفت إسرائيل مقتلهم بأنه "خطأ جسيم".
وقتلت الغارة الإسرائيلية على دير البلح وسط القطاع، أول من أمس، سبعة متطوعين في المنظمة الخيرية الأميركية بعد أن أفرغوا لتوهم "أكثر من 100 طن من المواد الغذائية التي نقلت إلى غزة بحراً".
وأفادت مصادر مصرية بأن جثث الغربيين الستة (أسترالية وبولندي وأميركي - كندي وثلاثة بريطانيين) الذين قتلوا مع العامل الإنساني الفلسطيني سيف أبو طه، وصلت إلى مصر مساء اليوم وسُلمت إلى ممثلي بلدانهم لإعادتهم إلى وطنهم.
تعليق العمليات
وأعلنت المنظمة الخيرية أنها ستعلق عملياتها في قطاع غزة، معبرة عن صدمتها لمقتل أعضاء فريقها الأبطال، وهي تسهم منذ اندلاع الحرب في توفير وجبات طعام في قطاع غزة حيث غالبية السكان البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة مهددون بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة، كما ساعدت في إرسال سفينة أولى محملة بمساعدات إنسانية من قبرص عبر ممر بحري إلى غزة منتصف مارس (آذار) الماضي.
وأعرب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم عن "غضبه وقلقه" لنظيره الإسرائيلي، بعد أن أعلنت بولندا استدعاء السفير الإسرائيلي لبحث "مسؤولية إسرائيل الأخلاقية والسياسية والمالية".
وكانت المملكة المتحدة أعلنت في اليوم السابق استدعاء السفير الإسرائيلي للتعبير عن "تنديدها الحازم" بالضربة الإسرائيلية.
أما رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز فقال الأربعاء إن التفسيرات الإسرائيلية لمقتل عمال الإغاثة "غير كافية ولا مقبولة"، وأكد أيضاً من الدوحة أن إسبانيا ستمضي قدماً "في أسرع وقت ممكن إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، من دون أن يحدد موعداً.
ودانت الأمم المتحدة "تجاهل القانون الدولي الإنساني"، فيما انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بشدة على القصف الجوي، مؤكداً أن الدولة العبرية "لم تفعل ما يكفي لحماية المتطوعين الذين يساعدون الفلسطينيين المتضورين جوعاً".
ومنذ بداية الحرب أكدت منظمات غير حكومية عدة تعمل في غزة أن موظفيها ومواقعها تعرضوا إلى قصف إسرائيلي، وقال الباحث في الأزمات والنزاعات في منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأميركية في بيان إن الضربة التي استهدفت عاملي الإغاثة "لها خصائص الغارة الجوية الدقيقة، مما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يقصد ضرب هذه المركبات، ويؤكد الهجوم الطابع الملح للتحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين".
وأضاف أن "على الجيش الإسرائيلي تسهيل دخول وتوزيع المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة وليس عرقلتها، وإنهاء
اعتراف إسرائيلي
أقر الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء بارتكاب "خطأ جسيم" بعد الضربة التي أسفرت عن مقتل سبعة متعاونين مع منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية غير الحكومية في قطاع غزة، في حادثة تسببت بمأساة أثارت غضباً دولياً.
وقال رئيس أركان الجيش الجنرال هرتسي هاليفي إن الضربة "خطأ جسيم ما كان يجب أن يحدث"، متحدثاً عن "خطأ في تحديد الأشخاص وسط ظروف معقدة للغاية".
وأعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مساء أمس الثلاثاء عن "حزنه الكبير واعتذاره الصادق"، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربة بأنها "غير مقصودة وحادثة مأسوية".
وتأتي هذه الضربة بعد نحو ستة أشهر من الحرب المدمرة في قطاع غزة بين إسرائيل و"حماس" التي أثارها هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وبعد عودته من مهمة في غزة، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) دومينيك آلن إن الوضع في القطاع المحاصر الذي أصبح على شفا المجاعة، "أسوأ من أن يكون كارثياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومساء أمس الثلاثاء، أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن "حزنه الكبير واعتذاره الصادق" إثر مقتل سبعة عمال إغاثة، فيما وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربة بأنها "غير مقصودة" و"حادثة مأسوية".
وأعربت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" عن "صدمتها" لمقتل أعضاء فريقها "الأبطال" الذين نشرت أسماءهم وصورهم وجنسياتهم في المساء على منصة "إكس"، وهم سيف الدين عصام عياد أبو طه (25 سنة) وهو فلسطيني ولالزاومي (زومي) فرانكوم (43 سنة) وهي أسترالية وداميان سوبول (35 سنة) بولندي وجايكوب فليكينجر (33 سنة) أميركي - كندي والبريطانيون جون تشابمان (57 سنة) وجيمس (جيم) هندرسون (33 سنة) وجيمس كيربي (47 سنة).
وقال مدير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح مروان الهمص، "سيتم اليوم نقل جثامين الشهداء الستة الأجانب العاملين في منظمة المطبخ المركزي العالمي الإغاثية عبر معبر رفح الى بلدانهم".
إسرائيل في الامتحان
ودانت دول ومنظمات عدة من بينها الأمم المتحدة بشدة غير مسبوقة "تجاهل القانون الدولي الإنساني"، فيما انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بشدة على الغارة الجوية، مؤكداً أنها "لم تفعل ما يكفي" لحماية المتطوعين ممن يمدون يد العون للفلسطينيين الذين "يتضورون جوعاً".
ودعت واشنطن، أكبر داعم لإسرائيل، إلى تحقيق "سريع ومحايد".
من جهته، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك اليوم إن الهجوم الذي أسفر عن مقتل عمال الإغاثة في غزة ومن بينهم بولندي، ورد فعل إسرائيل عليه، يضع التضامن مع هذا البلد "أمام امتحان".
وعبر البابا فرنسيس اليوم عن "حزنه العميق" لمقتل عمال الإغاثة، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذين خطفتهم "حماس" والعمل على وصول المساعدات الإنسانية بصورة كاملة وحذر من اتساع "غير مسؤول" للصراع.
وقال البابا فرنسيس في عظته الأسبوعية "أعبر عن أسفي الشديد حيال مقتل المتطوعين خلال مشاركتهم في توزيع مساعدات إنسانية بغزة. أصلي من أجلهم ومن أجل أسرهم".
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "هذا أمر غير مقبول، لكنه النتيجة الحتمية للطريقة التي تدار بها الحرب"، مجدداً دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحرير الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
النقاط العالقة
أعلنت قطر اليوم الأربعاء أن عودة الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة، تشكل العائق الرئيس أمام التوصل إلى اتفاق هدنة.
وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز في الدوحة، إن "عودة النازحين لديارهم، التي لم يقبلها الإسرائيليون بعد، هي النقطة الأساسية التي نحن عالقون عندها".
وأضاف أن النقطة الشائكة الأخرى تتعلق بعدد الفلسطينيين الأسرى الذي سيفرج عنهم في مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم ’حماس‘ في السابع من أكتوبر، معرباً عن اعتقاده بأن هذه القضية "يمكن حلها".
تتوسط قطر والولايات المتحدة ومصر منذ أسابيع في المحادثات غير المباشرة تهدف إلى التوصل إلى هدنة في قطاع غزة المحاصر والمهدد بالمجاعة، وكذلك في شأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وكان الوسطاء يأملون في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل بداية شهر رمضان لكن من دون جدوى، في حين يتبادل الطرفان الاتهامات في شأن عرقلة أية محاولة للتقدم.
وقال رئيس الحكومة القطرية للصحافيين "للأسف، النقاط التي كنا عالقين عندها عندما تفاوضنا في باريس في فبراير (شباط) هي في الأساس النقاط نفسها التي نحن عالقون عندها اليوم". وأضاف "نبذل قصارى جهدنا لإيجاد الحلول، ونبذل قصارى جهدنا لضمان إيجاد أرضية مشتركة".
وكانت قناة "القاهرة" التلفزيونية المصرية أعلنت الأحد أن المفاوضات ستستأنف في القاهرة في اليوم ذاته.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حماس" الأحد "بالتشدد" في موقفها، بينما اتهم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إسرائيل الأربعاء "بالمراوغة".
وقت الاعتراف آتٍ
من جانبها، قالت وزيرة خارجية بلجيكا حجة لحبيب إن "قرار الأمم المتحدة في شأن غزة ليست له أية عواقب على الأرض، ويشكل علامة استفهام حقيقية حول نفوذنا في الصراع"، وأكدت أن "الاعتراف بفلسطين هو أمر سنأخذه في الاعتبار عندما يحين الوقت".
وأوضح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أنه "سنعترف بفلسطين دولة ذات سيادة، لذلك سيكون لها مكان في الأمم المتحدة".
وطالبت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي اليوم بإجراء تحقيق كامل في مقتل موظفي الإغاثة في قطاع غزة، ومن بينهم مواطن كندي نتيجة غارة جوية إسرائيلية.
وقالت على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل إن إسرائيل بحاجة إلى احترام القانون الدولي، مضيفة أن كندا ستتأكد من ذلك.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" صباح اليوم بـ"وصول 60 قتيلاً إلى المستشفيات غالبيتهم من الأطفال والنساء، إثر الاستهدافات والقصف الاسرائيلي، ولا يزال عشرات المفقودين تحت الأنقاض". وبذلك ترتفع الحصيلة في قطاع غزة إلى 32975 قتيلاً منذ اندلاع الحرب، بحسب الوزارة.
وأعلنت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية التي شاركت منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في عمليات الإغاثة وتوزيع وجبات غذائية على سكان القطاع، أمس وقف عملياتها في غزة.
حرب المستشفيات مستمرة
ومنذ بداية الحرب، شاركت المنظمة في عمليات إنسانية من خلال توفير وجبات طعام في قطاع غزة، حيث غالبية السكان البالغ عددهم حوالى 2.4 مليون نسمة مهددون بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة. وساعدت في إرسال سفينة أولى محملة بمساعدات إنسانية من قبرص عبر ممر بحري إلى غزة في منتصف مارس (آذار) الماضي.
وبسبب صعوبة إدخال المساعدات الإنسانية براً إلى القطاع المحاصر، فتح ممر بحري في أواسط مارس، لكن الحكومة القبرصية أعلنت أمس أن السفينة "جينيفر" التي أبحرت من سواحل الجزيرة المتوسطية السبت الماضي إلى غزة، في طور العودة للجزيرة مع حمولتها البالغة زنتها 240 طناً من الأغذية بعد الضربة.
وانسحبت أول من أمس القوات الإسرائيلية من مجمع مستشفى الشفاء في غزة، مخلفة وراءها دماراً هائلاً وقتلى بعد تنفيذ عملية عسكرية داخله وفي محيطه بدأتها في الـ18 من مارس لاتهام "حماس" باستخدامه "مركز قيادة".
وأشارت أمس إلى أنها تواصل عملياتها في مدينة خان يونس (جنوب)، خصوصاً في محيط مستشفى "الأمل" الذي اضطر إلى التوقف عن العمل قبل أسبوع بسبب العمليات الإسرائيلية.
وقالت إنها "قتلت وأوقفت عدداً من الإرهابيين" في المستشفى، حيث عثرت أيضاً على "أسلحة".
ميدانياً، ذكر إعلام "حماس" في القطاع أن "الاحتلال شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي خلال الساعات الـ24 الأخيرة، واستهدف منازل المدنيين التي انهارت على ساكنيها في مخيم النصيرات والمغراقة وخان يونس".
وأفاد شهود بأن اشتباكات عنيفة تركزت في وسط مدينة خان يونس ومنطقة المغراقة وشمال النصيرات وتل الهوى بمدينة غزة.
ضد عائلات الرهائن
وفي القدس، تظاهر آلاف الإسرائيليين من بينهم عدد من أقارب الرهائن المحتجزين في غزة مجدداً مساء أمس، مطالبين باستقالة نتنياهو ومتهمين إياه بـ"خيانة" الثقة الشعبية.
وهتفت إيناف زانغاوكر والدة رهينة في غزة عبر المذياع مخاطبة نتنياهو، "تخوض حملة ضدي، ضد عائلات الرهائن، لقد انقلبت علينا. أنت خائن لشعبك ولناخبيك ولدولة إسرائيل".
وفي سياق الصراع، ألقى الجيش الإسرائيلي اليوم باللوم على "حزب الله" في جرح ثلاثة مراقبين من قوات الأمم المتحدة ومترجمهم في بلدة رميش بجنوب لبنان قبل أيام، مشيراً إلى أنهم أصيبوا في انفجار عبوة زرعها الحزب.
وقال في منشور على منصة "إكس"، "بحسب المعلومات المتوافرة لدى الجيش الإسرائيلي، الانفجار الذي وقع السبت الماضي، الـ30 من مارس، في بلدة رميش وأسفر عن جرح عدد من عناصر قوات ’يونيفيل‘ الدولية، نتج من تعرض دورية يونيفيل لتفجير عبوة ناسفة كان زرعها الحزب في المنطقة سابقاً".