الذهب يواصل مسيرته القياسية

واصلت أسعار الذهب مسيرتها القياسية للجلسة الخامسة لتقود المعدن الأصفر إلى تسجيل مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، في وقت تترقب فيه الأسواق حزمة من البيانات الاقتصادية المهمة، التي يمكن أن تقدم مزيداً من المؤشرات على المسار الذي سيتبعه مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في شأن السياسة النقدية.

سجلت الأوقية 2313 دولاراً
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 2278.50 دولار للأوقية (الأونصة) الآن، بعد أن سجل مستوى قياسياً مرتفعاً عند 2313.04 دولار مساء أمس الخميس، وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 2296.90 دولار.

يشار إلى أن خفض أسعار الفائدة من كلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك.

وعن ذلك قال المحلل لدى "إيه سي واي" للأوراق المالية لوكا سانتوس "سيستمر الذهب في الارتفاع مع تراجعات طبيعية"، مضيفاً أن "انخفاض الدولار في ظل توقعات المستثمرين بأن يخفض مجلس الاحتياط الاتحادي الفائدة".

عدم اليقين الاقتصادي

هذا العام وعدم اليقين الاقتصادي وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط عوامل شكلت قوة دافعة للأسواق، وعلى رأسها الذهب.
ويتجه المعدن النفيس لتسجيل مكاسب للأسبوع الثالث، مدعوماً أيضاً بعمليات شراء قوية من جانب البنوك المركزية، وطلب من الصناديق المواكبة لاتجاهات السوق.
ويتحول التركيز الآن إلى بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لشهر مارس (آذار) الماضي، المقرر صدورها اليوم، التي قد تعطي مزيداً من المؤشرات في شأن التوقيت الذي سيبدأ فيه المركزي الأميركي خفض الفائدة.
في غضون ذلك قال رئيس "الفيدرالي" جيروم باول إن "البنك لديه الوقت لإجراء مزيد من المداولات في شأن أول خفض للفائدة، وذلك بالنظر إلى قوة الاقتصاد وقراءات التضخم التي صدرت في الآونة الأخيرة وجاءت مرتفعة".
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 1.7 في المئة إلى 26.49 دولار للأوقية، بعدما ارتفعت في الجلسة السابقة لأعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) 2021.

في تلك الأثناء هبط البلاتين 0.4 في المئة إلى 921.66 دولار، ويتجه المعدنان لتسجيل مكاسب أسبوعية، ونزل البلاديوم 1.9 في المئة إلى 1002.03 دولار.

وقال صناع السياسة في "الفيدرالي" الثلاثاء الماضي إنهم يعتقدون أنه سيكون من "المعقول" خفض أسعار الفائدة الأميركية ثلاث مرات هذا العام، على رغم أن أحدث البيانات الاقتصادية القوية أثارت شكوك المستثمرين حول هذه النتيجة.

ووفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي أم إي"، يتوقع المتعاملون في السوق بنسبة 74 في المئة الآن أن يبدأ الاحتياط الاتحادي في خفض أسعار الفائدة في يونيو المقبل.

تنويع الاحتياطات الأجنبية

وذكرت أبحاث "بي سي أي" العالمية أن البنوك المركزية ستواصل شراء الذهب مع خفض أسعار الفائدة، لرغبتها في تنويع الاحتياطات الأجنبية بعيداً من الدولار الأميركي، مع وجود حال عدم اليقين الجيوسياسي المتزايد المدفوع بالحرب في أوكرانيا وغزة.

وارتفع الذهب، الذي يستخدم للتحوط ضد التضخم وملاذاً آمناً خلال أوقات الغموض السياسي والاقتصادي، أكثر من 10.8 في المئة حتى الآن هذا العام، ويتجه إلى الارتفاع لليوم السابع على التوالي.