ملخص
من بين الشركات الـ25 الأسوأ أداء في تحليل "وول ستريت جورنال"، كان ما يقارب من ثلثها يعمل في قطاع الرعاية الصحية
واصلت أجور رؤساء أكبر الشركات الأميركية إلى الارتفاع في عام 2023، إذ أدت جوائز الأسهم إلى تضخم قيمة دخولهم.
ووفقاً لتحليل أجرته "وول ستريت جورنال"، حقق نصف المديرين التنفيذيين ما لا يقل عن 15.7 مليون دولار، محققين رقم قياسي لمتوسط أجور الرؤساء التنفيذيين، إذ حقق العديد منهم أكثر من 50 مليون دولار، ارتفاعاً من متوسط أجر 14.5 مليون دولار في 2022.
وحصل معظم المديرين التنفيذيين على زيادات سنوية بنحو تسعة في المئة في الأقل، وحصل واحداً من كل أربعة على 25 في المئة أو أكثر، وسجلت معظم الشركات عوائد سنوية للمساهمين لا تقل عن 13 في المئة، بحسب تحليل بيانات الصحيفة الأميركية حول أكثر من 400 شركة من مزود بيانات وتحليلات الشركات العامة "ماي لوغيو".
وصُنف ثمانية من المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا من بين أعلى 25 دخلاً، ويتعين على الرئيس التنفيذي هوك تان، الأعلى أجراً وفق تحليل الصحيفة بقيمة 162 مليون دولار، أن يبقى في منصبه لمدة خمسة سنوات ويجب أن يصل سعر سهم شركته "برود كوم" إلى أهداف محددة بعد أكتوبر (تشرين الأول) 2025 حتى يحصل على القيمة الكاملة لمعظم راتبه.
في غضون ذلك، قالت "برود كوم" إن الشركة تفوقت في الأداء على المنافسين تحت قيادة تان رئيسها التنفيذي منذ عام 2006، ولن يحصل على المزيد من الأسهم أو المكافآت النقدية لمدة خمسة سنوات.
وبلغ إجمال أجر نيكيش أرورا في شركة "بالو ألتو نتوركس" نحو 151 مليون دولار، معظمها في صورة جوائز أسهم شملت الأسهم الممنوحة على مدى ثلاثة سنوات.
وقالت شركة "بلاكستون" الذي حقق رئيسها التنفيذي ستيفن شوارزمان 120 مليون دولار، إن إجمال عائد الشركة البالغ 83 في المئة تجاوز مديري الأصول الأميركيين العام الماضي، ووصفت هيكل أجورها بأنه يوائم الحوافز التنفيذية مع حوافز المستثمرين.
أما الرئيس التنفيذي لشركة تشغيل الكابلات "تشارتر كوميونيكيشنز" كريستوفر وينفري، يحصل على أجراً إجمالاً بقيمة 89.1 مليون دولار، معظمه في هيئة خيارات وأسهم على مدى خمسة سنوات، إذا ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 28 في المئة إلى 152 في المئة منذ تقديم المنح.
في حين ساعدت جائزة الاحتفاظ والقيادة التي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار والتي تُمنح لمرة واحدة على مدار خمسة سنوات في زيادة إجمالي أجر ويل لانسينغ الرئيس التنفيذي لشركة "فير آيساك" إلى 66 مليون دولار.
وعن ذلك، قالت الشركة إن "عوائد المساهمين صنفت بين أفضل 1 في المئة من الشركات في مؤشر" أس أند بي 500" خلال العقد الماضي.
مكاسب الأسهم
إلى ذلك، استمرت جوائز الأسهم في تشكيل الجزء الأكبر من أجور معظم المديرين التنفيذيين، ونظم الكثير منها لتقديم المزيد من الأسهم أو الخيارات إذا حققت الشركة الأداء المالي أو أداء سعر السهم على مدى سنوات عدة، وهذا يعني أن الأجر يمكن أن يفقد قيمة كبيرة في حالة انخفاض سعر سهم الشركة أو عدم تحقيق الأهداف التشغيلية، أو ارتفاع القيمة وسط نجاح السوق والتشغيل.
وتضاعفت قيمة الأسهم المقيدة التي منحت في مطلع مارس (آذار) 2023 إلى الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع شرائح الرسومات "إن فيديا" جنسن هوانغ، أربعة مرات حتى أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، لتصل إلى 107.5 مليون دولار، وشمل أجر هوانغ، الذي تم الإبلاغ عنه في الأصل بمبلغ 34.2 مليون دولار، 26.7 مليون دولار من الأسهم المقيدة بقيمة المنحة.
وبموجب شروط الجائزة، يمكن أن يحصل هوانج على أسهم أكثر بنسبة 50 في المئة إلى 100 في المئة مما كان مستهدفاً في الأصل إذا استوفت الشركة معايير الأداء، وفقاً لوكيل "إن فيديا".
وحصل الرئيس التنفيذي لمطعم "شيبوتل ماكسيكان غريل" بريان نيكول، على أسهم وخيارات بقيمة 15.5 مليون دولار، في فبراير (شباط) 2023، كجزء من حزمة رواتب بقيمة 22.5 مليون دولار، إذ قالت الشركة إنه "مع نهاية 2023، تضاعفت قيمة هذه الأسهم أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 52.2 مليون دولار".
وحققت أسهم "شيبوتل" عائداً بنحو 65 في المئة خلال عام 2023، و18 في المئة سنوياً على مدى ثلاثة سنوات.
وتعليقاً على ذلك، قالت متحدثة باسم "شيبوتل" إن "النمو في قيمة أسهم نيكول يعكس الأداء القوي لأسعار أسهم الشركة خلال العام"، مضيفة "القيمة التي تحصل عليها نيكول في النهاية تعتمد على الأداء المالي والتشغيلي المستمر وأداء سوق الأوراق المالية من قبل الشركة".
وتضاعفت قيمة جوائز الأسهم التي حصل عليها الرئيس التنفيذي لشركة "إنتل" باتريك غيلسنغر، في العام الماضي بأكثر من ثلاثة أضعاف، لتصل إلى 39.3 مليون دولار"، وعلقت الشركة عن ذلك قائلة إن "إجراءات التقشف العام الماضي خفضت راتب غيلسنغر بنحو 15 في المئة إلى 1.1 مليون دولار، مما أدى بدوره إلى خفض هدف المكافأة النقدية بنحو 15 في المئة إلى 2.9 مليون دولار".
بصورة عام، ظل متوسط الأجر النقدي للرؤساء التنفيذيين، بما في ذلك الرواتب والمكافآت السنوية، ثابتاً عند نحو 3.8 مليون دولار.
الأعلى أداءاً
ولم تختلف أجور الرؤساء التنفيذيين الذين يديرون الشركات الأفضل والأسوأ أداء بصورة كبيرة، إذ بلغ متوسط إجمالي الأجر 14.6 مليون دولار لـ20 في المئة من الرؤساء التنفيذيين الذين سجلت شركاتهم أسوأ العوائد مقارنة بالشركات الأخرى في نفس القطاع، و15.7 مليون دولار للرؤساء التنفيذيين في الشركات الأفضل أداء.
وتمثل شركات تصنيع الرقائق وأجهزة الكمبيوتر ستة من أفضل 25 شركة أداء ،بما في ذلك شركة "إن فيديا"، الشركة ذات الأداء الأفضل، بينما كانت أربعة شركات تعمل في صناعات السفر أو النقل.
من جانبها قالت مجموعة "رويال كاريبيان" إنها "دفعت لغيسون ليبرتي 17.2 مليون دولار وسجلت عائداً إجمالاً بنسبة 162 في المئة العام الماضي، بعد أن سجلت سالب 36 في المئة في عام 2022 وسالب 43 في المئة في عام 2020، عندما تضررت صناعة الرحلات البحرية بسبب المرض وحظر السفر (حققت الشركة عائداً بنسبة 3 في المئة في عام 2021)".
وسجلت شركة "أوبر تيكنولوغيز" العملاقة لمشاركة الرحلات عائداً بنسبة 149 في المئة، بعد أن سجلت عوائد (سالب41) في المئة في عام 2022 و(سالب 18) في المئة في عام 2021.
النساء الأعلى أجراً
وأحتلت شركة "أدفانسيد ميكرو ديفايسيس" لصناعة الرقائق، المرتبة السابعة من حيث الأداء لمدة عام واحد، وليزا سو، هي ثاني أعلى امرأة مدفوعة الأجر في التحليل، بما يزيد قليلاً على 30 مليون دولار، بما في ذلك ما يقارب من 28 مليون دولار من الأسهم والخيارات المقيدة، بينما كانت المرأة الأعلى أجراً، بنحو 31.55 مليون دولار، هي غولي سويت مستشارة "أكسنتشر" التي حققت عائداً إجمالاً لمدة عام واحد بلغ نحو 14 في المئة.
يشار إلى أن إحدى وثلاثون امرأة أدرات شركات مدرجة على "مؤشر ستاندرد أند بورز 500" على مدار العام الماضي، ارتفاعاً من نحو عشرين امرأة في بداية العقد، ولم تصنف أي منهم ضمن أفضل 25 من حيث الأجر.
في حين، كانت امرأة أخرى تدير واحدة من أفضل 25 شركة أداء، هي غايثري أولال في شركة الشبكات "آريستا نيتووركس"، التي حققت عائداً بنسبة 94 في المئة، وبلغ إجمال أجر أولال 15.56 مليون دولار.
الشركات الأسوأ أدءاً
ومن بين الشركات الـ25 الأسوأ أداء في تحليل "وول ستريت جورنال"، كان ما يقارب من ثلثها يعمل في قطاع الرعاية الصحية، بما في ذلك ستة شركات أدوية أو تكنولوجيا حيوية، قبل أن تنضم إليهم أربعة شركات.
وعن ذلك قالت شركة "فايزر" إنها لم تدفع مكافآت لكبار المسؤولين التنفيذيين العام الماضي، بعد أن تسبب ضعف الطلب على المنتجات المرتبطة بكوفيد إلى عدم تحقيق أهداف الشركةالمالية، مضيفة أن "جائزة الأسهم البالغة 17.5 مليون دولار التي شكلت معظم إجمال أجر الرئيس التنفيذي ألبرت بورلا العام الماضي تهدف إلى الاعتراف بقيادته ومنحه حافزاً للتركيز على الاستراتيجية طويلة المدى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في حين يمكن أن يؤدي الأداء الضعيف إلى خفض قيمة جوائز أسهم الرئيس التنفيذي، كما أعلنت شركة "موديرنا" لصناعة لقاحات كوفيد، عن دفع إجمال قدره 17.1 مليون دولار للرئيس التنفيذي ستيفان بانسيل العام الماضي، بما في ذلك 12.5 مليون دولار في الأسهم وجوائز الخيارات.
وانخفضت قيمة هذه الجوائز بنسبة 42 في المئة إلى 7.3 مليون دولار في نهاية العام، إذ انخفض سعر سهم "موديرنا" بنفس القيمة تقريباً لهذا العام، إضافة إلى ذلك، انخفضت قيمة جوائز الأسهم المقدمة لشركة "بانسل" في السنوات السابقة بنحو 167 مليون دولار خلال عام 2023.
وعوضت هذه الخسائر صافي 945 مليون دولار من جوائز الأسهم الجديدة والزيادات في القيمة المبلغ عنها لشركة "بانسل" خلال السنوات الثلاث السابقة.
المنهجية
واستخدمت الصحيفة بيانات من وكيل الشركات المقدمة حتى 16 مايو(أيار) الجاري، من قبل الشركات المدرجة في مؤشر (إس أند بي 500) مع السنوات المالية المنتهية بعد 30 يونيو(حزيران) 2023، بينما جُمعت البيانات بواسطة مزود بيانات وتحليلات الشركات العامة" مايلوغيك".
وإشارة الصحيفة إلى أن الأرقام لا تشمل الأرقام الإجمالية للأجور وعوائد المساهمين للشركات التي غيرت مديريها التنفيذيين أو تواريخ نهاية السنة المالية خلال العام.
ويعكس الدفع قيمة جوائز الأسهم في المنحة، مثلما أبلغت عنها الشركات، كما يعكس إجمال العائدات التغير في أسعار الأسهم وتوزيعات الأرباح، والتي تُحسب في معظم الحالات من نهاية الشهر الأقرب إلى نهاية السنة المالية للشركة.