ملخص
قاوم منظمو "يوروفيجن" دعوات لاستبعاد إسرائيل بسبب حملتها العسكرية في غزة قائلين إن المسابقة حدث غير سياسي، لكن سبق أن استبعدوا روسيا بعد هجومها على أوكرانيا، فانتقدهم البعض بشأن الازدواجية في المعايير.
تستعد مدينة مالمو السويدية اليوم السبت للتصفيات النهائية بمسابقة "يوروفيجن" الغنائية وسط أجواء من الإثارة الممزوجة بالتوتر الناجم عن تهديدات أمنية متزايدة واحتجاجات سياسية على مشاركة إسرائيل.
وتقام النسخة الـ68 من المسابقة التي توصف دوماً بأنها غير سياسية، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة. وجرى دفع المسابقة إلى ساحة صراع سياسي عبر الإنترنت وفي شوارع مالمو مع محتجين يطالبون باستبعاد إسرائيل من المنافسة.
واستقدمت إلى مالمو التي يتوقع أن تستقطب نحو 100 ألف زائر لهذه المناسبة، وحدات شرطة من مختلف أنحاء السويد لحفظ الأمن خلال الحدث، إضافة إلى تعزيزات من الدنمارك والنرويج لمؤازرة العناصر المحليين.
وقدرت الشرطة بنحو 20 ألفاً عدد الأشخاص الذين قد يشاركون اليوم في تظاهرات احتجاج على المشاركة الإسرائيلية في المسابقة التي تقام مالمو الواقعة في جنوب السويد، والتي تضم أكبر عدد من ذوي الأصول الفلسطينية في الدولة الإسكندنافية.
المرشحون الأوفر حظاً
ويعد مراهنون أن المرشح الأوفر حظاً للفوز بالمسابقة هو الكرواتي ماركو بوريشتش (28 سنة) المعروف باسم "بيبي لازانا" والذي ينافس بأغنية "ريم تيم تاجي ديم" التي تدور عن شاب يترك مسقط رأسه سعياً للحصول على فرص أفضل في المدينة.
كما تشير الرهانات إلى أن من أبرز المنافسين على الفوز المغنية الإسرائيلية عيدن غولان (20 سنة) التي تأهلت أيضاً إلى نهائيات اليوم بأغنية "هوريكين" (إعصار) التي تتناول "فتاة صغيرة تمر بمشكلاتها الخاصة، وعواطفها الخاصة".
ويتنافس فنانون من 26 دولة اليوم على الفوز باللقب خلفاً للسويد، الفائزة بمسابقة العام الماضي والتي استقطبت 162 مليون مشاهد عبر شاشة التلفزيون.
الدعوات لاستبعاد إسرائيل
وقاوم منظمو "يوروفيجن" دعوات لاستبعاد إسرائيل بسبب حملتها العسكرية في غزة، قائلين إن المسابقة حدث غير سياسي. ومع ذلك، طالب المنظمون إسرائيل بتعديل كلمات الأغنية التي تشارك بها، والتي كانت في الأصل بعنوان "مطر أكتوبر"، لحذف ما قالوا إنها إشارات إلى هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وكان الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون الذي يشرف على المسابقة، أكد في مارس (آذار) الماضي مشاركة عيدن غولان على رغم الانتقادات.
وفي نهاية مارس، دعا مرشحون من تسع دول، تأهل سبعة منهم إلى الحفلة النهائية، إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة التي تتواصل الضربات الإسرائيلية فيها.
وقال صحافي من "رويترز" كان في القاعة أول من أمس الخميس، إن بعض صيحات الاستهجان انطلقت من الجمهور قبل وأثناء وبعد أداء غولان، لكن كان هناك أيضاً تصفيق وتلويح بأعلام إسرائيلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تظاهرات احتجاجية
وانضمت ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبري أول من أمس إلى ما يزيد على 10 آلاف مؤيد للفلسطينيين في احتجاج سلمي خلال الساعات التي سبقت نصف نهائي المسابقة، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية ورددوا هتاف "قاطعوا إسرائيل".
ونظمت مجموعة أصغر من المؤيدين لإسرائيل، بعضهم من أعضاء المجتمع اليهودي في مالمو، تظاهرة سلمية في المدينة للدفاع عن مشاركة غولان في المسابقة.
ومن المزمع تنظيم مزيد من التظاهرات اليوم ومن المتوقع أن تجتذب آلاف المتظاهرين أيضاً. كما سيقام مهرجان موسيقي بديل في المدينة والذي يصف نفسه بأنه "مسابقة أغاني خالية من الإبادة الجماعية".
وندد المتظاهرون بازدواجية المعايير إذ منع اتحاد البث الأوروبي روسيا من المشاركة في مسابقة "يوروفيجن" عام 2022 بعد أن دعت عدة هيئات بث إلى استبعاد الدولة بعد هجومها على أوكرانيا.
"معاداة السامية"
وتشارك إسرائيل في "يوروفيجن" منذ عام 1973 وفازت بها عام 2018 للمرة الرابعة. وصنفت غولان اليوم الثانية بعد ممثل كرواتيا في ترتيب الأوفر حظاً للفوز بالمسابقة، وكانت قالت أول من أمس "إنه شرف حقاً أن نكون هنا... ونتمثل بفخر".
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل حفلة نصف النهائي، أن عيدن غولان فازت "بالفعل"، موجهاً إليها التحية في مقطع فيديو لكونها واجهت "بنجاح موجة مروعة من معادة السامية".
وأطلق حزب "سومار" اليساري الإسباني المتطرف، الذي تعد رئيسته يولاندا دياز الثالثة من حيث الأهمية في الحكومة الائتلافية، عريضة أمس للمطالبة باستبعاد إسرائيل من المسابقة بينما "يقوم جيشها بإبادة الشعب الفلسطيني وتدمير أراضيه".
إلا أن برلين رأت أن "الدعوات لمقاطعة مشاركة فنانين إسرائيليين... غير مقبولة على الإطلاق"، فيما شددت باريس على أن "السياسة ليس لها مكان في يوروفيجن".
انتقادات
إلا أن الحياد الذي يتمسك به الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون اهتز أكثر من مرة.
فالمغني السويدي الفلسطيني الأصل إريك سعادة أطل على المسرح الثلاثاء وقد لف معصمه بكوفية فلسطينية. وصدر قرار أمس الجمعة بحرمان ممثل هولندا يوست كلاين من المشاركة في البروفة العامة بعدما أعرب مساء أول من أمس عن عدم قبوله وضعه إلى جانب المرشحة الإسرائيلية.
وقطعت نقابات قناة "في آر تي" التلفزيونية العامة في منطقة فلاندرز البلجيكية بث المسابقة لفترة وجيزة مساء أول من أمس لعرض رسالة دعم للفلسطينيين. وكتب على الشاشة بالهولندية على خلفية سوداء، "هذا عمل نقابي. نحن ندين انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها دولة إسرائيل. علاوة على ذلك، تقضي دولة إسرائيل على حرية الصحافة. ولهذا نوقف البث لبرهة وجيزة".
وقوبلت هذه الخطوة بالأسف من الاتحاد الأوروبي الذي منع العام الماضي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من إلقاء كلمة بالفيديو أثناء الحدث انطلاقاً من مبدأ الحياد السياسي.
حظر أعلام غير المشاركين
وهذا العام، تطغى الحرب في غزة على الصراع في أوكرانيا. فقد بدأت الحرب الأكثر دموية في القطاع الفلسطيني في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتعهدت إسرائيل تدمير "حماس"، وشنت هجوماً انتقامياً أدى إلى مقتل أكثر من 34971 شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره "حماس".
وتظاهر نحو 12 ألف شخص في المدينة المستضيفة أول من أمس ضد مشاركة إسرائيل، معربين عن غضبهم إزاء الحرب في غزة.
ورأت البريطانية سالي سادلر أن هذه التظاهرات تلقي بظلالها "قليلاً" على الحدث. وقالت، "الأمر يتعلق قبل كل شيء بالوحدة والموسيقى، فنحن جميعاً هنا معاً، كل الدول، من أجل الحب وليس من أجل الكراهية".
وفي داخل القاعة، حظر المنظمون كالعادة أي علم غير أعلام البلدان المشاركة، وأي لافتة تحمل رسالة سياسية.
ورأت عيدن غولان في مؤتمر صحافي "أن الجميع في أمان". وأكدت الشرطة السويدية أن "لا تهديدات وجهت إلى يوروفيجن". ورفعت السويد مستوى التأهب في الصيف الماضي بعد أعمال تدنيس للقرآن.