تستعد السعودية لإطلاق طرح ثانوي لأسهم شركة النفط العملاقة "أرامكو" رسمياً يوم الأحد، في صفقة قد تجمع أكثر من 10 مليارات دولار، إذ تصنف من بين الأكبر من نوعها في السنوات الأخيرة، بحسب ما أوردته وكالة "بلومبيرغ" الإخبارية نقلاً عن مصادر مطلعة.
وبحسب المصادر فإن الحكومة السعودية ستجري عملية بناء سجل أوامر لتلقي الطلبات حتى الخميس المقبل، قائلة إن "الصفقة اجتذبت اهتماماً غير رسمي من المستثمرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا"، مرجحة أن يسعر العرض بخصم إضافي يصل إلى 10 في المئة من سعر التداول، على رغم أن ذلك قد يتقلص بناء على طلب المستثمرين.
وتابعت أنه لم يتخذ أي قرارات نهائية في شأن فترة الطرح، إذ إن شروط الصفقة، بما في ذلك حجمها، قد تتغير.
أداء سهم "أرامكو"
إلى ذلك يأتي الطرح بعد أيام من انخفاض سهم "أرامكو" إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام، إذ فقد نحو 12 في المئة من قيمته هذا العام، ليتداول بسعر 29.05 ريال (7.75 دولار) مع بداية تعاملات اليوم الخميس، انخفاضاً من سعر الطرح في 2019 البالغ 32 ريالاً (8.5 دولار) الذي جعل "أرامكو" الشركة المدرجة الأكثر قيمة حينها، فيما تحتل الشركة الآن المرتبة السادسة.
وسيتزامن افتتاح الصفقة مع اجتماع تحالف "أوبك+" عبر الإنترنت الأحد المقبل لمناقشة سياسة إنتاج النفط، إذ يتوقع معظم مراقبي السوق أن تحافظ المجموعة على قيود الإمدادات، وهذا من شأنه أن يبقي إنتاج السعودية بالقرب من أدنى مستوى له منذ نحو ثلاث سنوات.
وذكرت "بلومبيرغ" في وقت سابق أن السعودية تجهز قائمة من البنوك، بما في ذلك "سيتي غروب" و"غولدمان ساكس" و"إتش سي بي سي" لإبرام الصفقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك قال أشخاص مطلعون على الأمر إنه من المرجح أن تشارك بنوك محلية، بما في ذلك البنك "الأهلي السعودي"، في حين تعمل شركة "مويلز أند كو" كمستشار مالي للمساعدة في اختيار الضامنين.
ويأتي العرض التالي بعد ما يقارب من خمس سنوات من جمع السعودية نحو 30 مليار دولار في الاكتتاب العام الأولي لـ"أرامكو"، الذي كان أكبر بيع للأسهم في العالم على الإطلاق.
حصيلة الاكتتاب
ويمكن للأموال التي ستجنيها السعودية من الطرح الثانوي، أن تساعد في تمويل المبادرات الكبيرة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد بعيداً من النفط.
وتشمل خطط تنويع الاقتصاد الدفع نحو الذكاء الاصطناعي والرياضة والسياحة، إضافة إلى مشاريع مثل تطوير مدينة "نيوم" بقيمة 1.5 تريليون دولار.
يشار إلى أن الرياض نقلت في مارس (آذار) الماضي حصة قدرها ثمانية في المئة من إجمالي أسهم "أرامكو" إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وبعد عملية النقل تظل الدولة المساهم الأكبر في الشركة، إذ تملك 82.186 في المئة من أسهمها.
وفي آخر عامين جرى نقل حصة بنسبة أربعة في المئة إضافية كل عام من أسهم "أرامكو" من ملكية الدولة إلى شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة، لترتفع بذلك الحصة التي يسيطر عليها الصندوق إلى 16 في المئة.
وتحتاج الحكومة السعودية إلى سعر قريب من 100 دولار للبرميل لدفع كلف خطط الإنفاق، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، لكن من المتوقع أن يقترب سعر خام برنت، الذي يبلغ حالياً نحو 85 دولاراً من 79 دولاراً في عام 2025 و75 دولاراً في العام التالي، بحسب تقديرات جمعتها "بلومبيرغ".
ويأتي الطرح الثانوي بينما إنتاج أرامكو من النفط مقيد أيضاً بسياسة "أوبك+"، إذ تحاول السعودية إنعاش السوق وتعزيز الأسعار، إذ تمتلك الشركة بالفعل طاقة إنتاجية كبيرة غير مستخدمة، وأمرت الحكومة في وقت سابق من هذا العام بوقف التوسع الإضافي لقدرتها.