ملخص
لا تزال قواعد اللباس تحدد ما نرتديه ومتى نرتديه وما تعنيه ملابسنا، ففي بعض المدن يعتبر ارتداء بعض أشكال السراويل مرفوضاً، وحتى عندما لا تكون هناك قواعد مكتوبة، فإن قواعد اللباس الضمنية لا تزال تؤثر في الفرص والحراك الاجتماعي.
إن قواعد اللباس قديمة قدم الملابس نفسها، ولقرون عدة كانت الملابس رمزاً للمكانة الاجتماعية ووسيلة للحفاظ على السيطرة السياسية، ففي إنجلترا التيودورية نسبة لأسرة تيودور، كان الحرير والمخمل والفراء مخصصة للنبلاء، وفي عصر النهضة استحوذ البطريرك الفلورنسي كوزيمو دي ميديشي على قوة الموضة وقواعد اللباس عندما قال "يمكن للمرء أن يصنع رجلاً نبيلاً من ياردتين من القماش الأحمر"، وتطورت قواعد اللباس جنباً إلى جنب مع المثل الاجتماعية والسياسية السائدة في ذلك الوقت، لكنها كانت دائماً تعكس الصراعات على السلطة والمكانة.
ملابس ذكية
حتى في اليوم العادي وغير الرسمي، لا تزال قواعد اللباس تحدد ما نرتديه ومتى نرتديه وما تعنيه ملابسنا، ففي بعض المدن يعتبر ارتداء بعض أشكال السراويل مرفوضاً، وحتى عندما لا تكون هناك قواعد مكتوبة، فإن قواعد اللباس الضمنية لا تزال تؤثر في الفرص والحراك الاجتماعي.
لذلك يأتي مصطلح Dress Code وهو تعبير إنجليزي ليشير إلى مجموعة من القواعد الخاصة بارتداء ملابس محددة في مناسبات أو أحداث أو أعمال، من ثم تستعمل عبارة مختصرة كرمز Code خاص بارتداء نمط من اللباس لكل من الرجل والمرأة.
وعلى رغم الاختلاف في الشعبية بين قواعد اللباس غير الرسمية وملابس العمل، فإنه ليس من السهل القول إن نوعاً واحداً من الملابس أفضل لمكان العمل، فهو يعتمد على مكان العمل نفسه، إذ أصبحت، بحسب الخبراء، قواعد اللباس غير الرسمي للأعمال شائعة بصورة متزايدة في عديد من الصناعات، مما يسمح باتباع نهج أكثر استرخاء واحترافية في التعامل مع ملابس المكتب، لذلك يعدون أنه عند التنقل بين قواعد اللباس غير الرسمي للعمل، من الضروري تحقيق التوازن بين الملابس غير الرسمية وملابس العمل الرسمية، إذ يطلق على الأخيرة اسم ملابس العمل الذكية، وتعتبر اختياراً شائعاً لتحقيق التوازن.
لباس العمل من بعد
إلا أن قواعد اللباس في البيئات المكتبية تعتبر عادة انعكاساً لثقافة الشركة، فقد تتبنى الشركات قواعد اللباس للحفاظ على مستوى معين من الاحتراف والمهنية، والذي قد يختلف بصورة كبيرة بحسب ثقافة الشركة، وعلى سبيل المثال، قد ترغب الشركات المالية أو القانونية أو التأمينية في التوافق مع المعايير التقليدية للباس وهو الزي الرسمي، في حين أن الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا قد تسمح لعمالها بارتداء الملابس التي تعرض شخصيتهم.
وبعد جائحة كورونا في عام 2020 استطاعت أن تدخل بيئة العمل من بعد بعداً مختلفاً على الملابس المناسبة لمكان العمل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا السياق قالت الدكتورة لوريندا كريمر وهي تعمل على مشروع في التاريخ الاجتماعي والثقافي لملابس الرجال في أستراليا على مدى الأعوام الـ100 الماضية "يعتقد أن تجربة العمل من المنزل ومكالمات الفيديو أظهرت لنا أن الأشخاص يعملون بصورة جيدة للغاية، وفي بعض الحالات بشكل أكثر فاعلية بارتدائهم الملابس غير الرسمية، ففي عام 2020 رأيت زملائي يرتدون أشياء فاجأتني، ولكن في الوقت نفسه كنت أعلم أنهم كانوا يقومون بالعمل الرائع نفسه الذي كانوا يقومون به دائماً".
المعابد العلمية والدينية
ومن بين الأماكن التي تحدد قواعد اللباس الصروح العلمية والجامعات، فمعظم الجامعات العربية لديها من يراقب تطبيق هذه القواعد وبخاصة على الداخلين إليها، إذ لا يسمح بدخول من يخرق هذه القواعد التي تراعي مثلها مثل أماكن العبادة الحشمة وعدم إظهار أجزاء من الجسد والتقييد بالسراويل الطويلة والقمصان القصيرة أو الطويلة منها، وهناك في المكانين من يفرض وجود غطاء على الرأس وبخاصة للنساء مثل حاضرة الفاتيكان والمساجد وبعض الجامعات العربية.
ولكن هناك قواعد خاصة على سبيل المثال بحفل التخرج إذ تذكر جامعة "كامبريدج" صراحة على حسابها الإلكتروني ضرورة تقييد طلابها في لباس حفل التخرج وتقول "نظراً إلى أن التخرج هو مناسبة رسمية، فمن المتوقع وجود مستوى مناسب من اللباس، ويتم تطبيق قواعد اللباس بصرامة في الاحتفالات، وإذا لم تلتزم ذلك فقد لا يسمح لك بالتخرج في يوم الحفل الذي اخترته، إذ ستفحص إحدى شرطيات الجامعة ملابسك عند وصولك إلى مجلس الشيوخ وستعدلها إذا لزم الأمر".
وعليه فلكل مقام مقال، وعلى الأشخاص البحث والاطلاع أكثر عن قواعد كل مكان سيدخلونه، فالانطباع الأول دائماً ما يرسخ بالذهن والملابس تؤثر بقوة في هذا السياق.