ملخص
جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وجدت نفسها تحت المجهر: من حضر، ومن لم يحضر، وماذا يعني ذلك؟ أسئلة لم تترك ذهناً إلا وطرأت عليه، وتحليلاً إلا وطرقت بابه.
من "واجب العزاء" إلى بروتوكوله وأصوله وقواعده، إذ طيف التعزية من القلب أو تأدية الواجب في أضيق الحدود، وربما الاكتفاء بكلمتين أو ثلاث للضرورة القصوى، ومنها إلى فتح دفاتر التعازي في السفارات وإعلان الحداد وتنكيس الأعلام، أو المرور على الوفاة مرور الكرام، وربما التلويح بأن الراحل "يداه ملطختان بالدماء"، أو أنه "لا يجوز طلب الرحمة لمن لم يمتلك حدودها الدنيا"، تمثل عزاءات دول العالم وأنظمتها في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في سقوط مروحيته "دفتر أحوال" علاقات دول الأرض بالنظام الإيراني، وهو الدفتر المتخم بعداءات وصداقات وولاءات وتوترات وتقاربات وود لا يخلو من ترقب واحتقان لا يعني تجاهل تقديم واجب العزاء.
الولايات المتحدة الأميركية، صاحبة السجل الأطول والأعمق والأعقد لعلاقات الشد والجذب والاحتقان والتصعيد حيناً، والتصعيد الشديد أحياناً والكيد والعداء دائماً، قدمت واجب العزاء الرسمي. أعربت أميركا عن تعازيها الرسمية في وفاة رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان وأعضاء آخرين في الوفد المرافق لهما.
لكن بيان التعزية الأميركي المقتضب الصادر عن متحدث الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لم يفوت الفرصة، وأشار إلى أنه "بينما تختار إيران رئيساً، نؤكد من جديد دعمنا الشعب الإيراني ونضاله من أجل حقوق الإنسان والحريات الأساسية"، وهي الحقوق التي ترى أميركا أن الراحل أسهم بصورة كبيرة في ضمان استلابها.
ملطخة بالدماء
ومن ضمان استلاب الحقوق إلى الأيادي الملطخة بالدماء على رغم التعازي الرسمية. فعقب إعلان وفاة الرئيس الإيراني رسمياً، قال متحدث الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين، إن رئيسي كان مسؤولاً عن انتهاكات حقوق الإنسان البشعة في بلاده، ومنها على سبيل المثال الاعتقال والعنف الجسدي ضد المئات من المتظاهرين. مضيفاً أن الرئيس الإيراني الذي لقي حتفه في حادثة المروحية "مسؤول بالطبع عن الدعم الذي قدمته إيران للشبكات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة".
أنحاء المنطقة المحيطة بإيران نضحت بأشكال مختلفة ودرجات متنوعة من العزاء في مقتل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية وباقي المرافقين. كل عزاء تلون بألوان نوع العلاقة التي تربط بلاده بإيران. فإذا كانت العلاقات وثيقة ووطيدة والمصالح لا تتزعزع بسهولة، جاء العزاء مفعماً بمشاعر الأسى، مليئاً بأمنيات الصبر والسلوان للشعب والأهل والرحمة والمغفرة للراحل. أما إذا اتسمت العلاقات بالتذبذب أو الفتور أو التقلب، جاء محتوى العزاء الجاف أو الجامد أو منزوع المشاعر متناسباً طردياً ومستوى العلاقات.
مستوى العلاقات بين إيران ودول مثل سوريا والعراق ولبنان والأردن وقطر والإمارات وتركيا والسودان سمح لها باللجوء إلى كلمات تعبر عن "عميق الأسى" جراء "الفاجعة الأليمة" التي "ألمت بالشعب الشقيق" و"المصاب الجلل" الذي وقع "في هذه الأوقات الصعبة الحزينة"، و"سائلين الله تعالى للراحلين الرحمة والمغفرة ولذويهم الصبر والسلوان".
حتى دول المنطقة، التي اتسمت علاقاتها بإيران بتذبذبات وتوترات تهدأ حيناً وتشتعل حيناً، لكن تبقى قائمة أو سرعان ما تعود حال جرى قطعها أو تجميدها أو سحب السفراء أو تخفيض التمثيل دليلاً على التوتر وتأكيداً للأزمة، بقيت تعازيها محافظة على حد أدنى من عادات العزاء وتقاليد المشاركة في الأحزان.
السعودية والإمارات والكويت على سبيل المثال قدمت "أحر التعازي" و"صادق المواساة". ولم تكتفِ دول مثل السعودية بإرسال برقية باسم رأس الدولة، بل أرسل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان برقيتي تعازي، ناهيك بحضور شخصيات سياسية سعودية بارزة فعاليات الجنازة.
فعاليات الجنازة وجدت نفسها هي الأخرى تحت المجهر. من حضر ومن لم يحضر، وماذا يعني ذلك؟ أسئلة لم تترك ذهناً إلا وطرأت عليه.
وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" تحدثت عن وصول 15 من قادة وكبار مسؤولي 13 دولة لتقديم العزاء. تقارير عربية قالت إن وفوداً "رفيعة المستوى" من نحو 50 دولة حول العالم تشارك في حفل التأبين، مع وصول 50 من قادة الدول ومسؤوليها، وإن وقف عدد مشاركة زعماء الدول عند 10، وعدد الدول التي تشارك بوزراء أو رؤساء برلمان أو مبعوثين خاصين عند 20 دولة.
مستوى التمثيل دال وعدد الدول مهم ومستوى الحضور يعني كثيراً، لا سيما في دولة مثل إيران علاقاتها السياسية معقدة واحتقاناتها التاريخية متشابكة، وقوائم أعدائها ربما تفوق حصيلة أصدقائها. لذلك، فإن شعوب الأرض منشغلة بمتابعة تحليلات سياسية ونقاشات بين الخبراء لشرح ما تعنيه أعداد الحضور وجنسياتهم، وما يكشفه مستوى التمثيل عن درجة التباعد أو التقارب من الدولة "المكلومة".
من تركمانستان وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان، ومنها إلى السودان والعراق والجزائر ولبنان وقطر وتونس وروسيا، يجول المحللون على مدار ساعات الليل والنهار لاستعراض طبيعة العلاقة التي تربط بين كل منها وإيران، وما مر بمطبات وما يسير من دون مشكلات، وما تحسن على سبيل مكايدة دولة ثالثة، وما لا يمكن أن يخضع للنقاش، لأنه يعد وكيلاً من الوكلاء أو قريباً من أشد المقربين.
المقربون والمقربات من إيران، بالتالي الحريصون والحريصات على المشاركة بأعلى ما لديهم من وفود ممثلة ورموز مؤثرة، كيانات فريدة قلما تشارك في عزاءات الدول وتأبين قادتها. "حزب الله" نعى، و"حماس" تضامنت، و"الحوثي" قدم التعازي الحارة، و"الحشد الشعبي" دق على أوتار "الشعب الإيراني والعراقي الواحد".
مشاعر روسيا
تقديم العزاء في أقل صوره وأكثرها اقتضاباً عملاً بقواعد البروتوكول بين الدول، وذلك في حالات العداء المستحكم أو الخلاف المزمن يختلف عن الإسهاب والتعمق في مشاطرة الأحزان والمشاركة في الأتراح سواء لتأكيد عمق المصالح أو على سبيل الكيد من دولة ثالثة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكتفِ برسالة عزاء عادية للإعراب عن الحزن الروسي على الفقد الإيراني، إذ نشر الكرملين نص برقية العزاء التي أرسلها بوتين إلى المرشد الإيراني على خامنئي، وجاء فيها "أرجو أن تتقبلوا تعازينا العميقة في المأساة الهائلة التي حلت بشعب جمهورية إيران. كان رئيسي سياسياً بارزاً كرس حياته كلها لخدمة الوطن الأم. تمتع باحترام كبير من مواطنيه، وسلطة كبيرة في الخارج. وكان صديقاً حقيقياً لروسيا".
وأطلق الرئيس الروسي بوتين العنان لـ"مشاعره" تجاه الفقيد عبر البيان. قال: "أتيحت لي الفرصة للقاء رئيسي مرات عدة، وسأحتفظ إلى الأبد بأعز ذكرى لهذا الرجل الرائع. أطلب منكم نقل كلمات التعاطف الصادق والدعم لعائلة وأصدقاء الرئيس الراحل وجميع الذين قتلوا في هذه الكارثة الرهيبة".
مستوى كلمات العزاء الروسية وكم المشاعر الفياضة الحزينة الباكية على رحيل الرئيس تقف في مواجهة مباشرة مع المستوى الأميركي، الذي ألحق اتهامات "تلطخ يدي الراحل بالدماء" مع تأكيد على مواصلة المحاسبة الأميركية لإيران على النشاط "الذي يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط" بكلمات العزاء بالغة الاقتضاب.
وعلى رغم ذلك، فقد أثار العزاء الأميركي المفعم باتهامات تلطخ الأيادي بالدماء والوعد بمواصلة المحاسبة قدراً وافراً من غضب البعض، لا سيما معارضو ومنتقدو النظام الإيراني. هؤلاء لم يروا "محاسن" في "موتاكم" ليذكروها، بل رأوا في التعزية الأميركية تساهلاً غير محمود وتسامحاً في غير محله. ورأى المعارضون أنه كان على الموقف الرسمي الأميركي إما إعلان إدانة رئيسي بشدة بصورة واضحة أو التزام الصمت. وعلى سبيل المثال من الجانب المعارض لتقديم التعزية، ولو في أضيق صورها، غرد السيناتور الجمهوري توم كوتون قائلاً "تقديم التعازي في وفاة هذا الوحش وصمة عار".
وصمة العار هناك، كلمات محسوبة موزونة بميزان من ذهب هنا. وهنا، إذ دول مؤثرة "تأثرت" بمقتل الرئيس الإيراني مثل الصين والهند وباكستان تقول كلمات التعازي كثيراً عن طبيعة العلاقة مع إيران.
رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، المتوقع فوزه في "أكبر انتخابات" تشهدها العالم من حيث العدد قال إنه "حزين جداً ومصدوم من الوفاة المأسوية" للرئيس الإيراني. مشيراً إلى أنه "سيذكر دائماً إسهامه في تعزيز العلاقات بين الهند وإيران"، ومؤكداً أن "الهند تقف إلى جانب إيران في وقت الحزن هذا".
وقت الحزن هذا امتد أثره إلى باكستان كذلك، لا سيما أن جهوداً بذلت، أخيراً، لتحسين العلاقة بين البلدين المتسمة علاقاتهما بسجل حافل من التوتر كان أخطرها ضربات صاروخية متبادلة بينهما مطلع العام الحالي. باكستان لم تكتف بزيارة رئيس الوزراء شهباز شريف ووفد مرافق له للمرشد الأعلى خامنئي، وتقديم العزاء له وللشعب الإيراني، بل أعلنت الحداد يوماً مع تنكيس العلم.
الحداد والتنكيس
إعلان الحداد شديد الدلالة سياسياً. لذلك، فإن إعلان سوريا الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في أنحاء البلاد والسفارات والهيئات الدبلوماسية في الخارج يعكس "عمق العلاقة" بين البلدين. عمق، لكنه مختلف نسبياً من حيث التشابك والتعقيد والتلامس، عكسه إعلان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الحداد الرسمي ثلاثة أيام.
ومن العمق المختلف إلى البعد المتفرد، ومشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري في مراسم التأبين فيما وصفه كثر بـ"الزيارة التاريخية". إنها الزيارة الأولى لوزير خارجية مصري لطهران منذ "الثورة الإسلامية" عام 1979.
زيارة شكري "التاريخية" جاءت محملة بنقل تعازي ومواساة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب "إثر هذه الخسارة المريرة التي تمر بها حكومة وشعب إيران"، إضافة إلى نعي السيسي لرئيسي عقب إعلان الوفاة، وهو ما يشير إلى "تقارب" ما. تقارب "أخوي" عبره عنه رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو الذي قال "نشعر بحزن عميق لاضطرارنا إلى توديع قائد استثنائي هو أخونا إبراهيم".
مستوى آخر من التقارب المبني على المصالح العميقة والتقارب من منطلق الوقوف على الجبهة المعادية لأميركا عكسته كلمات التعازي الصينية الرسمية. الرئيس الصيني شي جينبينغ قدم تعازيه معتبراً وفاة الرئيس الإيراني "مأسوية" و"خسارة كبيرة للشعب الإيراني" مع تأكيد أن "الشعب الصيني فقد صديقاً جيداً".
وسواء كان الرئيس الإيراني الراحل "صديقاً جيداً" أو "عدواً لدوداً، ستظل تعازي دول العالم مؤشراً إلى التركيبة المعقدة لهذه الدولة وموقف ساسة العالم منها. كذلك، ردود الفعل على التعازي، رفضاً أو تأييداً أو معارضة، تقول كثير عن إيران ووضعيتها في العالم وبين الأمم".
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قدم "تعازيه الحارة لأسر المتوفين ولحكومة وشعب جمهورية إيران الإسلامية". رئيس الجمعية العامة دينيس فرنسيس عبر عن "صدمته وحزنه البالغين".
مجالس ومنظمات
أعضاء مجلس الأمن الدولي وقفوا دقيقة حداداً على رئيسي، بمن فيهم مساعد السفير الأميركي روبرت وود. وأعرب رئيس المجلس الحالي سفير موزمبيق كوميساريو أفونسو عن التعازي والمواساة لأهالي المتوفين والشعب الإيراني.
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عبر عن "التعازي الصادقة" للاتحاد الأوروبي. وحلف شمال الأطلسي "ناتو" قدم "تعازيه للشعب الإيراني". أما الاتحاد الأفريقي فـ"يشعر بصدمة وحزن كبيرين". والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة، حسين إبراهيم طه فعبر عن "خالص تعازيه وتعاطفه مع حكومة إيران وشعبها". كذلك مجلس التعاون الخليجي الذي عبر أمينه العام جاسم محمد البدوي عن "أحر التعازي وصادق المواساة إلى حكومة شعب جمهورية إيران الإسلامية"، وتضامن المجلس مع إيران "في هذه الظروف العصيبة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهة أخرى، تراوح تفاعل دول أوروبية مع الحدث الجلل بين التعزية الحذرة وإلحاق التعزية بجملة تعكس رغبة في رؤية تغيير ما في إيران. فرنسا قدمت التعازي أيضاً عبر بيان صادر عن الخارجية الفرنسية، في حين قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن "إيطاليا متضامنة مع إيران حكومة وشعباً" معربة عن أملها في أن "تلتزم القيادة الإيرانية القادمة تحقيق الاستقرار وتهدئة الأوضاع في المنطقة". كذلك فعلت دول مثل بريطانيا وإسبانيا، إذ نوهتا عن الوفاة مع تعبير عن أمل في أن يكون القادم أفضل، وذلك من حيث استقرار المنطقة.
كل ما سبق أثار موجات مختلفة من رفض وتنديد وانتقاد من قبل معارضي النظام الإيراني ومنتقدي سياساته ورافضي وجوده.
المثير، وإن كان متوقعاً في مواقف ملتبسة معقدة كهذه، أن البعض من القادة والساسة لم يفكر مرتين قبل رفض التعازي وتقديم المواساة. الزعيم اليميني الهولندي "المتطرف" خيرت فيلدرز أعلن أن العزاء الذي تقدم به الاتحاد الأوروبي لا يمثله.
كما عبر عدد من البرلمانيين والمسؤولين الأوروبيين السابقين عن رفضهم تقديم العزاء اعتراضاً على سجل رئيسي في حقوق الإنسان وموقفه من النساء ووكلاء النظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط "الذين يسهمون في نشر الصراعات وعدم الاستقرار".
سجالات التعازي امتدت إلى نجل شاه إيران السابق رضا بهلوي، الذي جاء رفضه العزاء وتنديه بـ"انتهاكات حقوق الإنسان" وتأكيده أن "الإيرانيين ليسوا في حالة حداد"، وأن رئيسي كان "قاتلاً جماعياً وحشياً"، معتبراً أن "التعاطف معه إهانة لضحاياه"، وأن "مدعاة الأسف الوحيد أنه لم يعش بما يكفي ليشهد سقوط الجمهورية الإسلامية ومحاكمته على جرائمه" منطقية ومتوقعة في ضوء وقوف نظامي الدولة البهلوية والجمهورية الإيرانية الإسلامية على طرفي نقيض كامل.
ومن سجالات التعازي وتناقضاتها إلى سجلات التعازي ومحتوياتها ودرجات الإقبال عليها. سفارات إيران في الدول المحتفظة بعلاقاتها معها فتحت دفاتر العزاء، كذلك فعلت سفارات عربية وغير عربية في دول عدة للدلالة وتأكيد "عمق العلاقات" مع إيران.متابعة سجالات التعازي بين معز ورافض ومترحم ومندد، ومراقبة سجلات العزاء ومن فتح دفتراً ومن لم يفعل، وإحصاء عدد المعزين وحصر نسبة الدول وقياس درجة حرارة الكلمات وصدق المشاعر ستظل شغلاً شاغلاً لكثيرين لأيام مقبلة. هذه المتابعات المكثفة وأدوات القياس المعززة بالسياسة والمعضدة بالخلافات والمصحوبة بكم غير مسبوق من التناقضات لا تعكس إلا وضعاً متفرداً لإيران في العالم.