Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المتظاهرون يقتحمون حواجز بيت نتنياهو ويخترقون الكنيست

عائلات الأسرى تضع إسرائيل أمام مفترق طرق حول مستقبل غزة ومنطقة حيفا الأكثر خطورة شمالاً

أقارب ومؤيدو الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" خلال تظاهرة أمام البرلمان الإسرائيلي   (أ ف ب)

ملخص

رئيس الشاباك رونين بار حذر من أعمال الاحتجاج الذي قامت بها عائلات الأسرى أمام منزل نتنياهو في الكنيست واعتبرها خطوات غير شرعية وخطرة

بمرور 180 يوماً على حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من دون تحقيق أهداف الحرب ولا أفق قريباً لصفقة الأسرى، رفعت عائلاتهم حدة احتجاجاتها إلى درجة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، وفق أمنيين وسياسيين.

 تجاوزت الاحتجاجات كل الحدود القانونية المسموح بها فواجهت قوات الأمن المحيطة بمنزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ثم اخترقت الحواجز بالتهديد بعدم السكوت والتراجع وحملت نتنياهو مسؤولية عرقلة صفقة الأسرى.

ودعت نتنياهو إلى الاستقالة وتبكير الانتخابات البرلمانية، ثم توجهت مجموعة أخرى كبيرة نحو مبنى الكنيست وبعد دخول العشرات بشكل منظم إلى الكنيست اخترق العائلات القاعة الكبرى وهناك وقعت مشادات كلامية وصفها رجال الأمن بالمشاغبات ومخالفة القانون ومجموعة ثالثة دخلت إلى اللجان المجتمعة في الكنيست وفرضت وجودها هناك. كل هذا، وفق العائلات، بداية لتصعيد مستمر حتى إعادة الأسرى.

رئيس الشاباك رونين بار حذر من أعمال الاحتجاج، التي قامت بها عائلات الأسرى أمام منزل نتنياهو في الكنيست واعتبرها خطوات غير شرعية وخطرة.

وفي ختام تقييم للوضع في أعقاب الاحتجاجات قال بار إن "هذه الاحتجاجات والخطاب العنيف وما شاهدناه في القدس وتل أبيب من أعمال خلال التظاهرات هي تجاوز لقواعد الاحتجاج المتعارف عليها، ومن شأنها أن تقود إلى احتكاك عنيف مع عناصر الأمن وحتى استهداف شخصيات تخضع للحراسة"، وفق ما جاء في بيان خاص لرئيس الشاباك الذي حذر من "تداعيات استمرار وتصعيد هذه الاحتجاجات لما فيه من تطور مقلق من شأنه أن يقود إلى تطورات خطرة يحظر الوصول إليها".

واعتبر وزراء في الحكومة ما تشهده إسرائيل من احتجاجات ومظاهرات تدهوراً خطراً نحو انقسام حقيقي في إسرائيل يهدد حتى أمنها، وقال أعضاء كنيست من المعارضة إن إسرائيل باتت أمام مفترق طرق، ولم يسبق وأن وجدت إسرائيل نفسها بوضعية خطرة كهذه.

وكان المتظاهرون من عائلات الأسرى والمتضامنين معهم تصدوا لعناصر الشرطة والأمن الذين حاولوا منعهم من رفع المشاعل واعتدوا عليهم وفي أعقاب إشعال حرائق واعتداءات استخدمت الشرطة المياه لتفريق المتظاهرين.

تعنت المواقف وإخفاقات مستمرة

تصعيد الاحتجاجات جاء بتزامن الإعلان عن عدم التقدم بخطوات عملية في صفقة الأسرى، على رغم ما أعلنه ديوان رئيس الحكومة أن الوفد المفاوض في القاهرة عاد بعد محادثات مجدية بلور خلالها الوسطاء مقترحاً محدثاً لنقله إلى "حماس".

ووفق ما تكشف من معلومات، فإن الحديث يدور عن رفع عدد الفلسطينيين الذين توافق إسرائيل على نقلهم إلى الشمال على ألفي فلسطيني وهو ما ترفضه "حماس" وتطالب بنقل جميع السكان وترفض إسرائيل عودة أي فلسطيني إلى شمال القطاع من دون أن يمر بتفتيش من قبل قوات الجيش الإسرائيلي بادعاء خشيتهم أن يعود بينهم مقاتلو الحركة الفلسطينية.

إضافة إلى ذلك، تبين في المداولات أنه باستثناء عضو الكابينت الحربي غادي آيزنكوت، لا يؤيد أي عضو في الكابينت انسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يقطع القطاع بين الشمال والجنوب.

 

وبينما تنتظر إسرائيل رد "حماس" على المقترح الأخير الذي وضع على الطاولة، أعلنت الحركة خلال الأيام الأخيرة أنها تواصل المطالبة بإعادة السكان الغزيين إلى شمال القطاع من دون استثناء.

بالتزامن كشف عن أن واشنطن رفضت الخطة التي عرضته إسرائيل لاجتياح رفح، وذلك خلال اللقاء الافتراضي الذي عقد بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي ومن واشنطن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جان سوليفان.

 الجانب الإسرائيلي عرض خطة أمام الأميركيين يذكر فيها أنه سيعمل خلال أربعة أسابيع على نقل 1.4 فلسطيني من رفح قبل شن اجتياح بري، وهو جانب مركزي في الخلاف بين الطرفين إذ أكد الأميركيون أن عملية إخلاء كهذه تستغرق أربعة أشهر على الأقل. واعترض الأميركيون على مجمل تفاصيل العملية في الجانب المتعلق بالمساعدات الأميركية.

وقال عضو الكنيست داني دانون إن "إسرائيل تواصل محادثاتها مع واشنطن لا نوافقهم على كل شيء ولكن أعتقد أن الأميركيين يريدون انتصار إسرائيل وهذا لا يتم إلا بهزيمة (حماس) وعملية رفح جزء من هذه الهزيمة، لذلك حالياً سنواصل المحادثات معهم والوفد الإسرائيلي سيتوجه إلى واشنطن لاستكمال المحادثات، وفي النهاية سنثبت للأميركيين ما أثبتناه بداية الحرب عندما قالوا إنه لا يمكنكم دخول غزة براً ولا يمكنكم إخلاء السكان وقد أخطأوا فقد دخلنا بعملية برية وأخلينا السكان والعملية شمال غزة نجحت، هكذا سنفعل الآن وسنثبت الأمر ذاته في رفح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شعب إسرائيل 

أمام الوضعية التي تشهدها إسرائيل من حيث الاحتجاجات والانقسامات والمطالبة باستقالة نتنياهو، وفي الوقت نفسه عدم النجاح بتحقيق أهداف الحرب بعد 180 يوماً، ذكر مطلعون على كواليس الاجتماعات واللقاءات أن نتنياهو في حالة هستيريا وعصبية ولم يعد يدرك ما يجب فعله أمام العقبات في مختلف المجالات والاحتجاجات المتصاعدة التي لم تشهدها إسرائيل من قبل.

 الجنرال المتقاعد إسحق بريك، الذي سبق وتبوأ مناصب عدة في الجيش بينها في سلاح المدرعات والكليات العسكرية، ويعتبر اليوم أكثر القادة العسكريين السابقين المنتقدين لسياسة الحكومة والجيش في غزة والداعين إلى إنهاء الحرب والاعتراف بالفشل، اتهم نتنياهو وقادة الجيش بقيادة إسرائيل إلى الهاوية "انطلاقاً من أن رئيس الحكومة يختار التهديدات على إسرائيل حسب مصالحه الشخصية. وهو مستعد لفعل كل شيء من أجل الحفاظ على حكمه، فيما المؤسستان السياسية والأمنية تسيران خلفه، مثل القطيع وبذلك يقودوننا إلى الهاوية". وفق بريك.

 وبحسب بريك فإن إسرائيل تقف الآن في مفترق طرق، "الواضح أن إخفاقات إسرائيل في حرب غزة ستحسم مصيرها، خيراً كان أو شراً، وجوداً أو عدم وجود. للأسف هذا المنحى ليس في صالحنا. إذا لم ينهض شعب إسرائيل من النوم، وإذا لم يقم كسيد بإجراء تغيير لاستبدال المستويين السياسي والأمني الفاسدين، فإننا ببساطة لن نبقى على قيد الحياة هنا".

تابع، "الشعار الفارغ (تدمير حماس بشكل مطلق) الذي بناء عليه يقود المستويين السياسي والأمني الحرب، سيؤدي إلى أننا سنفقد المخطوفين والإنجازات العسكرية في قطاع غزة واقتصاد إسرائيل والدول الصديقة لنا في العالم والأمن الاستراتيجي للدولة".

وفي سياق انتقاده لمجمل سياسة نتنياهو قال بريك، "في فترة حكمه استثمرت مليارات الشيكلات في المناورات لسلاح الجو، بما في ذلك مناورات مشتركة مع الجيش الأميركي حول مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. نتنياهو كان أيضاً مستعداً لتدمير علاقاته مع الحزب الديمقراطي ورئيسه كي لا يسمح بعقد الاتفاق النووي. وها هو الآن، في ظل الحرب في غزة، الأحداث تتقدم بوتيرة سريعة نحو القنبلة النووية من دون إزعاج. ولكن صوت نتنياهو اختفى".

وتساءل إذاً يمكن لنتنياهو من أجل تدمير "حماس" بشكل مطلق أن يهمل التهديد الاستراتيجي الأكثر خطورة على دولة إسرائيل، ويتعامل معه وكأنه غير موجود؟ يجيب، "في نهاية المطاف حتى لو بقيت (حماس) قائمة وسليمة ومن دون أن يلحقها أي ضرر، فإن تهديدها لإسرائيل لا يقارن مقابل التهديد الوجودي (النووي والتقليدي)، لإيران ووكلائها".

 

 

يوضح، بالنسبة لنتنياهو وأنصاره فهم يريدون إطالة مدة الحرب تحت شعار "تدمير حماس المطلق" التي تسمح بتأخير الأمر الذي لا مفر منه. أيضاً هم يفضلون البقاء على حساب أمن الدولة ومواطنيها. هم يقودوننا نحو الهاوية"، تحذير بريك كان بمثابة مادة ثرية كررها ممثلون عن العائلات في لقاءاتهم الصحافية وحديثهم خلال المظاهرات.

سكان الشمال أكثر جبهة غضباً 

وفي الشمال يواصل السكان المبعدون عن بيوتهم ستة أشهر احتجاجاتهم ضد سياسة الحكومة ورفضهم العودة إلى بيوتهم، واحتدم الوضع هناك في أعقاب مقتل قياديين بالحرس الثوري الإيراني في قصف بسوريا.

الجيش الإسرائيلي من جهته أكد للسكان أنه بات على أهبة الاستعداد لضمان الأمن وحتى للمواجهة مع لبنان في حال تصعيد مفاجئ يؤدي إلى نشوب حرب.

أما الجبهة الداخلية فأجرت تدريبات للاستعداد لسيناريو حرب في الشمال، بما في ذلك التدريب والاستعداد على احتمال رفع حالة الطوارئ في مدينة حيفا والمنطقة.

وحضر التدريب رئيس الأركان يوآف غالانت، ووزراء ومسؤولون، واعتبر غالانت احتمال نشوب حرب في الجبهة الشمالية يتزايد بشكل مستمر خصوصاً أن هناك حاجة لعودة سكان بلدات الشمال الذين تركوا بيوتهم منذ ستة أشهر.

وقال غالانت إن الجيش "يعزز جهوزيته لأي سيناريو يشمل اتساع دائرة الحرب في المنطقة على خلفية الحرب في غزة، وفي الوقت نفسه نقوم بتوسيع عملياتنا ضد حزب الله، وضد الكيانات الأخرى التي تهددنا، ونحن نضرب أعداءنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

وفيما أكد غلانت أن إسرائيل تفضل حلاً دبلوماسياً لضمان أمن الجبهة الشمالية قال: "الجيش والأجهزة الأمنية والعسكرية تستعد لاحتمال حل عسكري تجاه لبنان ومثل هذه الحرب ستكون تحدياً صعباً لإسرائيل، لكنها ستكون كارثة على حزب الله ولبنان، ليس أقل من ذلك، بخاصة في بيروت وجنوب لبنان".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير