Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الميول الرياضي مفترق طرق بين النكاية والانتماء

التعصب الرياضي موجود في كل دول العالم ولكنه يختلف من مكان لآخر، بحسب شعبية النادي ومنجزاته وطبيعة المنافسة وعقلية المشجع

لا تكاد تخلو لعبة من دون أن يصحبها ميل لفريق أو انتماء لآخر وقد يتطور الأمر إلى اشتباكات (مواقع التواصل)

ملخص

عندما يلعب فريق سعودي في بطولة قارية أو دولية فإن أنصاره يحتشدون خلفه، لكن مشجعي الفرق الأخرى التي تنافسه محلياً ينقسمون بين دعمه أو تشجيع الفريق الخارجي الذي ينافسه. 

تجاوزت الرياضة حدود الترفيه حتى تبوأت مكانتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وشكلت قوة ناعمة لا يستهان بها، ولم تقتصر الرياضات على ممارسيها فقط، بل لعب الجماهير من خلال مقاعد المدرجات أو من خلف الشاشات دوراً كبيراً في دعم الفريق، حتى أصبحوا عنصراً مهماً وجاذباً للشركات الراعية والاستثمارية.

ولا تكاد تخلو لعبة من دون أن يصحبها ميل لفريق أو انتماء لآخر، ومنها انبثقت رابطة المشجعين والـ "ألتراس"، وهم فئة التشجيع المنظم والمتعصب، ولهم تقاليدهم وطقوسهم الخاصة حتى أصبح التشجيع أحد أهم ركائز الرياضات كافة.

في خضم ذلك تأتي الميول وتشجيع فريق منافس خلال البطولات القارية والعالمية لتكون نقطة مختلفاً عليها ومفترق طرق للجماهير بين النكايه بالغريم أو الانتماء الوطني، والتي ينظر إليها على أنها تولد احتقان الجماهير وتؤجج التعصب الرياضي.

بين الانتماء والنكاية

التقت "اندبندنت عربية" عدداً من المشجعين من الجنسيات العربية الذين أكدوا أن طبيعة الرياضات كافة تخلق نوعاً من التحدي والمنافسة، وأن الجماهير هم من يولد فيهم حب الانتماء والميول، وهو أمر طبيعي في عالم الرياضة، ولهم الحرية في تشجيع ما شاءوا محلياً أو دولياً.

فواز محمد، وهو مشجع لكرة القدم، قال إن "تشجيع فريقا خارجي ضد ممثل بلدي في بطولة قارية أو عالمية ما هو إلا نكاية به كونه منافساً لفريقي، لكني لا أويد ربط تشجيع فريق ما بالانتماء الوطني، فعندما يفوز الفريق في البطولة القارية لن يتغنى هو أو محبوه بالوطن، وإنما سيتغنون بفريقهم الذي حقق تلك المنجزات".

وأضاف المشجع ، "تجد في المباريات القارية تحديداً لاعبين يشاركون ضد فرق بلدهم، وعند الفوز أو تسجيل الأهداف يحتفلون بها، مما يدل على أن الانتماء الوطني لا علاقة له بالنادي وإنما بالمنتخب فقط".

ويخالفه الرأي بسام خالد، إذ يوضح أن "الميول الرياضية للأندية تقتصر على البطولات المحلية، بينما في البطولات القارية والدولية لا بد من مؤازرة وتشجيع ممثل البلد حتى وإن كان منافساً لفريقي، لأن الإنجاز باسم البلد ويعكس قوة الأندية المحلية والبطولات التي تنظمها الدولة".

تطرف التشجيع

وعن الحديث حول التعصب الرياضي قال المستشار الأسري والتربوي أحمد النجار إن "التعصب الرياضي نوع من التطرف الموجود في مجالات الحياة، سواء في الحب أو في الكراهية أو السلوكات والعلاقات الاجتماعية"، مضيفاً أن التشجيع والميل بتطرف ينتج منه تجاوزات أخلاقية حتى على الفرد نفسه، ومتاعب قد تجره وغيره الى دائرة المشكلات".

وأوضح النجار أن هناك نوعين من التصعب الرياضي، مذموم و محمود، مشيراً إلى أن المذموم هو درجة من التشجيع والحماسة تصل حد المشاغبة والإضرار بالنفس والسخرية والتنمر والإساءة للآخرين، وقد تتطور الأمور إلى السب والشتم وحتى العراك، لافتاً إلى أن نظيره المحمود هو الميل والتشجيع والحماسة التي تحدثها اللعبة نفسها من دون إفراط.

وتطرق المتخصص التربوي في حديثه الى أسباب أخرى نفسية لا علاقة لها بالرياضة، إذ قد يكون المشجع مصاباً ببعض الأمراض النفسية ووجد في الرياضة متنفساً يخرج فيها كل ما يمر به من ظروف وضغوط وتفجير طاقات مكبوتة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف النجار، "في هذه الحال لا نعالج العرض وإنما السبب الذي يقف وراءه"، موضحاً أن "فئة صغار السن عادة ما يكون التعصب لديهم تقليداً"، مشيراً إلى دور الأسرة وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية في إعادة مسار التشجيع والحماسة لشكلهما الطبيعي.

وفي سياق حديثه وجه النجار أصابع الاتهام إلى الإعلام الرياضي في تأجيج التعصب الرياضي ووصفه بالمحرك الرئيس له، وقال إنه "بات يأخذ منحنى غير حسن ولا بد من التوقف وتصحيح المسار".

وتابع الخبير الأسري أنه مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي تحول الإعلام الرياضي من حرص على مصلحة الفريق إلى استقطاب متابعين ومشاهدات أكثر، من خلال تأجيج الشارع الرياضي حتى لو كان على حساب احتقان الجماهير وإيصالهم إلى درجة الضغط النفسي، حتى وصل الأمر إلى ظهور بعض الإعلاميين بشكل مسيء، ولاحقاً يعود بحكم قضائي معتذراً في تلك المنصات.

التعصب المحمود

فيما أشار الإعلامي الرياضي علي دعرم إلى أن "التعصب الرياضي موجود في كل دول العالم ولكنه يختلف من مكان لآخر، بحسب شعبية النادي ومنجزاته وطبيعة المنافسة وعقلية المشجع، وهو أمر محمود وإيجابي في عالم الرياضة، ولكنه إذا تجاوز الخطوط الحمر وأصبح فيه إساءة للطرف الآخر والتشكيك في منجزاته والانتقاص من بطولاته ونتائجه، فهنا يتحول إلى آفة وأزمة يجب اقتلاعها ومحاربتها".

وأضاف درعم أن تحول التعصب من حب ناديك المفضل إلى كره وحقد على نادي آخر له مسببات، ومن أهمها التصريحات الاستفزازية والتضليل ونقل معلومات غير صحيحة من قبل مسؤولي الأندية، إضافة إلى تصدر المشهد الإعلامي في القنوات الفضائية من أشخاص غير مؤهلين، وهم في الأساس مشجعون متعصبون لأنديتهم، مما جعل الشارع الرياضي يحتقن ويصل إلى مرحلة التشنج، مما نتج منه عداء غير مسبوق بين أشخاص وجماهير وكيانات".

غرامات ومخالفات

وحذرت السعودية من نشر أية تجاوزات أو إساءات من شأنها تأجيج التعصب الرياضي عبر منصات الإعلام المختلفة، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، وتتولى "هيئة تنظيم الإعلام" النظر في التجاوزات الإعلامية لإيقاع الجزاءات بشكل عاجل، وتشمل غرامات مالية تصل في حدها الأعلى إلى مليون ريال (375 ألف دولار).

وشددت الهيئة على أهمية البعد من المهاترات والسجالات التي تثير الاحتقان بين أفراد المجتمع، مشددة على أنها لن تتهاون في إيقاع الجزاءات بحق المخالفين.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة