"ضربات الرأس" تضع الكرة الإنجليزية في مرمى قضايا اللاعبين القدامى

أجريت دراسة في عام 2019 على بعض اللاعبين القدامى والحاليين، بعد ظهور حالات وفاة نتيجة بعض الأمراض العصبية والخرف، وهو ما ارتبط بتأثر هؤلاء بضربات الرأس وممارسة كرة القدم، وهذا ما أكدته الأبحاث التي خضع لها بعض اللاعبين ميدانياً.

وخضعت مجموعة من اللاعبين من فئات عمرية مختلفة للاختبارات التي حددتها الدراسة من أجل معرفة أسباب تعرض بعضهم لأضرار في المخ وأمراض الخرف مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى الوفاة في الكثير من الأحيان، إذ كانت تعمل بعض الجهات المسؤولة لمكافحة هذه الظاهرة والاعتناء باللاعبين أثناء ممارستهم لكرة القدم.

وأكد بعض الباحثين الذين عملوا على هذه الدراسة أنهم استخدموا أحدث التقنيات من أجل التعرف إلى الأعراض المبكرة لتأثير ضربات الرأس على اللاعبين، وخضوع المرضى للعلاج من أجل عدم تفاقم إصابتهم.

وجاءت نتائج هذه الدراسة بأن لاعبي كرة القدم أكثر عرضة من غيرهم بثلاث مرات ونصف للوفاة بسبب الخرف، وذلك لكثرة ضربات الرأس.

وقررت الاتحادات المحلية في إنجلترا واسكتلندا وإيرلندا الشمالية، منع الأطفال في المراحل الابتدائية من ضربات الرأس أثناء لعب كرة القدم، وذلك من أجل تفادي أي أمراض دماغية في المستقبل، وفي الفئة العمرية من 12 إلى 16 وضعت هذه الاتحادات منهجاً مدروساً من أجل التدرج في ظهور ضربات الرأس يبعد اللاعبين عن أي ضرر.

قضايا بسبب "ضربات الرأس"

وكشفت تقارير صحافية، عن قيام بعض اللاعبين القدامى برفع قضايا ضد الهيئات المختلفة الخاصة بكرة القدم الإنجليزية وذلك بسبب إصابات الرأس التي لحقت بهم أثناء ممارسة الرياضة.

ونشرت صحيفة "ماركا" الإسبانية تفاصيل اتهامات اللاعبين للهيئات المختلفة والأسباب التي دفعتهم لذلك، إذ تمت مقاضاة كل من رابطة الدوري الإنجليزي والاتحاد الويلزي لكرة القدم والهيئات التي تدير الدرجات المختلفة، وذلك بسبب عدم حماية اللاعبين من المعاناة التي تلحق بهم على مستوى الرأس بسبب ممارستهم لكرة القدم.

وأضافت الصحيفة أن التهمة التي وجهت للهيئات المختلفة "الإهمال" في الاعتناء بهم، مما عرض بعضهم للوفاة وكان آخرهم نجم توتنهام هوتسبير السابق جو كينار، والذي توفى في أبريل (نيسان) الماضي، وذلك بسبب تطور الأعراض التي لحقت به بعد إصابته بمرض الخرف الوعائي، وذلك يعود لعدم العناية به أثناء لعبه لكرة القدم أو بعد الاعتزال، وهو ما اعتمد عليه المحامون في تقديم مستنداتهم في القضية.

تقارير طبية

قدم المحامون الذين يتولون قضايا هؤلاء اللاعبين السابقين، ما يقرب من 8000 صفحة من تقارير طبية وسجلات مختلفة تثبت تعرضهم لبعض الأضرار العصبية منها الخرف والاعتلال الدماغي المزمن ومتلازمة الارتجاج والصرع وبعض الأمراض في الخلايا العصبية الحركية.

وتحدث محامي اللاعبين ريتشارد بوردمان في تصريحات نشرتها صحيفة "ماركا" أن الجلسة الأولى للقضية تم تحديدها بيوم الأربعاء المقبل من أجل اتخاذ قرار عادل يعيد الحق لهؤلاء اللاعبين الذي لم يحصلوا على حماية من بعض الأمراض الدماغية من قبل هيئات كرة القدم في إنجلترا، واتهم أن الجانب الآخر يسعى لإطالة مدة القضية.

ووفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن هذه المجموعة من اللاعبين تطالب بتعويضات بسبب فشل الاتحادات المذكورة في حمايتهم من التعرض لأمراض قاتلة وعدم وضع خطة طبية من أجل العناية بهم، مما ترتب على التأثير على حياتهم بعد اعتزال ممارسة كرة القدم.