بعد الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن الهجمات على منشآت أرامكو السبت الماضي، عكس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان موقفاً أكثر وضوحاً عندما صرّح "بأنّ احتمال أن يكون المتمردون الحوثيون نفذوا الهجوم على المنشأتين النفطيتين في السعودية، يفتقد إلى بعض الصدقية".
هذا الموقف جاء بعد إعلان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء المنصرم أن فرنسا لن تتسرع في التعليق على من يقف وراء الهجوم على منشآت النفط السعودية. وعندما سئلت المتحدثة في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، عما إذا كانت باريس تعتبر التحليل السعودي والأميركي بأن إيران وراء الهجوم، موثوق، أجابت المتحدثة قائلة "إننا نشاطر الرغبة في إثبات الحقائق بعناية قبل اتخاذ أيّ رد فعل".
من جهة أخرى أعلن متحدث في الجيش الفرنسي إرسال سبعة خبراء إلى السعودية للمشاركة في التحقيق الذي تقوم به الرياض.
بريطانيا
في هذا السياق يبقى الموقف البريطاني الأكثر تشدداً أوروبياً مقارنة بغيره، إذ قال وزير الخارجية دومينك راب، إن المملكة المتحدة "ستعمل مع شركائها الدوليين لتحديد الرد الأوسع، والأكثر فاعلية على الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية التابعة لأرامكو السعودية".
وزارة الدفاع السعودية
وأمس الأربعاء أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العقيد الركن تركي المالكي "أن الهجوم لم يأت من اليمن لتجاوز الأسلحة المستخدمة في الهجوم القدرات العسكرية لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران التي لا تتوافق مع المسافة، إذ تقع الأهداف خارج نطاق طائرات المليشيات المسيرة"، واصفاً إصرار ميليشيات الحوثي على تبني العملية بـ"الرواية المزيفة" التي تسعى من خلالها الميليشيات للتغطية على التورط الإيراني المباشر في العملية.
المالكي أضاف أن الأدلة حول قدوم الاستهداف من الشمال دامغة وفق الإثباتات التي تمتلكها الوزارة مما لا يدع مجالاً للشك في تكذيب ذلك، مستعرضاً عدداً من اللقطات المسجلة لكاميرات مراقبة توضح قدوم الطائرات من جهة الشمال قبيل الاستهداف.
ويضيف المالكي أن الاعتداءات الأخيرة على بقيق وخريص هي امتداد للاعتداءات التي سبق وأن استهدفت منشآت نفطية في عفيف والدوادمي من حيث الأسلحة المستخدمة، مشيراً إلى أن الهجوم على بقيق تم بـ18 طائرة مسيرة من نوع "delta wing"، في حين استهدفت منشأة هجرة خريص بـ7 من الصواريخ كروز الجوالة حديثة الصنع (2019) قادرة على الطيران بارتفاع منخفض وموجه، وهو ما سبق للحرس الثوري الإيراني أن أعلن امتلاكه لهذه النسخة تحت اسم صواريخ "يا علي".