Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القذافي: لو كنت زعيما لجنوب إيرلندا لاعتبرت الشمال مستعمرا (1 -3)

وصف الرئيس الليبي في مقابلة تلفزيونية عام 1986 بريطانيا بـ"المستعمرة" ودعا جميع الشباب الإيرلندي في الشمال والجنوب إلى المشاركة في النضال من أجل التحرر

القذافي يصف تشارلز هوغي بالصديق ويقول إنه يدعمه ويعتقد أنه سيكون مفيداً لإيرلندا وسيعزز علاقاتها مع ليبيا والعالم العربي (اندبندنت عربية)

ملخص

يستعرض هذا الجزء ترجمة للمقابلة التي أجرتها الصحافية الإيرلندية أونا كلافي مع العقيد القذافي والتي أجريت نهاية أكتوبر 1986 في طرابلس.

في نهاية أكتوبر (تشرين الثاني) من عام 1986، أجرى العقيد الليبي معمر القذافي مقابلة تلفزيونية مثيرة للجدل مدتها 40 دقيقة مع الصحافية الإيرلندية أونا كلافي بمدينة طرابلس الليبية.

وأثارت تصريحات القذافي، التي عرضت على التلفزيون الإيرلندي في برنامج TODAY TONIGHT، الذي يتناول الشؤون الإيرلندية، موجة من الغضب الشعبي، وردود فعل سياسية واسعة النطاق في إيرلندا الشمالية وبريطانيا. كما دفعت تصريحاته الشركات الأميركية إلى الانسحاب من عدة مشاريع اقتصادية كانت قيد الإجراء، الأمر الذي أحرج زعيم حزب فيانا الإيرلندي المعارض، تشارلز هوغي، الذي كان يستعد لخوض الانتخابات، ساعياً إلى أن يصبح رئيساً للوزراء للمرة الثانية.

ويتضمن ملف العلاقات الليبية - الإيرلندية في الأرشيف الوطني البريطاني عدة مراسلات سرية، كانت قد تبادلت بين وزارة الخارجية البريطانية وشؤون الكومنولث في لندن وممثلياتها في العالم حول تصريحات القذافي، التي اعتبرتها لندن وواشنطن تهديداً خطراً للأمن والسلم الدوليين، وإقراراً رسمياً على خرق النظام الليبي المعاهدات والقوانين الدولية، ومحرضاً على استخدام العنف من أجل تحقيق مكاسب سياسية، كما اعتقدت بعض الأطراف بأن المقابلة "كانت انتقامية" من الحكومة البريطانية، بسبب موقفها من قصف الطائرات الأميركية منزل العقيد القذافي في الـ15 من أبريل (نيسان) 1986.

في الجزء الأول نستعرض ترجمة للمقابلة التي أجرتها الصحافية الإيرلندية أونا كلافي مع العقيد القذافي، وهو نص ترجمه مترجم القذافي في أثناء المقابلة نهاية أكتوبر 1986 في طرابلس، ثم نستعرض في الحلقات التالية ردود الفعل البريطانية والإيرلندية وحتى الليبية حول هذه المقابلة وما ورد فيها.

الكتاب الأخضر وخلق عالم جديد

القذافي: لم تحل مشكلة الإنسان، لم تلب حاجاته، لم تزل الضغوط، ولم تتحقق المساواة. الحروب لم تنته بعد، ولم تنتصر الحرية في النهاية، والسعادة لم تتحقق. لذلك طبيعي هذا النشاط لتحقيق الأشياء التي فشلت الأشياء الأخرى في تحقيقها.

إذاً هذه النظرية العالمية هي نظرية تحرير الحاجات، وأيضاً نظرية حرق المراحل. لا يمكننا أن نقول إن البشر يجب أن يظلوا معذبين، يجب أن يظلوا يعانون حتى تأخذ هذه المرحلة مسارها، التي يمكن أن تستغرق آلاف أو ملايين السنين. لذا فإن النظرية العالمية الثالثة هي نظرية تدمير هذه المراحل، وحرقها للوصول مباشرة إلى الهدف. أيضاً هناك نظرية تلبية الحاجات. المهم هو أنه ضد نظرية الحكومة السائدة الآن في العالم. يجب أن تحل النظرية الشعبية محل النظرية الحكومية.

أونا كلافي: أنت تتحدث عن انتشار الأدب الأخضر في بلدان أخرى، وتتحدث عن ثورة ثقافية ستحدث. في ليبيا كنت قد غيرت بالفعل طبيعة السلطة في ليبيا قبل أن تقوم بثورتك الثقافية. كيف ترى هذه العملية في بلدان أخرى؟

 

القذافي: لأن لدينا أفكار الكتاب الأخضر بالفعل، وجرى تحقيق عديد من المراحل في ضوء الكتاب الأخضر.

أونا كلافي: لكن هل ترى أن سعيك إلى الحصول على دعم للكتاب الأخضر في بلدان أخرى هو دعم مباشر لحركات التحرر الوطني؟

القذافي: العالم في حاجة إلى هذه النظرية، سواء كانت هناك حركات تحرر أم لا. قضية التحرير هي قضية ملحة، سواء كانت هناك قضية أم لا.

أونا كلافي: ما مدى إلحاح ذلك؟

 

القذافي: استعمرت البلاد التي يجب تحريرها. لكن الكتاب الأخضر يحاول خلق عالم جديد، إنه ليس فقط ضد الاستعمار، بل ضد نظرية الحكومة، ضد الاستغلال التجاري داخلياً.

أونا كلافي: هل أنت مستعد لدعم المنظمات المسلحة التي تشاركك نظرياتك وترغب في تنفيذها من طريق الثورة المسلحة؟

القذافي: منظومة الجماهيرية لا تحتاج إلى أسلحة، لكن حركات التحرر تحتاج إلى الأسلحة في كفاحها ضد الاستعمار.

دعم القضية الإيرلندية

أونا كلافي: إلى أي مدى تقدم ليبيا الدعم المباشر للمنظمات المسلحة دولياً خارج ليبيا؟

القذافي: يجب أن نساعد بقدر ما نستطيع أي حركة تحرر تناضل ضد الاستعمار.

أونا كلافي: هل يمكن أن تخبرنا ما المنظمات التي تدعمها؟

القذافي (ضاحكاً): جنوب أفريقيا على سبيل المثال، سوابو، فلسطين، نيكاراغوا دفاعاً عن نفسها كدولة مستقلة وأي شيء من هذا القبيل.

أونا كلافي: هل يمكنني أن أسألك عن علاقتك بالجيش الجمهوري الإيرلندي الموقت؟

 

القذافي: لدينا علاقة مع القضية الإيرلندية، ونعتبرها عادلة، ونعتبر وجود بريطانيا استعمارياً. إيرلندا هي إيرلندا وبريطانيا هي بريطانيا. وهي مختلفة لغوياً وثقافياً وجغرافياً وعرقياً. لا يمكننا قبول الأعذار الواهية بأن بريطانيا يجب أن تستعمر إيرلندا الشمالية لأسباب دينية. إذا استخدمنا أسباباً دينية كذريعة فيمكننا خلط الأممية بأكملها.

أونا كلافي: في يونيو (حزيران) الماضي قال الرائد جلود إنه في أعقاب الدعم البريطاني للقصف الأميركي لليبيا، ستستأنف الدعم المباشر للجيش الجمهوري الإيرلندي الموقت. هل هذه هي الحال؟

القذافي: نحن عموماً ندعم القضية الإيرلندية، ولو كنت زعيماً لجنوب إيرلندا لاعتبرت أن الشمال مستعمر وسأقاتل من أجل تحرير ذلك الجزء من بلدي، وأن بلدي يعاني قصوراً في استقلاله في تلك الحالة.

دعوة إلى الشباب الإيرلندي في الشمال والجنوب

أونا كلافي: احتجت الحكومة الإيرلندية بشدة على ليبيا بعد تلك التصريحات التي أدلى بها الرائد جلود وقالت إن الجيش الجمهوري الإيرلندي الموقت عدو للدولة، ولم يكن مدعوماً من الشعب. هل تقبل ذلك؟

القذافي: على العكس من ذلك، ينبغي أن نشكر على موقفنا من بلدكم. سأدعم القضية الفلسطينية، وفلسطين جزء من الوطن العربي، وهي محتلة. من يدعم تحريرها نشكره.

أونا كلافي: إذاً هل ترى توازياً مباشراً بين النضال في فلسطين والنضال في إيرلندا الشمالية كما تراه؟

 

القذافي: هذا كله استعمار ويجب مقاومته من قبل الشعب المستعمر، وهو استعمار لأسباب دينية، فلسطين وإيرلندا الشمالية.

أونا كلافي: هل زودت بالفعل الجيش الجمهوري الإيرلندي بأسلحة أو أموال مباشرة؟

القذافي: نحن ملزمون بدعم مثل هذه القضية، ونعتقد أنها عادلة.

أونا كلافي: هل أستنتج من هذا الجواب نعم أنك قدمت الأسلحة والمال؟

القذافي: لم أقل ذلك، لكننا ملزمون دعم قضية إيرلندا الشمالية كقضية تحرير، كقضية عادلة، والوجود البريطاني يعتبر وجوداً استعمارياً، ويجب على جميع الشباب الإيرلندي في الشمال والجنوب المشاركة في هذا النضال من أجل التحرر في شمال الجزيرة.

لا أؤمن بالتمثيل

أونا كلافي: يبدو أنك تقترح هناك أن الجميع، بخاصة الشباب الإيرلندي، يجب أن يقاتلوا ضد الوجود البريطاني في إيرلندا الشمالية، لكن من وجهة نظرك أن غالبية الناس في إيرلندا يدعمون الجيش الجمهوري الإيرلندي؟

القذافي: حتى لو لم يدعموه، يجب أن يدعموه. هذا هو السبب.

أونا كلافي: لكن ألا تعتقد أن هذا قرار يجب أن يتخذه الشعب الإيرلندي لنفسه؟

القذافي: بالطبع هذا قرارهم، لكن هذه وجهة نظري.

 

أونا كلافي: هل تقبل أن تتحدث الحكومة الإيرلندية باسم غالبية الشعب الإيرلندي؟

القذافي: أنا لا أؤمن بالتمثيل، لأن التمثيل تزوير كما هو في الكتاب الليبي (الأخضر). يجب على الشعب الإيرلندي التعبير عن نفسه من دون تمثيل.

أونا كلافي: لكن هذا هو النظام الذي اختاره الشعب الإيرلندي لنفسه.

القذافي: هذا موروث والاستمرار في الميراث شيء والخيار شيء آخر. هذا إشراك الناس في أمر من دون اختيارهم. إنها ليست إيرلندا وحدها فحسب، بل هي أجزاء كثيرة من العالم. إنها النظرية الحكومية.

الحكومات الرأسمالية ليس لديها أخلاق

أونا كلافي: إذا كان بإمكانك الانتقال إلى منطقة أخرى، فنحن نجلس هذا المساء في منزلك، ما كان منزلك، قبل الغارة الأميركية في أبريل (نيسان) الماضي. هل يمكنني أن أسألك عن مشاعرك الشخصية عندما وقع القصف وقتلت ابنتك؟

القذافي: إنه شعور شخص شعر فجأة أنه يعيش في غابة لا في عالم متحضر.

أونا كلافي: هل فوجئت بالهجوم؟

القذافي: لقد قدمنا بالفعل مذكرة إلى المحافل الدولية نطلب منها تقديم أدلة على ادعاءاتها.

أونا كلافي: هل يمكنك القول بصورة قاطعة إن ليبيا لم تكن متورطة في تفجير الملهى (الديسكو) في برلين؟

القذافي: بالطبع، لا يوجد دليل.

أونا كلافي: ما رأيك في وفاة سامورا ماشيل الأسبوع الماضي، وكيف سيؤثر ذلك في الأحداث في جنوب أفريقيا الآن؟

القذافي: قتل نتيجة مؤامرة من حكومة جنوب أفريقيا. ليس لدينا شك في أذهاننا.

أونا كلافي: هل لديك أي دليل؟

 

القذافي: يعرف من طبيعة الحادثة أيضاً موقف حكومة جنوب أفريقيا من سامورا ماشيل. هذه الحكومات الرأسمالية ليس لها أخلاق، والعنصريون والمستعمرون ليس لديهم أخلاق. هذا ريغان الذي هاجم هذا المنزل، هل لديه أي أخلاق؟

أونا كلافي: كيف تقترح إسقاط الحكومات العربية؟

القذافي: علينا أن نحرض الجماهير لشن ثورة. وقد زرعت بذور الثورة بالفعل في الأرض العربية. يجري تشكيل اللجان الثورية في كل مكان، اللجان الثورية السرية في الوطن العربي.

أونا كلافي: هل هذا يعني أن ليبيا تدعم الكوادر التي تعمل ضد الحكومات في معظم الدول العربية؟

القذافي: ليبيا إلى جانب الجماهير وتدعم الشعوب، وهذا موقف قانوني وشرعي. ما يريده الناس هو الشيء المشروع. هل هذا إرهاب؟ ما يريده الشعب، هل هذا إرهاب؟ نحن ندعم ما تريده الشعوب ونحن مسؤولون عن قيادة هذه الجماهير وتحريضها.

أونا كلافي: هل لي أن أسألك عن الموقف في ليبيا اليوم تجاه منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات؟

القذافي: ياسر عرفات الآن لا يمثل سوى نفسه.

 

أونا كلافي: إذاً من برأيك القادة الحقيقيون للفلسطينيين؟

القذافي: الشعب الفلسطيني.

أونا كلافي: لكن الشعب الفلسطيني من خلال أي منظمة؟

القذافي: لا شك أن الوضع سيئ، لكن يجب أن يكون هناك حل.

"الدول الغربية مأوى الإرهابيين"

أونا كلافي: هل ترى أن الوضع الحالي الذي قطعت فيه بريطانيا علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا يعرض السلام في الشرق الأوسط للخطر؟

القذافي: هذا تأكيد لموقف بريطانيا الاستعماري والمعادي للعرب.

أونا كلافي: ما برأيك التأثير الفعلي لذلك؟

القذافي: هذا تدمير للمصالح الغربية في الوطن العربي وعزل بريطانيا عن العالم العربي. ما قالته (بريطانيا) عن ليبيا من قبل، تقوله الآن عن سوريا، في حين أن بريطانيا نفسها متهمة بدعم الإرهاب ضد سوريا. ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وإسبانيا كلها تؤوي إرهابيين يرتكبون أعمالاً إرهابية ضد الدول العربية. الجماعات التي تخرب في سوريا موجودة في أوروبا الغربية، وأيضاً بأميركا. المجموعات التي اعتقلناها هنا في ليبيا دربت من قبل الحكومة الأميركية، بل إن أميركا تعلن ذلك طوال الوقت، وأنها تعتمد على العمل السري ضد ليبيا، وتعلن أنها ستغتال القذافي سراً.‏

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"زعيم المعارضة تشارلز هوغي صديقي وأدعمه"

أونا كلافي: كما تعلمون، قررت الحكومة الإيرلندية أخيراً عدم السماح للطلاب الليبيين بالقدوم إلى إيرلندا. ما موقفك من هذا القرار؟

القذافي: لا يمكن تبرير ذلك.

أونا كلافي: هل طلبت من الحكومة الإيرلندية رفع الحظر؟

القذافي: هذا لا يعنيني، بل يخص اللجان الشعبية. نحن نعتبره وضعاً غير عادل، موقفنا، إنه مثل رد أوروبا الغربية على الضغط الأميركي على ليبيا.

أونا كلافي: كما تعلمون قد تكون هناك انتخابات في إيرلندا خلال العام المقبل، وقد التقى بك زعيم المعارضة تشارلز هوغي، ما موقفك منه؟

القذافي: أعتبره صديقاً وأدعمه، وأعتقد أنه سيكون مفيداً لإيرلندا، وسيعزز علاقاتها مع ليبيا والعالم العربي.

يجب تشجيع نظام الجماهيرية

أونا كلافي: ما مدى قلقك من رؤية زيادة التجارة بين ليبيا وإيرلندا بالنظر إلى أن هدفك في الجماهيرية هو اقتصاد مكتف ذاتياً؟

القذافي: عندما ينتصر صديقنا سننظر إلى نوع مختلف من العلاقات مع إيرلندا لصالح الشعبين. هناك سؤال مهم لكنه لم ينتبه إليه، أن العالم يسير في اتجاهين، أحدهما ماركسي والآخر جماهيري يتعلق بحالة الجماهير. من أميركا اللاتينية وصولاً إلى الوطن العربي، يجب تشجيع هذا النهج الجديد، نظام الجماهيرية، لأنه اتجاه محايد. بالطبع التوجه الماركسي تقدمي، لكن أميركا لا تزال معادية له. لكن لماذا أميركا معادية لنظام الجماهيرية مثل النظام في ليبيا أو نيكاراغوا، وقبل ذلك في غرينادا كانت زمن الأسقف. هذه ظاهرة دولية جديدة، ولها علاقة بحالة الجماهير نفسها. إنه ليس ضد أحد.

أونا كلافي: إذاً هل تصنف الجماهيرية على أنها أمة مسالمة تسعى إلى السلام في العالم؟

القذافي: بالطبع. ويتحقق السلام الأبدي عندما يتحقق نظام الجماهيرية. وفقط عندما تبقى الجماهير نفسها في السلطة لن تكون هناك جيوش ولا حكومات ولا أحزاب ولا برلمانات ولا طبقات، ولن تكون هناك أسباب للعدوان. لأن الشعوب لا تكره بعضها بعضاً، بل على العكس من ذلك فهي تحب بعضها بعضاً.

أونا كلافي: العقيد القذافي، شكراً جزيلاً لك.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير